نبذة عن صنع الله إبراهيم

صنع الله إبراهيم

روائيّ مِصريّ ولد في القاهرة عام 1937م، واجه الكثير من المشاكل بسبب غرابة اسمه، ويُقال إنّ والده أسماه إيّاه بعد أن صلّى صلاة استخارة طلبًا لاسم يناسب ابنه، وُلد صنع الله إبراهيم في زمن مستقر رغم وجود الاحتلال البريطانيّ، وكان لوالده وجدّه الأثر على شخصيّته، إذ زوَّداه بالقصص والكتب الأدبية من أجل الاستفادة والاطّلاع عليها، فبدأت شخصية صنع الله الأدبية بالتكوّن منذ الصغر، وفي شبابه عاش في مرحلة النّهضة، وبدأ في دراسة الحقوق، ثمّ لجأ لدراسة الصحافة والسياسة، ثمّ التجأ بشكل أكبر إلى الأدب، حيث يعدّ صنع الله إبراهيم من أفضل أدباء الستينات، ومؤلفاته من أكثر المؤلفات إثارة للتساؤلات والجدل، كما يعد من أبرز الكُتّاب الذين ارتبطت أسماؤهم بالسّياسة والثقافة، فانعكست على الكثير من مؤلفاته ورواياته، وفي عام 1959م سُجن لمدة خمس سنوات بسبب ميله إلى الفكر اليساري، ضمن حملة شنّها جمال عبد الناصر على اليساريّين، ولكنّه -رغم اعتقاله- لا يزال يكنّ لجمال عبدالناصر الاحترام والحبّ.^[١]

حياة صنع الله إبراهيم العملية

كانَ صنع الله إبراهيم يركّز في بداية حياتِه على الفكر اليساريّ، إذ انضمّ للحملة اليساريّة، ثمّ اعتقل، فكان السجن من عوامل نضوجه في تجربته الحياتيّة، إذ تعلّم ما قد يُفيده في حياته العمليّة كالتقدّم، وحبّ البلاد، والعيش في سبيل تحقيق معنى العدالة، وبعد خروجه من السجن بدأ ينشغل بحياته العملية، فاشتغل في الصّحافة عام 1967م في وكالة الأنباء المصريّة، وفي عام 1968م ذهب إلى برلين، وعمل لدى وكالة الأنباء الألمانية، ثم اتجه إلى موسكو فقضى هناك ثلاث سنوات، فدرس علم التصوير السينمائيّ، ثمّ عمل على صناعة الأفلام^[٢]، وفي عهد السادات "الرئيس الراحل" عام 1974م عاد إلى القاهرة فعمل بدار نشر الثقافة الجديدة، ويعدّ صنع الله إبراهيم من أحد الأعضاء المؤسسين لاتحاد رابطة الكُتاب، وبعد هذه الأعمال تفرغ للكتابة فبدأ بإنجاز مؤلفاته وبالانشغال في حياته الأدبية.^[٣]

تجربة صنع الله إبراهيم الأدبية

تتميّز تجربة صنع الله إبراهيم الأدبيّة بتأثرُّها بظروف حياته وسيرته الذاتيّة، إذ كانت لحياته العملية التأثير الظاهر والبارز على أعماله ومؤلّفاته، فثمّة صلة وثيقة تتشابك بين الواقع آنذاك وبين الأعمال المنجزة، مثال ذلك فقد ألّف صنع الله روايته "اللجنة" في عام 1981م، وكانت الرواية تتحدث بشكل صريح عن الواقع فهي هجاء ساخر للسياسة في مصر آنذاك، والكثير من أعماله التي عكست تجربته وحياته الواقعية^[٤]، فروايته المعنونة بِـ"تلك الرائحة" عام 1966م، وصف بها تجربته في السجن وفترة ما بعد خروجه، وهي أوّل كتاباته، وفي عام 1974م كتب ثاني رواياته، رواية "نجمة أغسطس" فكانت الرواية تُبشر بنهوض الرواية العربية، والتّجديد في الفنّ الروائي، فكانت بمثابة شهادة على أحداث العصر وتطور الأدب فيه، لقد كان صنع الله إبراهيم غزير الإنتاج الأدبي، يتتابع في تأليف الكتب والروايات، ولم يكن هذا التأليف في سبيل الكتابة والشهرة، بل في سبيل توثيق التاريخ، والحياة التاريخية آنذاك، فالكثير من مؤلفاته كانت تشرح أحداث حياته، والتي حازت على جوائز كرواية "يوم عادت المملكة القديمة" إذ نالت جائزة أفضل رواية لعام 1982م من المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم، وحصلت روايته "شرف" في المرتبة الثالثة في تريتب أفضل 100 رواية عربيّة، وتعدّ الرواية من أفضل أعماله في أدب السجون.^[٥]

