محتويات
التعريف بكتاب الأربعين في أصول الدين
كتاب "الأربعون في أصول الدين" يعتبر من أهم المصنّفات المؤلّفة في علم الكلام، وذلك لعدة أسباب؛ منها أنّ مؤلّفه يعتبر واحداً من أهم علماء الإسلام وأكثرهم موسوعية، وهو فخر الدين الرازي، ومنها أيضاً طبيعة الكتاب؛ حيث استوعب فيه الإمام الرازي أهم المسائل الكلامية، واستدلّ عليها بالأدلة العقلية الرصينة، وردّ على المخالفين مبطلاً كلامهم بمناهج استدلال متنوعة.[١]
والكتاب في الأصل هو رسالة ألفها فخر الدين الرازي لابنه "محمد"؛ ليضع له فيها خلاصة ما تعلَّمه في علم الكلام والمنطق والفلسفة، وأهم المباحث العقلية والنقلية؛ ليكون له هذا الكتاب "دستوراً" يرجع إليه عند حاجته إلى هذه المباحث، فوضع له أربعين مسألة في أصول الدين، ولذلك سُمّي بالأربعين.[١]
وقد اهتم العلماء بهذا الكتاب اهتماماً بالغاً؛ فنقل عنه عشرات العلماء، واستشهدوا بأدلته وردوده، وعُقدت له مجالس الدروس من كبار العلماء، كما اهتمّ العلماء بشرحه، ومنهم الإمام القرافي الذي ألّف كتاباً سمّاه: "شرح الأربعين"، كما بلغت عناية بعض العلماء به أن اختصره حتى يسهِّله على الطلاب، ومن هذا ما صنفه الإمام سراج الدين الأرموي في اختصاره للأربعين.[٢]
منهج فخر الدين الرازي في كتاب الأربعين في أصول الدين
رتَّب فخر الدين الرازي في كتابه المسائل الأربعين المتعلقة بأصول الدين ترتيباً منطقياً متدرجاً؛ حيث انتقل من المسائل الأوضح إلى المسائل الأقل وضوحاً، ثم إلى المسائل النظرية الدقيقة التي لا يعلمها إلا من كان مشتغلاً بالعلوم الكلامية والفلسفية، وهذه الطريقة في الترتيب سلكها أغلب علماء الكلام الإسلاميين، واعتبروها الطريقة الأفضل لتسهيل فهم مسائل هذا العلم.[٣]
وقد بدأ فخر الدين الرازي هذه المسائل بالمسألة الأولى المتعلقة "بحدوث العالم"، والتي تعني أن العالم مخلوقٌ وليس أزلياً، وإثبات هذا الأمر يتطلب البحث في ثلاث جهات:[٣]
- البحث في أن العالم مخلوق حادث ليس أزلياً، بمعنى أنه لا بد من بداية لوجوده.
- البحث في حقيقة العالم.
- البحث في أن العالم لا بد له من "محدِث"؛ أي خالق.
وهكذا انتقل الفخر الرازي من أول المسائل في أصول الدين، وهي وجود الخالق، إلى سائر المسائل؛ كإثبات العلم والقدرة والإرادة وغيرها من الصفات للخالق -سبحانه وتعالى-، ثم إثبات النّبوة عموماً، ونبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- على وجه الخصوص، وأخيراً إثبات السمعيات الغيبية التي عرفها المسلمون بالوحي.[٤]
التعريف بالمصنِّف فخر الدين الرازي
هو المتكلم والفقيه الشافعي والمفسِّر محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري الرازي، ولقبه فخر الدين، كانت ولادته في عام (543 هـ)، ووفاته في مدينة "هراة" عام (505 هـ)، وكانت دراسته على يد والده العالم الكبير ضياء الدين عمر الرازي، ثم بعد وفاة والده درس على يد الشيخ مجد الدين الجيلي تلميذ الإمام الغزالي.[٥]
وقد كان فخر الدين الرازي عالماً موسوعياً، فألَّف في التفسير والكلام والأصول واللغة، ومن أهم كتبه في علم الكلام:[٦]
- المعالم في أصول الدين.
- الخمسون في أصول الدين.
- الأربعون في أصول الدين.
- محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين.
- تأسيس التقديس.
- المطالب العالية في العلم الإلهي.
- نهاية العقول في دراية الأصول.
المراجع
- ^ أ ب فخر الدين الرازي، الأربعون في أصول الدين، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ ممد صالح الزركان، فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية، صفحة 67. بتصرّف.
- ^ أ ب فخر الدين الرازي، الأربعون في أصول الدين، صفحة 637. بتصرّف.
- ↑ فخر الدين الرازي، الأربعون في أصول الدين، صفحة 337-340. بتصرّف.
- ↑ فخر الدين الرازي، الخمسون في أصول الدين، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ فخر الدين الرازي، الخمسون في أصول الدين، صفحة 18. بتصرّف.