نبذة عن مسرحية السلطان الحائر

كتابة:
نبذة عن مسرحية السلطان الحائر

نبذة عن مسرحية السلطان الحائر

تعدُّ مسرحية السلطان الحائر من أشهر المسرحيات التي كتبها المؤلف والروائي والكاتب المسرحي الشهير توفيق الحكيم، والذي يعدُّ رائد المسرح الذهني ومؤسس المسرح الذهني في العالم العربي، وقد نشرت المسرحية أول مرة في عام 1960م، وذلك في الفترة التي كان المدَّ القومي والوطني يجتاح العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.[١]

وقد نشرت المسرحية في نفس الوقت باللغة الفرنسية بعنوان "الاختيار"، وتعدُّ هذه المسرحية من المسرحيات التي ما تزال تحتفظ ببريقها من بين مسرحيات توفيق الحكيم، وذلك لأنها كتبَت انتصارًا للقانون ومبادئ العدالة والديمقراطية، كما ندَّد الكاتب خلالها بمنطق القوة والسيف، وذلك في فترة مهمة كانت فيه حركات التحرر العربية تقف عند مفترق طرق خطير آنذاك.[٢]

ملخص مسرحية السلطان الحائر

استلهم توفيق الحكيم مسرحيته من القصص الشعبية في العصر المملوكي، وحمَّلها دلالات فكرية وأسقطها على الواقع السياسي في العالم العربي،[٣] وفيما يأتي تلخيص مسرحية السلطان الحائر:

السلطان العبد

تبدأ أحداث مسرحية السلطان الحائر عندما يبدأ الناس بالحديث حول أحد أبطال المسرحية وهو سلطان المدينة بأنه ما يزال عبدًا، وذلك في واحدة من المدن التي يحكمها أحد سلاطين المماليك، ولذلك كان الناس يعتقدون أنَّ هذا السلطان لا يحقُّ له أن يحكم المدينة، لأنَّه أساسًا ما يزال في ملك شخص آخر، ويجب أن يكون حرًا حتى يستحق تولي الحكم واعتلاء العرش.[٣]

يقع السلطان عند ذلك في حيرة كبيرة بين أن يستخدم القوة والسيف من أجل إسكات الناس في المدينة بأن يستجيب إلى رأي وزيره، أم يحتكم إلى القانون ويميل إلى رأي القاضي الحكيم، حيثُ أنَّ الاحتكام إلى القانون يعني أن يعرَض السلطان في مزاد علني أمام عامة الناس من أجل بيعه، وعندما يشتريه أي شخص يقوم بإعتاقه ويخرج من محنته تلك.[٣]

اختيار حكم القانون والمزاد العلني

يختار السلطان في النهاية أن يحتكم إلى القانون، وبعد كثير من المناقشات يصدح صوته عاليًا ويقول: القانون، اخترت القانون، ويعرض السلطان في المزاد العلني، ولسوء الحظ يكون من نصيب امرأة اشتهرت في المدينة كونها غانية سمعتها سيئة جدًّا، ولكنَّ الغانية ترفض التوقيع على صك العتق، وبعد جدال وأخذ وردٍّ توافق على شراء السلطان والتوقيع على الصك عند أذان الفجر.[٤]

تستضيف الغانية الذكية السلطان في منزلها، وتجري بينها وبينه حوارات ومناقشات كثيرة، يكتشف السلطان من خلالها أنَّ هذه الغانية بريئة من التهم الموجَّهة إليها من قبل الناس، وهي امرأة عذبة تحبُّ الفن والأدب، كما أنَّ الغانية تكتشف شخصية السلطان وطيبته ودماثة خلقه وبياض ونقاء سريرته.[٤]

موعد أذان الفجر

خلال الحوار بين السلطان والغانية يرتفع صوت أذان الفجر قبل الوقت، فيعرف الجميع أن تلك حيلة من القاضي الذي تحايل على القانون بسبب حبه للسلطان، إذ إنَّ الاتفاق لم ينص على أن أذان الفجر يجب أن يكون في موعده، ولكن السلطان رفض، غير أنَّ الغانية تمنح السلطان حريته لأنها رأت طيبته ومحبة القاضي له، فمنحها ياقوتة وقال لها: "لن أنسى أني كنت عبدك الليلة".[٤]

اقتباسات من مسرحية السلطان الحائر

يمكن أن توضِّح بعض العبارات أسلوب الكاتب المتَّبع في المسرحية، وفيما يأتي أهم اقتباسات توفيق الحكيم في رواية مسرحية السلطان الحائر:[٥]

  • "إن الذي يمضي قدمًا إلى الأمام في خط مستقيم يجد دائمًا مخرجًا".
  • "ماذا يهم سفك قليل من الدم في سبيل صلاح الحكم".
  • "أما القانون فهو يحمي حقوقك من كلّ عدوان، لأنه لا يعترف بالأقوى، إنه يعترف بالأحق، والآن فما عليك يا مولاي سوى الاختيار: بين السيف الذي يفرضك، ولكنه يعرضك، وبين القانون الذي يتحداك ولكنه يحميك".
  • "رب شهيد مجيد له من التأثير والنفوذ في ضمير الشعوب ما ليس لملك جبار من الملوك".
  • "أنا لا أستطيع أن أكذب على نفسي، ولا أستطيع التخلص من القانون وأنا الذي أمثله، ولا أستطيع الحنث بيمين عاهدت فيها نفسي على أن أكون الخادم الأمين للشرع والقانون".
  • "لك الخيار يا مولاي السلطان.. لك أن تجعله للعمل، ولك أن تجعله للزينٍة.. إني معترف بما للسيف من قوة أكيدة، ومن فعل سريع وأثر حاسم، ولكن السيف يعطي الحق للأقوى، ومن يدري غداً من يكون الأقوى؟.. فقد يبرز من الأقوياء من ترجح كفته عليك!"

المراجع

  1. "السلطان الحائر"، غود ريدس، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2022. بتصرّف.
  2. "«السلطان الحائر»: بين السيف والقلم"، مؤسسة الهنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "«السلطان الحائر»: بين الفن والتاريخ"، مؤسسة الهنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2022. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت توفيق الحكيم، مسرحية السلطان الحائر، صفحة 11-136. بتصرّف.
  5. "اقتباسات كتاب السلطان الحائر توفيق الحكيم"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022.
5351 مشاهدة
للأعلى للسفل
×