نبذة عن قصيدة سفر أيوب

كتابة:
نبذة عن قصيدة سفر أيوب



نبذة عن قصيدة سفر أيوب

قصيدة سفر أيوب هي قصيدة كتبها الشاعر العراقي بدر شاكر السياب بعد إصابته بمرض السل الرئوي، واشتداد المرض وأعراضه عليه، لكن المرض لم يجعله يائسًا قانطًا بل عمل بدر شاكر السياب على نظم هذه القصيدة شكرًا وحمدًا لله سبحانه وتعالى على نعمه العظيمة والتي لا تعد ولا تحصى.


استخدم بدر شاكر السياب (أيوب) ليس اسمًا فقد بل هو رمز ممتلئ بالدلالات والمعاني، فهو قصد بذلك النبي أيوب عليه السلام الذي ارتبط اسمه بالصبر لما عاناه من ابتلاءات وثبت وصبر عليها،[١]قصد السياب من استخدامه رمز النبي أيوب عليه السلام أن يقدم حالة مشابهة أو محاكية لحالته، فالنبي أيوب عليه الصلاة والسلام كان شاكرًا لله على النعم، لكنه ابتلي بها وابتلي في بدنه، ومع ذلك ظل شاكرًا لله سبحانه وتعالى عابدًا له ذاكرًا له.[١]


اعتمد بدر شاكر السياب في قصيدته على مواراة المعاني وليس الإفصاح عنها، فهو استخدم شخصية النبي أيوب عليه السلام ووارى من خلال قصته عليه السلام جميع التشبيهات والصور التي تشير للألم والمرض والابتلاء وشكر الله سبحانه وتعالى وتعداد نعمه.[١]


أظهر السياب في قصيدته أدبًا رائعًا في مخاطبة الله سبحانه وتعالى في قصيدته، فهو اعتبر أن المصائب هي كرم من الله سبحانه وتعالى على العبد،[١] تحدث السياب في قصيدته عن معاني عظيمة بالرضا بالقضاء والقدر، وبرز ذلك في بيته (مهما استطال البلاء ومهما استبد الألم) واستخدامه لكلمة مهما استخدام بليغ؛ إذ إنها تحمل معها استعدادًا لاحتمال وقبول وتسليم بالقدر الذي قدره الله عليه بنفس راضية وإيمان تام.[١]


التعريف بالقصيدة وأبياتها

تعد قصيدة سفر أيوب من قصائد بدر شاكر السياب العمودية التي تكتب بلا وزن ولا قافية،[١]وأبيات هذه القصيدة هي: [٢]

لكَ الحـَمدُ مهما استطال البـــلاء
ومهمــا استبد الألـم
لكَ الحمدُ إن الرزايـا عطـــاء
وإن المَصيبــات بعض الكـَـــرَم
ألم تُعطني أنت هذا الظلام
وأعطيتني أنت هذا السّحر؟
فهل تشكر الأرض قطر المطر
وتغضب إن لم يجدها الغمام؟
شهور طوال وهذي الجـِـــراح
تمزّق جنبي مثل المدى
ولا يهدأ الداء عند الصباح
ولا يمسح اللّيل أوجاعه بالردى.
ولكنّ أيّوب إن صاح صــــــاح
لك الحمد، إن الرزايا ندى
وإنّ الجراح هدايا الحبيب
أضمٌ إلى الصدر باقتــها
هداياكَ في خافقي لا تَغيــب
هاتها... هداياكَ مقبولــةُ
أشد جراحي وأهتف
بالعائديــن
ألا فانظروا واحسدونــي
فهذي هدايا حبيبي
وإن مسّت النار حرّ الجبين
توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب.
جميل هو السّهدُ أرعى سماك
بعينيّ حتى تغيب النجوم
ويلمس شبّاك داري سناك.
جميل هو الليل: أصداء بوم
وأبواق سيارة من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد
أساطير آبائها للوليد
وغابات ليل السُّهاد، الغيوم
تحجّبُ وجه السماء
وتجلوه تحت القمر
وإن صاح أيوب كان النداء
لك الحمد يا رامياً بالقدر
ويا كاتبًا بعد ذاكَ الشفـــاء.


التعريف بالشاعر بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب هو شاعر عراقي ولد في مدينة البصرة عام 1926م وتوفي عام 1964م، وهو واحد من أشعر شعراء الوطن العربي في القرن العشرين، كما أنه يعد من أبرز مؤسسي الشعر الحر الذي لا يخضع لوزن وقافية، وقد تميزت أشعاره بصبغتها الوطنية والأخلاقية والدينية.[٣]


أبرز قصائد بدر شاكر السياب

كتب بدر شاكر السياب عشرين قصيدة، تميزت بثراء المعنى وجمال الكلمة والأسلوب، ومن أبرز قصائده:[٤]

  • قارئ الدم وهي قصيدة ذم.
  • دار جدي وهي قصيدة عتاب.
  • هوًى واحد وهي قصيدة شوق.
  • أمام باب الله وهي قصيدة عامة.
  • إرم ذات العماد وهي قصيدة عامة.
  • رئة تتمزق وهي قصيدة عامة.
  • نداء الموت وهي قصيدة عامة.
  • رسالة من مقبرة.
  • أحبيني.
  • في السوق القديم.
  • حفّار القبور.
  • المومس العمياء.
  • غريب على الخليج.
  • لأني غريب.
  • المسيح بعد الصلب.
  • لن نفترق.
  • عينان زرقاوان.
  • سفر أيوب.
  • أنشودة المطر.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "معاني الصبر قراءة في قصيدة سفر أيوب"، الجزيرة . بتصرّف.
  2. "سفر أيوب -بدر شاكر السياب"، الديوان.
  3. "بدر شاكر السياب"، الديوان. بتصرّف.
  4. "ديوان بدر شاكر السياب"، الديوان. بتصرّف.
6877 مشاهدة
للأعلى للسفل
×