نبذة عن علي أحمد باكثير

كتابة:
نبذة عن علي أحمد باكثير

علي أحمد باكثير

هو عليّ بن أحمد بن باكثير الكندي، شاعر وكاتب مسرحيّ وروائيّ مِصريّ، وُلد في مدينة سورابايا بإندونيسيا عام 1328هـ، الموافق 21 ديسمبر 1910م، يعود أصله إلى حضرموت، أي أنّه يمني الأصل، أمّا عن أبيه أحمد باكثير فقد كان تاجرًا، إذ شكّلت تجارته تلك أهم الدوافع لارتباط علي باكثير بتلك المنطقة، وحين بلغ علي باكثير العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت، من أجل أن ينشأ قُرب أقاربه، ويتعلم منهم العادات والتقاليد التي ستساعد بنشأته ضمن التعاليم الإسلامية العربية الصالحة، وفي سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م وصل علي باكثير مدينة سيئون بحضرموت، وهناك بدأت نشأة حياته وبدأ بتلقّي تعليمه، والجدير بالذّكر أنه كان يتقن العديد من اللغات من ضمنها: اللغة الإنجليزية، واللغة الفرنسية، واللغة الملايوية، إضافة إلى لغته العربية.[١]


حياة علي أحمد باكثير

بدأ علي باكثير بتلقّي تعليمه في مدينة سيئون، فنشأ وتعلّم على أيدي شيوخ أجلّاء، منهم عمه الشاعر النحويّ والّلغويّ القاضي محمد بن محمد باكثير، إذ درّسه علوم العربية والشريعة الإسلامية، كما تلقّى العلم على يد الفقيه محمد بن هادي السقاف، إذ علّمه علوم الدين، أمّا عن الخبرات العلمية التي تميّز بها باكثير فقد كان ينظم الشعر وهو في سن الثالثة عشرة، وقبل أن يبلغ العشرين من عمره كان قد تولى التدريس والإدارة في مدرسة النهضة العلمية، إذ كان غزير علمه سببًا في النهوض بمجال عمله، وفي عام 1934م وصل باكثير إلى مصر، فالتحق بجامعة فؤاد الأول ودرس الآداب في اللغة الإنجليزية، وترجم أثناء دراسته في الجامعة مسرحية روميو وجوليت، وبعدها بعامين أصبح من رواد النظم في الأدب العربي، إذ ألَّف مسرحية كاملة بالشعر الحر وهي مسرحية أخناتون ونفرتيتي، وبعد تخرجه في جامعة فؤاد الأول حصل على الدبلوم من معهد التربية للمعلمين عام 1940م، فعمل لمدة أربعة عشر عامًا مدرسًا للغة الإنجليزية، وبسبب تفوقه بطلب العِلم حصل على بعثة دراسية حرة إلى فرنسا عام 1954م.[٢]

أما عن حياة علي أحمد باكثير العائلية، فقد تزوّج باكرًا، ولكنه فجع بموت زوجته وهي في شبابها، وبعد وفاتها غادر حضرموت، وبدأ بالتنقل فزار العديد من الدول مثل: رومانيا، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي، وبريطانيا، وسوريا، ولبنان، والكويت وتركيا، وتوجه إلى عدن، ثم إلى الصومال، ووصل إلى الحبشة، ثم ذهب إلى الحجاز واستقر بها بعضًا من الوقت، وكان قد نظم هناك مطولته نظام البردة، وكتب أول عمل مسرحي شعري له وهي مسرحية همام أو في بلاد الأحقاف، وبعد ذلك انتقل إلى مصر فطبع مسرحيته ونشرها، وفضّل العيش في المجتمع المصري المحافظ، فتزوج من هناك ثم حصل على الجنسية المصرية، وتفاعل مع المجتمع المصري، إذ سعى إلى بناء الصلة والتقرّب من رجال الفكر والأدب، منهم: العقّاد، ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، والمازني، وغيرهم الكثير، وفي أعوام حياته داخل مصر اشتغل بالتدريس خمسة عشر عامًا بالمنصورة، ثمّ انتقل إلى القاهرة، فعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ثم انتقل للعمل في قسم الرقابة، واستمر بالعمل في الوزارة إلى أن توفّي في شهر رمضان الموافق 10 نوفمبر 1969م.[٣]