مؤلفات صنع الله إبراهيم

يعدّ صنع الله إبراهيم من أهمّ وأكبر الروائيين في مصر، وتتميز أعماله بالقدرة الفائقة في الحبك والسرد، وقيل أن أسلوبه يشبه الأسلوب الأدبي للأديب ماركيز، فكلاهما يتشابهانِ بالبراعة التأليفيّة التي تحتّم على القارئ أن يركّز في الرواية حتى لا تهرب منه أحداث الرواية وخيوطها، وفي عام 2004م حصل صنع الله إبراهيم على جائزة ابن رشد للفكر الحرّ، ومن أعماله في مختلف الأجناس الأدبيّة:^[٦]

• الروايات:

1. نجمة أغسطس.
2. العمامة والقبعة.
3. الجليد.
4. برلين.
5. القانون الفرنسي.
6. التلصص.
7. وردة.
8. شرف.
9. بيروت بيروت.
10. يوميات الواحات.
11. ذات.
12. اللجنة.
13. إنسان السد العالي.
14. أمريكانلي.

• القصص القصيرة:

1. أبيض وأزرق.
2. الثعبان.
3. تلك الرائحة.
4. أرسين لوبين.

• قصص الأطفال:

1. اليرقات في دائرة مستمرة.
2. الدلفين يأتي عند الغروب.
3. الحياة والموت في بحر ملون.
4. عندما جلست العنكبوت تنتظر.
5. يوم عادت المملكة القديمة.
6. رحلة السندباد الثامنة.

اقتباسات لصنع الله إبراهيم

اشتُهرت روايات صنع الله إبراهيم لأكثرِ من سبب، ومن أهمّ الأسباب أنّ هذه الروايات كانت تصف الواقع الحقيقيّ المُعاش، وتتناول مواضيع السياسة بسخرية واضحة، ومواضيع أخرى تتّجه نحو الواقعيّة وتبتعد قليلًا عن الخياليّة، والقارئ للأعمال الأدبية لصنع الله إبراهيم سيلاحظ ذلك، ومن بعض الاقتباسات التي تشير إلى ما سبق ما يأتي:^[٧]

• المصريّون هكذا، يصبرون طويلًا ثمّ ينفجرون في فروة حماس سرعان ما تنطفئ، ويعود كلّ شيء إلى ما كان عليه، إنّهم يبدؤون ثوار على كلّ ظلم، ثم ينصرفون إلى الاهتمام بمصالحهم الخاصة.
• لم يجد الأهل وسيلة للتعبير عن رأيهم سوى الحجارة، تصوّرت الشرطة أنها تواجه انتفاضة على الطريقة الفلسطينية وردت بإطلاق الرصاص على الطريقة الإسرائيلية.
• نحن ضدّ انقلابات القصور، الثورة عملية تتم من أسفل لا بد أن يشترك فيها الناس ولا يمكن فرضها عليهم وإلا كانت العواقب وخيمة.
• كيف يمكن إقناع مقاتل بأن يعرض صدره للموت إذا كانت القضية التي يحارب من أجلها ملتبسة أو تحتمل وجهتَيْ نظر؟
• الإسلام هو أوّل نظام عالمي وضع بذور تحرير العبيد، ومع ذلك ظلّ الرق قائمًا طوال فترة الحضارة الإسلامية، لماذا؟ لأنّ أصحاب المال كانوا دائمًا في مركز القرار، مبادئ الدين شيء، ومن يطبّقونها شيء آخر.
• كان يظن أنه يستطيع أن يقهر الألم، لكنه كان واهمًا، فقد كان الألم كالسرطان، تستأصله من مكان، فيظهر على الفور في مكانٍ آخر.

المراجع

1. ↑ "نبذة عن صننع الله إبراهيم"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
2. ↑ "من هو صنع الله إبراهيم"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
3. ↑ "صنع الله إبراهيم"، www.kataranovels.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
4. ↑ "صنع الله إبراهيم"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
5. ↑ "من هو صنع الله إبراهيم"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
6. ↑ "صنع الله إبراهيم"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
7. ↑ "صنع الله إبراهيم"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.