الأندلس
هي شبة الجزيرة الأيبيرية، تقع في الجنوب الغربي من أوروبّا، عند مضيق جبل طارق، وتعرف حاليًا بإسبانيا والبرتغال، أطلق عليها المسلمون اسم الأندلس بعد فتحها سنة 92هـ/711م بقيادة طارق بن زياد، وبأمر من الخليفة الوليد بن عبدالملك، واصبحت جزءًا من الدولة الإسلامية، وكان طريف بن مالك أول من دخلها من المسلمين لاستكشافها سنة 91هـ، ويُعد الأمير الأموي عبدالرحمن الداخل هو المؤسس الفعلي لدولة الأندلس سنة 132هـ/750م، بعد قضاء العباسيين على الدولة الأموية، وبنى عبدالرحمن الداخل مدينة قرطبة لتكونَ عاصمة الأندلس، وبعد سقوط الدولة الأموية عام 399هـ في الأندلس، تجزئت لما يعرف بملوك الطوائف, وحدها المرابطون والموحدون ثم فعادت إلى طوائف مرة اخرى، وانتهت الأندلس بسقوط مملكة غرناطة في 1492م على يد الإسبان.[١]
نبذة عن طريف بن مالك
هو طريف بن مالك من البربري أبو زُرْعَة من البربر، ويقسم البربر إلى قسمان: البتر، والبرانس، وينسب طريف إلى البرابرة البرانس من قبيلة بَرغَواطة البربرية، وتسكن بالقرب من مدينة الرباط من الجهة المواجهة للساحل شمال، وطريف بن مالك رئيس قبيلة برغواطة، فكان له دور كبير في قيادة القبيلة وفي ساحات القتال، كما ساهم في ترسيخ العقيدة لدى أفرادها وتوجيههم، وكان طريف مولى القائد موسى بن نُصَير، وإليه نُسبت جزيرة طريف المحاذية للأندلس، ذكرت بعض المصادر أنّ نسب طريف الأصلي من اليمن، فقيل إنّه طريف بن مالك النّخَعِي، والنّخعُ بن عامر من سبأ، وذكر أيضًا طريف بن مالك المَعَافِري، والمغافر أصلهم من اليمن وتحديدًا من سبأ في اليمن، وعلى ما يبدو أنّ طريف ليس عربيًّا، وهو من برابرة المغرب، حيث بقي معهم حتى توفّي، فلم يعرف له أثره إلا في عهد موسى بن نصير.[٢]
تشأ طريف وترعرع في بيت إسلاميّ، وهذا يبدو جليًا من من اسم والده "مالك"؛ فهو اسم عربيّ إسلاميّ، حيث كان طريف من أقرب المقرّبين لموسى بن نصير والي أفريقيا من البربر، فكان متدينًا وذا مزايا وكفايات عديدة، ما عمل على إتاحة الفرصة له لتوليته منصبًا قياديًا، حيث كان له دور بارز في فتح الأندلس، عُرف طريف بن مالك كأحد قائدة الفتح الإسلامي للأندلس، وهو أول من دخل الجزيرة الإيبيرية من المسلمين في مهمة عسكرية استطلاعية، بأمر من الدولة الأموية، في رمضان عام 91هـ، ضمت حملته 400 مقاتل ومائة من الفرسان.[٣]
بعد أنْ أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك، لوليه موسى بن نصير بفتح الأندلس، ارسل طريف بن مالك في سرية استطلاعية من أربعمائة مقاتل ومائة فرس في أربعة مراكب عام "91هـ -710م"، نزل طريف "بالجزيرة الخضراء" تقابل الأندلس، حيث استولى عليها وسميت بجزيرة طريف نسبةً إليه، وغنم منها غنائم كثيرة من أموال وأمتعة، فارسل جماعات لجلب المعلومات عن الطبيعة الجغرافية والاستراتيجية للأندلس، قام طريف بن مالك بالمَهمّة بنجاح ودرس جنوب الأندلس والتي سينزل فيها المسلمين، فعاد طريف لقائده موسى بن نصير وشرح ما قام به وما رآه، وعلى إثر استطلاع طريف جَهِّز موسى بن نصير جيشًا من سبعةَ آلافِ مقاتلٍ وأعِدُّ العُدَّة، وأرسلهم بقيادة طارق بن زياد، وبهم الفتح الإسلامي للأندلس.[٤]
فتح الأندلس
بعد أنّ ارسال موسى بن نصير سريّة استطلاعية بقيادة طريف بن مالك مُكوَّنة من 500 جنديّ إلى جنوب الأندلس سنة 91هـ، أرسل ابن نصير جيشًا من سبعة ألاف جندي بقيادة طارق بن زياد لفتح الأندلس، وعند نزول طارق بن زياد جنوب الأندلس في منطقة جبل طارق والتي سميت المنطقة باسمه، واجه المسلمون مجموعة من النصارى، وكان النصر من نصيب المسلمون، فتوجه المسلمون إلى شمال الأندلس ودارت عدة مواجهات مع الحاميات النصرانية انتصر فيها المسلمون.[٥]
وعندما وصل الخبر إلى لذريق حاكم طليطلة، جهز جيشًا يقدر بمائة ألف جندي، فبعث طارق بن زياد إلى موسى بن نصير يطلب المدد، فأمده بخمسة آلاف جنديّ، وتقابل الطرفان بوادي لكّة، ودارت بينهما معركة شديدة استمرت ثمانية أيام، فتحقّق النصر للمسلمين، وفرّ لذريق من المعركة، وبهذا النصر الكبير كان فتح الأندلس.[٥]
المراجع
- ↑ "الأندلس"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "طريف بن مالك فاتح جزيرة طريف"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "فتح الأندلس 92 هـ"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "سرية طريف بن مالك"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "فتح الأندلس"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.