تاجر البندقية
تعدّ مسرحية تاجر البندقية واحدةً من أشهر مسرحيات وليم شكسبير، وتصنف من بين أعظم الأعمال في فن المسرح على مستوى العالم؛ فقد تناولها عدد كبير من النّقاد بالدراسات المفصلة لمختلف محاورها من شخصيات وأحداث وعقدة وأسلوب أدبي، وشمل هذا النقد أيضا أفكار وليم شكسبير وفلسفته وطريقته في تصوير مجتمع مدينة البندقية الذي يعطي لمحة مهمّة عن تفاصيل الحياة الأوربية بما تحمله من صراعات ونقائض تضع الخير والحب والشرف والنبل والتضحية في مواجهة الشر والكراهية والشحّ والنذالة التي تمثلت بالتاجر اليهودي المرابي الذي يحاول استغلال المواقف للانتقام من تاجر في المدينة يعرف بكرمه ووفائه، وهو الأمر الذي جعل المسرحية مرفوضة تمامًا من قبل اليهود، وتاليًا حديث مفصل عن شخصيات مسرحية تاجر البندقية وأحداثها.[١]
شخصيات مسرحية تاجر البندقية
تعبّر شخصيات مسرحية تاجر البندقية عن واقع المدينة التجارية التي يلمع فيها نجم بعض التّجار لكرمهم وشجاعتهم ونبلهم، بينما يستغلّ فيها البعض حاجة النّاس للاقتراض، فيطمحون لتكوين ثروة كبيرة من مضاعفة الأموال بالربا، وهي الطريقة التي اتبعها اليهودي شايلوك الذي يكره كل التجار النبلاء الكرماء، وعلى رأسهم بطل المسرحية التاجر أنطونيو، لتأتي بعدها مشاعر الوحدة والعزلة وعلاقات الحب والزواج وما يترتب عليه من بروتكولات متبعة عند طبقة النبلاء لتفرض نفسها في ظهور شخصيات مهمة توجّه أحداث المسرحية لخدمة الرسالة التي يريد وليم شكسبير إيصالها في مسرحيته من خلال إيضاح عواقب الطمع والجشع، وما يخلّفه في قلب الإنسان من حقد وكراهية للخير ولكل من يقوم به.[٢]
على الهامش تظهر بعض الشخصيات الثانوية في مسرحية تاجر البندقية كأصدقاء أنطونيو وبسانيو، وهم: سلاريو وسولانيو وجراتشيانو ولانسولوت، بالإضافة إلى ليوناردو خادم بسانيو، ودوق البندقية وأمير أراغون وضباط المحكمة والسجّان، ومن أهم الشخصيات الثانوية شخصية جيسيكا ابنة شايلوك وحبيبها لورينزو، وهو أيضًا أحد الأصدقاء المقرّبين من أنطونيو؛ حيث تخدم جميع هذه الشخصيات سرد الأحداث والمواقف التي تجري مع شخصيات مسرحية تاجر البندقية الرئيسية وهم:[٢]
- أنطونيو: التاجر النبيل مثال المروءة وجانب الخير المفعم بالكرم وطيبة القلب، يسعى لمساعدة الناس بإقراضهم بدون فائدة، وهو لذلك يبغض اليهودي المرابي شايلوك، ويوبخه ويصفه بالانتهازي قاسي القلب.
- شايلوك: اليهودي الجشع مثال الشر الذي كوّن ثروة طائلة من أموال الربا والفائدة التي يطالب بها من يستدين منه أضعافًا مضاعفة، وهو يتّصف كذلك بالنّفاق؛ حيث يظهر بمظهر من يكن لأنطونيو الحب والاحترام؛ لكنه يتحيّن الفرص للإيقاع به والنّيل منه.
- بسانيو: صديق أنطونيو المقرّب الذي يسعى للزواج من بورشيا، وهي ابنة دوق بالمونت الثرية والذكية؛ لكنّه لا يمتلك المال الكافي، ولذلك يلجأ إلى صديقه أنطونيو الذي ينتظر سفنه التجارية التي وضع فيها كل ما يملكه من رأس مال.
- بورشيا: الشابة الذكية التي ورثت عن أبيها دوق بالمونت عددًا كبيرًا من الممتلكات ما جعلها محطّ أنظار الخطّاب من نبلاء المدن والممالك، ومن بينهم الشاب الوسيم بسانيو الذي ينال إعجابها، فتقبل به، ثم تقرر أن تساعده في رد المعروف لأنطونيو.
أحداث مسرحية تاجر البندقية
تبدأ أحداث مسرحية تاجر البندقية التي تعد من أهم أعمال وليم شكسبير بعدّة مشاهد يمكن من خلالها التّعرف على شخصيات العمل؛ ليبدأ بعد ذلك تبلور العقدة عندما يطلب بسانيو من صديقه مبلغًا من المال يعينه في التقدّم لطلب يد بورشيا، وهنا يصرّ أنطونيو الذي ينتظر عودة سفنه التجارية على تقديم المساعدة لصديقه بسرعة رغم عدم امتلاكه للمبلغ المطلوب في الوقت الحالي، فيذهبان معًا إلى اليهودي المرابي شايلوك الذي تعرض سابقًا للإهانة والتوبيخ من قبل أنطونيو أكثر من مرة بسبب جشعه وطمعه، وهنا ينتهز شايلوك الفرصة للإيقاع بأنطونيو في عقد اقتراض غريب لا يطلب فيه فائدةً على المال، بل يطلب اقتطاع رطلٍ من لحم أنطونيو في حال التأخر عن موعد السداد، فيقبل أنطونيو لأنه كان متأكدًا من عودة السفن قريبًا لكن السفن تأخرت هذه المرّة.[٣]
ولمّا صار وقت استحقاق المال عجز أنطونيو عن السداد، فطالب اليهودي أمام المحكمة بتنفيذ الشرط الجزائي للتأخير، لكن بورشيا التي قبلت ببسانيو زوجًا بعد أن اجتاز الاختبار الذي الوضعته أمام من يريد خطبتها قررت مساعدة أنطونيو أمام المحكمة؛ حيث تنكرت بزي محامٍ لتدافع بمرافعة ذكية عن أنطونيو أمام القاضي في حضور شايلوك الذي رفض سداد المال، وأصرّ على تنفيذ الحكم؛ حيث اختار أن يقتطع قلب خصمه أنطونيو، لكن دهاء بورشيا أرشدها إلى حلّ مثالي استندت من خلاله إلى قانون يجرّم من يحاول أذية أي مواطن مسيحي ليقرر القاضي بعدها العفو عن انطونيو.[٣]
المراجع
- ↑ "تاجر البندقية"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تاجر البندقية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تاجر البندقية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.