نبذة عن كتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي

كتابة:
نبذة عن كتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي

نبذة عن كتاب لباب النقول في أسباب النزول

قال السيوطي في مقدمة لباب النقول: "هذا كتاب سميته لباب النقول في أسباب النزول، لخصته من جوامع الحديث والأصول، وحررته من تفاسير أهل النقول"، وهو كتاب نفيس وبالغ الأهمية في ميدانه، وقد جمع السيوطي فيه كل ما ورد من أسباب النزول في السور والآيات القرآنية، وقد سبق السيوطي في ذلك الإمام أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري الواحدي فكان له فضل السبق.[١]

إلا أن لكتاب السيوطي امتيازاً؛ فقد استفاد ممن قبله، فتارةً تجده زاد عليه وتارةً استدرك ما فاته، وربما لم يوافقه فيترك أشياءً عدها الواحدي أسباباً وهي ليست كذلك، كما قام السيوطي بعزو كل حديث أو أثر إلى من خرّجه.[١]

وقد بيّن السيوطي في مقدمة لباب النقول في أسباب النزول فوائد معرفة أسباب النزول وأهميتها، وبيّن أن أسباب النزول هي ما نزلت الآية أيام وقوعه، فيجب التمييز بين سبب النزول والإخبار عن الأمم السابقة.[٢]

إذ القصص والأحداث التي ترويها بعض آيات القرآن عن الأمم السابقة لا تعتبر سبباً للنزول؛ لأن حدوثها كان أمراً ماضياً أخبر عنه القرآن لأخذ العظة والعبرة ولتسلية قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٢] ولا يحل القول في أسباب نزول آيات الكتاب العزيز إلا بالرواية والسماعة ممن شاهدوا التنزيل، ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها.[٣]

منهج السيوطي في الكتاب

الإمام السيوطي في كتابه لباب النقول في أسباب النزول قد سار على منهج جعله يتميز عن سابقه كتاب الواحدي، وهذا المنهج يقوم على ما يأتي:[٤]

  • الاختصار.
  • الجمع الكثير، فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر الواحدي وميّزها بصورة (ك) رمزاً عليها.
  • عزو كل حديث إلى من خرّجه من أصحاب الكتب المعتبرة؛ كالكتب الستة، والمستدرك، وصحيح ابن حبان، وسنن البيهقي، والدارقطني، والمسانيد.
  • تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود.
  • الجمع بين الروايات المتعددة.
  • تنحية ما ليس من أسباب النزول.

السيوطي مؤلف الكتاب

هو جلال الدين السيوطي والده الإمام العلامة كمال الدين أبو المناقب أبو بكر بن محمد بن سابق الدين أبي بكر الخضيري السيوطي، وُلد -رحمه الله- بسيوط بعد ثمانمئة تقريباً، واشتغل ببلده، وتولى بها القضاء قبل قدومه إلى القاهرة.[٥]

والسيوطي إمام حافظ ومؤرخ أديب، له نحو 600 مصنف، منها كتاب لباب النقول في أسباب النزول، نشأ في القاهرة يتيماً فقد مات والده وعمره خمس سنوات، ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل.[٦]

والخضيري نسبة إلى محلة بغداد في الجانب الشرقي وتعرف بسوق حضير، والأسيوطي نسبة إلى أسيوط وهي مدينة غرب النيل بصعيد مصر، وكذلك نسب فقيل: السيوطي، وولد في ليلة الأحد من مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمئة.[٧]

وقد حفظ القرآن وهو في سن ثماني سنوات، وحباه الله بذكاء وسرعة تفكير، وتلقّى العلم وأصبح إماماً من أئمة الدين في عصره، فتعلم النحو والفقه والفرائض، كيف لا وقد نشأ السيوطي في بيت علم.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب جلال الدين السيوطي ، لباب النقول في أسباب النزول، صفحة 5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب جلال الدين السيوطي ، لباب النقول في أسباب النزول، صفحة 9. بتصرّف.
  3. جلال الدين السيوطي ، لباب النقول في أسباب النزول، صفحة 3.
  4. جلال الدين السيوطي ، لباب النقول في أسباب النزول، صفحة 6. بتصرّف.
  5. جلال الدين السيوطي ، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، صفحة 441.
  6. خير الدين ابن فارس الزركلي، الأعلام، صفحة 301.
  7. ^ أ ب جلال الدين السيوطي ، حسن السمت في الصمت، صفحة 44.
4464 مشاهدة
للأعلى للسفل
×