مسيرة علي أحمد باكثير الأدبية

كانت مسيرة علي أحمد باكثير حافلة بطلب بالعِلم والإنجاز الأدبيّ، إلّا أنّ توجهاته بكتابة الفنون الأدبية قد بدأت بالتغير والتبدّل بالتدريج، فمثلًا كان علي باكثير يهتم بالكتابة الشعرية، ولكنه وبعد اطلاعه على أدب وليم شكسبير بدّل هذه الميول، إذ تعمّق بكتابة النثر مثل الرواية، وفيما بعد انتقل من كتابة المسرحية الشعرية، إلى كتابة المسرحية النثرية، وفي عام 1961م حصل على منحة تفرغ لمدة عامين، فكان هو أول أديب يمنح هذا النوع من المنحة في مصر، فأنجز خلال هذا التفرغ ثاني أطول عمل مسرحي عالميًا، وهي الملحمة الإسلامية الكبرى عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وبعد حصوله على منحة تفرغ أخرى أنجز خلالها الثلاثية وهي: الدودة والثعبان، وأحلام نابليون، ومأساة زينب، وتعد هذه الثلاثية بأنها المسرحية التي تعبر عن غزو نابليون لمصر.[٤]


أمّا عن باقي مسيرة أعمال علي أحمد باكثير الأدبية فقد تنوعت وتوزعت بين إنتاج الرواية، والمسرحية النثرية، والأعمال الشعرية، فكتب العديد من المسرحيات السياسية والتاريخية، وفي شعره توزع بين ما هو مخطوط أو متناثر في المجلات والصحف، فهو لم ينشر ديوانه الخاص، ولكن في عام 1987م، قام الدكتور محمد أبو بكر حميد بالاهتمام بشعر باكثير وجمعه في ديوان واحد أطلق عليه "أزهار الربى في أشعار الصّبا"، وجمع هذا الديوان مجموعة القصائد التي نظمها باكثير قبل رحيله من حضرموت، وفي عام 2008م صدر ديوان باكثير الثاني عن مكتبة كنوز المعرفة بجدة بعنوان سحر عدن وفخر اليمن، إذ يضم هذا الديوان المجموعة الشعرية لباكثير عام 1932م-1933م وهي القصائد التي كتبها في عدن أي بعد انتقاله من حضرموت، وأخيرًا صدر ديوانه الأخير بعنوان صبا نجد وأنفاس الحجاز ويضم هذا الديوان الشعر الذي نظمه باكثير سنة 1934م، أي وهي السنة التي أمضاها في الحجاز قبل هجرته النهائية إلى مصر في المملكة العربية السعودية.[٥]

أمّا عن أهم آثاره وإنجازاته التي أحرز بها تفوّقًا، فقد شارك باكثير بالعديد من المؤتمرات الثقافية والأدبية، ووقع الاختيار عليه في الكثير من المناصب من ضمنها أنه اختير عضوًا في نادي القصة، وعضوًا في لجنة الشعر والقصة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وحصل على الكثير من الجوائز ومن بينها جائزة الدولة التقديرية الأولى مناصفة، إذ شارك هو ونجيب محفوظ في هذه الجائزة، وفي مصر كانت مسرحيته مسمار جحا هي الاختيار الأول التي تُفتتح بها المراسم المسرحية سنويًا، وكان لأعماله المسرحية تلك دورها بأن تصبح أعمالًا سينمائية، فقد مثلت مسرحيته واإسلاماه في فيلم سينمائي شهير وكان بطله الممثل المصري أحمد مظهر.[٦]


مؤلفات علي أحمد باكثير

كتب أحمد باكثير في مسيرته الأدبية الكثير من المؤلفات والأعمال النثرية والشعرية، التي نشرت في المجلات والصحف وغيرها، وكان لهذه الأعمال جمهورها الخاصّ، فقد ألّف علي باكثير أكثر من ستّين رواية وقصّة، تتوزّع بين مسرحيّة نثرية أو شعرية، وكان ذلك الإنتاج الأدبي الوفير سببًا في تحقيق النجاح لعلي باكثير وحصوله على العديد من الجوائز.


