محتويات
نبذة عن مدينة نيسابور
نيسابور هي مدينة تقع شمال شرق إيران في سهل قرب جبال بيناليد، وعلى بعد 74 كم غرب مشيد، كما ترتفع عن سطح البحر مسافة 1213 م،[١] وتبلغ مساحتها 6754 كم^2، أي 5.8% من مساحة خراسان، بينما يبلغ عدد سكانها 451780 نسمة.[٢]
وتتميز نيسابور بمناخ جاف ودافئ في المناطق الشرقية منها، بينما يسود المناخ البارد والجاف في المرتفعات الجبلية، أما باقي المناطق فهي ذات مناخ دافئ وجاف.[٢]
الأهمية التاريخية لمدينة نيسابور
سميت المدينة بهذا الاسم نسبة إلى الملك الساساني شابور الأول، الذي أسس المدينة خلال القرن الثالث، وتعد من المدن الأربعة الرئيسية في منطقة خراسان،[١] حيث كانت مركزًا ثقافيًا وتجاريًا وفكريًا هامًا، وتعد من أعظم المدن خلال العصور الوسطى، فاتخذت مقراً للسلطة الحكومية، كما تميزت بالتنوع العرقي والديني.[٣]
أيضا تمتعت مدينة نيسابور بأهمية كبيرة خلال القرن الخامس، حيث كانت مقرا للملك الساساني يزدجرد الثاني، ثم تراجعت أهميتها عند قدوم العرب إلى خراسان في منتصف القرن السابع،[١] ثم أزهرت في عهد سلالة شاهريين، كما أصبحت أكثر أهمية في عهد سلالة السمان.[١]
وأقام الحاكم السلجوقي توغرول بيك في نيسابور سنة، ثم عانت من الزلازل والغزو المغولي، مما أدى إلى تراجع أهمية المدينة،[١] وجدير بالذكر أن مدينة نيسابور تحتوي على مناجم الفيروز الذي صدر لمدة لا تقل عن 2000 عام، وكانت محطة واقعة على الطرق التجارية التي تصل بين إيران والصين والعراق ومصر.[٣]
الآثار التاريخية لمدينة نيسابور
يقع ضريح القمغا على بعد كيلومترات باتجاه الشرق من مدينة نيسابور، إذ يتميز بقبة جميلة، وساهمت الحفريات الأمريكية خلال الفترة الممتدة ما بين سنة 1934م - 1940م عن آثار السلاجقة وما قبلهم في المدينة،[١] كما يوجد في مدينة نيسابور قصر السعادة (شادياخ) الذي دمر في القرن الثالث عشر.[٣]
أيضا يقع مسجد الإمام زاد الذي تعرض للاحتراق في جنوب شرق نيشابير، كما يوجد بالقرب منه قبر الشاعر والفلكي عمر الخيام، بالإضافة إلى قبر الشاعر الصوفي فريد الدين عطار.[١]
العاصمة الفكرية لمدينة نيسابور
تعد نيسابور العاصمة الفكرية في العالم الإسلامي خلال القرنين العاشر والحادي عشر ميلاديًا، حيث ازدهرت بالعلم والمعرفة، واشتهرت بالفلسفة، والحديث، والفقه الإسلامي، والتفسير، بالإضافة إلى العلوم الأساسية مثل الرياضيات، والفلك، والفلسفة، والمنطق، وعلم الكلام.[٢]
وبلغ عدد علماء نيسابور 2680 عالماً خلال الفترة الممتدة ما بين 913م - 1010م، حيث ساهموا في شتى المعارف العلوم مثل:[٢]
- الحكيم عمر الخيام الذي برع في الرياضيات، والهندسة، والفلك.
- الطبيب والفيلسوف أبو الصادق النيسابوري الذي ولد في مدينة نيسابور سنة 995م، ولقب بأبقراط الثاني، حيث ألف كتاب معرض على الفصول الذي شرح فيه أعمال أبقراط وجالينوس، وكان من تلاميذ ابن سينا، ومربيًا لإسماعيل الجرجاني، كما توفي سنة 1077م.
- الطبيب بورزوية، ومحمد رضا شافعي كادكاني، وحسين وحيد خراساني الذين نشؤوا في نيسابور.