نبذة عن مسروق بن الأجدع

كتابة:
نبذة عن مسروق بن الأجدع

مسروق بن الأجدع

من هو مسروق بن الأجدع؟

إنّ مسروق بن الأجدع هو أحد كبار التابعين المخضرمين الذين أسلموا في حياة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولكنّهم لم ينالوا شرف الصحبة ولم يلتقوا بالرسول الكريم، وقد ترجم الإمام الذهبي في كتابه المسمّى "سير أعلام النبلاء" لمسروق بن الأجدع ووصفه بالإمام القدوة العلم، أمّا عن اسمه ونسبه فهو: مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سلمان بن معمر، ويرجع نسبه إلى همدان فيُلقّب بالهمداني والكوفي لأنّه قد سكن الكوفة، وقد قال المؤرخون وأهل السيَر أنّه سُمّي مسروقًا لأنّه سُرق من أهله وهو صغير ثمّ رجع إليهم، وسيتناول هذا المقال جوانب من حياة مسروق بن الأجدع وروايته للحديث النبوي.[١]


حياة مسروق بن الأجدع

كيف كانت نشأة مسروق بن الأجدع؟ وكيف أمضى حياته؟

إنّ الأجدع والد مسروق هو أحد أفرس فرسان اليمن كما وصفه بذلك أبو داود صاحب السنن،[٢] وقد أسلم الأجدع وانتقل بأولاده إلى المدينة المنورة، وهذا الانتقال أدّى إلى نشوء مسروق بن الأجدع نشأةً علمية؛ حيث التقى صحابة رسول الله وأخذ عنهم العلم والفقه، وعُرف عنه ملازمته للسيدة عائشة والقرب منها حتّى يتفقّه على يديها ويأخذ السنّة من منابعها الصافية الأصيلة، وقد تكنّى بأبي عائشة؛ لشدّة حبّه لأمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وروي أيضًا أنّها قالت له يومًا: "يا مسروق إنّك من ولدي، وإنّك من أحبّهم إليّ، فهل لك علمٌ بالمخدج"، ويظهر من هذا الخطاب حرص السيّدة عائشة على تعليم مسروق بن الأجدع وتفقيهه.[٣]

كما أنّ مسروق قد أفاد من العلم واستفاد حيث سكن الكوفة وصار مفتيًا فيها، ويقضي بين الناس ويحل نزاعاتهم دون أن يأخذ على ذلك أجرًا، وعُرف عنه كثرة العبادة والتهجّد، حتّى أنّ زوجته قالت بأنّ قدماه كانتا تتورمان من كثرة الصلاة، أمّا عن مشاركة مسروق بن الأجدع في الحروب والفتوحات فقد شارك في الفتح الإسلامي لفارس، وشارك أيضًا في معركة القادسية وقد شُلّت يده في هذه المعركة أثر ضربةٍ تلقّاها، واعتزل مسروق بن الأجدع الفتنة بعد مقتل عثمان بن عفّان وحاول الإصلاح آنذاك، ويوم صفيّن أخذ يمشي بين صفوف المقاتلين ويعظهم ويُذكّرهم حتّى يتركوا القتال، وقد توفي رحمه الله سنة 62 للهجرة وقيل 63، وعمره 63 عامًا.[٣]


رواية مسروق بن الأجدع للحديث

هل روى مسروق بن الأجدع عن كبار الصحابة؟ وهل روى عنه جمع كبير من الرواه؟

روى مسروق بن الأجدع الحديث عن جملة من كبار الصحابة أمثال عمر بن الخطّاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفّان وعائشة بنت أبي بكر وأبيّ بن كعب وعبد الله من مسعود ومعاذ بن جبل، وغيرهم كثير رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وروى عنه أيضًا خلقٌ كثير مثل الشعبي وإبراهيم النخعي ومكحول الشامي وغيرهم، وقد وثّقه أهل الجرح والتعديل وذكره ابن سعد في كتابه المسمّى "طبقات ابن سعد" في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقال عنه ابن سعد: "كان ثقة له أحاديث صالحة"، وكما روي عن يحيى بن معين أنه قال عنه: "مسروق ثقة، لا يُسأل عن مثله"، وأخرج له أصحاب الكتب الستة والإمام أحمد في مسنده.[٣]

المراجع

  1. "مسروق"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-08. بتصرّف.
  2. "مسروق"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-08. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "مسروق بن الأجدع"، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-08. بتصرّف.
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×