الأعمال الروائية

تنوع الإنتاج الأدبي الذي كتبه علي أحمد باكثير، بين الرواية والمسرحية، ولكن غلب على أعماله الفن المسرحي، وقلت الأعمال الروائية تبعًا لذلك، ولكن قلة العدد لم يؤثر على الإبداع الفني، والكتابي، والتعبيري في الروايات، ومن الأمثلة على أهم مؤلفاته الروائية:[٧]

  • الثائر الأحمر.
  • سيرة الشجاع.
  • الفارس الجميل.
  • واإسلاماه.
  • سلامة القس.
  • عودة المشتاق.
  • ليلة النهر.
  • الشيماء.


الأعمال المسرحية

أمّا عن مسرحيات علي أحمد باكثير، فقد كتب الكثير من المسرحيات والتي نال بعضها جوائز متميّزة بسبب تفوّقها، مثال ذلك مسرحية السلسلة والغفران، وهي المسرحية التي نالت جائزة وزارة المعارف لسنة 1949م، لقد كانت مسرحيات علي باكثير تتسم بتناولها للصور المتعددة التي تخدم تشكيل النص المسرحي، وتعتمد هذه الصور على التنوع بين الشعر التقليدي، والشعر المرسل، والشعر الحر، ولا بد من الإشارة إلى أن الكثير من الكُتاب العرب كانوا قد تأثروا بمسرحيات باكثير، وذلك بعد أن قرأوها واستفادوا منها في كتابة أعمالهم، ومن الأمثلة على أهم الأعمال المسرحية التي كتبها باكثير:[٨]

  • مسرح السياسة.
  • التوراة الضائعة.
  • إخناتون ونفرتيتي.
  • حرب البسوس.
  • سر الحاكم بأمر الله - سر شهرزاد.
  • عاشق من حضرموت.
  • هكذا لقى الله عمر.
  • إمبراطورية في المزاد.
  • دار ابن لقمان.
  • الشيماء شادية الإسلام.
  • همام في بلاد الأحقاف.
  • من فوق سبع سموات.
  • عودة الفردوس.
  • قطط وفيران.


أقوال عن علي أحمد باكثير

كان علي أحمد باكثير من الأدباء الذين نالوا المكانة الخاصة في قلوب الجميع، فالكثير من النقاد والأدباء تداولوا في الحديث عنه والفخر به، والبعض الآخر من النقاد كانوا قد أبدوا آراءهم حول تجربة باكثير الأدبية فنقدو أعماله ومدحوا إنجازاته، ومن هذه الأقوال:

  • قال الأستاذ الطنطاوي: "إنّي أفخر أني أول من كتب بحثًا في مجلة الآداب البيروتية، قبيل وفاة باكثير بشهرين، أثبت فيه أن باكثير هو رائد شعر التفعيلة بلا منازع".
  • قال الدكتور حلمي محمد القاعود: "كان علي أحمد باكثير من ذلك الطراز الذي لا يُخافت بصوته الإسلامي، ولا يساوم على تصوره الإيماني، وكان في الوقت نفسه رائدًا من رواد أدب الحدس الصادقوهو الأدب الذي يستشرف المستقبل".
  • قال الدكتور عبده بدوي: "الحقيقة أن باكثير كان كاتبًا إسلاميًا ملتزمًا لا يسير في صدى ما يحدث، ذلك لأنه في كثير من الأحيان كان يسبق ما يحدث، وكان في الوقت نفسه ينظر من منظور إسلامي شفاف، متعاطف مع كل الإنجازات الإنسانية العظيمة".
  • قال الأستاذ علي محمد الغريب: "في وقتٍ سادَ في العبث حياتنا الثقافية والأدبية، وفي فترة من الزمن تسللت "شلل" الملحدين إلى وسائل الإعلام المختلفة، كالأدب، والصحافة، والمسرح، يقصون كل من كان مؤمنًا بقيم هذه الأمة، يدبرون له المكائد، وينصبون له الشراك، حتى يختفي من حياتهم أو يموت كمدًا".
  • قال الأديب الدكتور نجيب الكيلاني: "لقد كان الأستاذ علي أحمد باكثير يتميز بخطه الإسلامي، وفكره السياسي المبلور، وتعبيره الواعي من خلال مسرحياته وقصصه عن قضايا إسلامية معاصرة، ومشاكل اجتماعية شائعة، ويستلهم التاريخ في كثير من قصصه ومسرحياته".


