نبذة عن عمر المختار

كتابة:
نبذة عن عمر المختار

الاحتلال الإيطالي لليبيا

في الثالث من أكتوبر من عام 1911م بدأتْ إيطاليا بدخول ليبيا بحجَّة تحرير الشعب الليبي من الاحتلال العثماني، فقاوم الليبيون هذا الغزو الأوروبي بشدَّة، ولكنَّ الدولة العثمانية التي تحكم ليبيا بشكل رسمي في تلك الفترة قامتْ بتسليم ليبيا إلى إيطاليا وتوقيع معاهدة لوزان عام 1912م، اعترفتْ في هذه المعاهدة الدولة العثمانية بامتلاك إيطاليا للأراضي الليبية، ونتيجة لهذا الاحتلال كان من الطبيعي أن يثور الشعب الليبي وتنشط المقاومة الليبية ضدَّ هذا الغزو الأوروبي، وكان من أبرز أسماء المقاومة الليبية الشيخ عمر المختار، وهذا المقال سيتحدَّث عن المناضل الليبي عمر المختار.[١]

عمر المختار

عمر المختار هو عمر بن مختار بن عُمر المنفي الهلالي المولود في العشرين من أغسطس عام 1858م، والمعروف بشيخ الشهداء وشيخ المجاهدين وأسد الصحراء، ويُعدُّ المختار أشهر المقاومين في تاريخ العرب الحديث، ويرجع المختار إلى قبيلة منفة الهلالية التي تسكن في بادية برقة في ليبيا، وقد حارب المختار الاحتلال إيطاليا منذ كان في الثالثة والخمسين من عمره، واستمرَّ في قتال الإيطاليين عشرين عامًا، خاض في هذين العقدين سلسلة من المعارك في أراضي ليبيا، حتَّى قُبض عليه من قبل بعض الجنود الطليان، وحُكم عليه بالإعدام شنقًا، وقد نُفِّذ حكم الإعدام يوم السادس عشر من سبتمبر من عام 1931م، وهو ما يوافق عام 1350 هجرية.[٢]

لم تزلْ شخصية عمر المختار شخصية شهيرة في تاريخ النضال العربي، فقد نالت إعجاب وكسبتْ عاطفة الجماهير العربية، وكانت قصَّته تحثُّ أفراد المقاومة ضدَّ أي غزو خارجي في الوطن العربي الكبير، وقد كبرت شخصية عمر في عقول الشعوب العربية الإسلامية، فكان ملهم الشعراء ووُصف بالبطل الشهيد وأصبح مثالًا للفدائي المناضل الذي ضحَّى بحياته في سبيل وطنه وبلاده، وقد ظهرتْ شخصية عمر المختار في فيلم سينمائي من إخراج المخرج السوري مصطفى العقاد عام 1981م والذي حمل عنوان أسد الصحراء.[٢]

إعدام عمر المختار

في صباح يوم الأربعاء من عام 1931م الموافق لعام 1350 للهجرة، اتخذ الجيش الإيطالي في ليبيا كلَّ الإجراءات التي تلزم لتنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ المختار، حيث تمَّ إحضار عشرين ألف من الأهالي كما تمَّ إحضار المعتقلين السياسيين الذين كانوا على صلة بالشيخ قبل اعتقاله، ثمَّ سِيق الشيخ المختار مكبَّلًا بالسلاسل وهو يبتسم للجموع المحتشدة ابتسامة الرضا بقضاء الله وقدره، وبدأت الطائرات الإيطالية بالتحليق فوق المعتقلين حتَّى لا يستطيع المختار التكلم مع الذين يشهدون حادثة إعدامه، وفي الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء تمَّ إعدام الشيخ المجاهد، وقيل إنَّه قبل إعدامه كان يقرأ قول الله تعالى في سورة الفجر: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}،[٣]وقد أمرت السلطات الإيطالية بتعذيب كلِّ من يبدي حزنًا على إعدام الشيخ، ولم يزل الشيخ منارة تنير للمناضلين شواطئ الشهادة، والله تعالى أعلم.[٤]

المراجع

  1. "تاريخ مستعمرة ليبيا الإيطالية"، www.ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-02-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "عمر المختار"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-02-2020. بتصرّف.
  3. سورة الفجر، آية: 27-30.
  4. "عمر المختار"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-02-2020. بتصرّف.
5734 مشاهدة
للأعلى للسفل
×