اقتباسات علي أحمد باكثير

يعدّ علي باكثير من روّاد الأدب العربيّ؛ وذلك بسبب دوره الكبير في تطوّر ونهوض الأدب خاصة في مجال الأدب المسرحي، وبجانب الكتابة النثرية المسرحية، فقد تمكن من الكتابة الشعرية وضمها في أحداث مسرحياته، إذ فتح للمسرحية العربية بابًا جديدًا، وتطورًا ملحوظًا في تطوير الكتابة، فظهر ما يسمى بالمسرحية الشعرية، إذ كتب مسرحياته بالشعر الغنائي من أجل التقرب لعاطفة السامع والقارئ، وأن تصبح صالحة للغناء والتلحين، فنوّع في القوافي، والسبب في ذلك أن تنويع القوافي يكون أبلغ في التنغيم الموسيقي، ومن أهم الأمثلة على ذلك الاقتباسات الآتية:[٩]

  • "وأنظر إلى الأشخاص بالرعاية، وأوّلها بفضل العناية، بالعلم والأخلاق والهداية، فجل عنها الجهل والعماية".
  • "إخناتون، بجمالك تحيا العيون وبنورك تشفي القلوب، أيما قلب تعمر فهناك الحياة حق، لا حيلة للفقر في قلب أنت في، ربّ أسمعني صوتك العذب حتى في أرواح الشمال".
  • "القادم، آه لو تسمح لي الأيام يا سلمى بنيلك، أنت لي لست لغيرك، أنا لست لغيرك، إنّ لي قلبًا كقلبك".

ومن الاقتباسات الأخرى التي توزعت على باقي أعمال علي أحمد باكثير الأدبية الروائية والنثرية:[١٠]

  • "هكذا أنتم، صنف لا يحيط بعيوبهم إلا الله، تمدحون الاشتراكية وقلوبكم تلعنها، وتلعنون الرأسمالية وقلوبكم تعوم في بالوعاتها ومجاريها".
  • "يالي منها إن لم أطرها تغضب مني وإذا أثنيت على حسنها حسبتني أسخر".
  • "أنا حائرة كالفراشة الحائمة حول اللهب بل أشد منها حيرة".
  • "سامحهم الله لقد ظنوا أن عمر هو الذي طوى ملك كسرى وملك قيصر فقتلوه، وما علموا إنما هو هذا الدين القويم الذي بعث به الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- إلى البشر كافة لهدايتهم إلى سبيل الرشاد ولإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد".
  • "هي سمراء مثلي ونحن السمر بطاء الرمي، ولكن من نرمي نصم ومن نصمه نرده، لسنا كالبيض سراع الغزو سراع الفتح، ولكن سرعان ما تتحرر من رقهن القلوب".
  • "ليس كالتتار سرعة حركة، ومهارة في التجسّس واستطلاع أحوال العدوّ، فلهم في ذلك أمور تشبه الخَوارق".

المراجع

  1. "علي أحمد باكثير"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-15. بتصرّف.
  2. "علي أحمد باكثير"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-15. بتصرّف.
  3. "علي أحمد باكثير"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-15. بتصرّف.
  4. "علي أحمد باكثير"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
  5. "علي أحمد باكثير"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
  6. "علي أحمد باكثير"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
  7. "باكثير: الكاتب المسرحي والروائي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
  8. "نبذة عن على أحمد باكثير:"، www.kutub-pdf.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
  9. "دراسة تحليلية لمسرحيات علي أحمد باكثير الشعرية"، www.aqlamalhind.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
  10. "علي أحمد باكثير"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
5240 مشاهدة
للأعلى للسفل
×