محتويات
هيلين كيلر
تعدّ هيلين آدامز كيلر 1880 - 1968م من أعظم الأمثلة على الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تغلّبوا على إعاقتهم الجسدية؛ فقد كانت أدبية ومحاضرة وناشطة أمريكية رغم افتقادها لحاستَيْ السمع والبصر في سنّ صغيرة ما جعلها غير قادرة على النطق أيضًا، لكنّها عبر حاسة اللمس تغلّبت على إعاقتها، لتنال شهرة عالمية واسعة.[١]، في مدينة تسكامبيا التابعة لولاية ألاباما الأمريكية ولدت هيلين كيلر عام 1880 م لعائلة من أصل ألماني. وتاليًا تفصيل عن صفحات تميزها العلمي والفكري.[١]
مراحل تعليم هيلين كيلر
لم تُولد هيلين كيلر -ابنة الكابتن آرثر كيلر والسيدة كابت آدامز كيلر- فاقدة لحاستي البصر والسمع، بل ولدت سليمةً، لكنها أصيبت عندما كانت في الشهر التاسع عشر من عمرها بمرض يطلق عليه الأطباء اسم الحمى القرمزية وأيضًا التهاب السحايا، وهو ما سبب لها خسارة حاستي السمع والبصر، كسبت هيلين كيلر بسبب حالتها اهتمام والديها، وفي بداية وَعيِها تواصلت مع العالم من خلال ابنة طباخة العائلة حتى بلغت السابعة، حيث عرضها أبويها على عدد من المختصين من بينهم عالم فيزياء الصوت آلكسندر غراهام بيل الذي نصحهم بالتوجه إلى معهد بركينس المتخصص بتعليم فاقدي البصر؛ حيث تولت المعلمة آن سوليفان تدريسها، وهي التي رافقتها بعد ذلك نحو 50 سنة مشرفة على مراحل تعليمها الثانوي والجامعي.[١]
وضعت المدرسة آن عدة استراتيجيات تعليمية جديدة معتمدة على منهج تادوما بهدف الوصل إلى تعليم هيلين كيلر النطق من خلال لمس شفاه المتكلم، كما تعلمت هيلين لغة بريل لفاقدي البصر، وبعدّة لغات منها الإنكليزية والألمانية، وبدأت بدراسة الجغرافيا والعلوم الطبيعية، وثابرت في تحصيلها الثقافي والعلمي في مرحلة التعليم الثانوي قبل أن تلتحق بكلية ريد كارديف التي حصلت فيها على درجة البكالوريوس.[٢]
تفاعلت هيلين كيلر بسرعة مع أساليب المدرسة آن سيلفان، ورغم معاناتها بتعلم الفرق بين الأفعال والأسماء إلا أنها سرعان ما حققت نقلات نوعية في اكتسابها للغ مظهرة رغبة شديدة في تكون الجمل وتأليف التراكيب اللغوية المشتملة على الأحوال والصفات، ومع الوقت بدأت المدرسة سيلفان بتلقينها عدد من اللغات كاللغة الفرنسية واللغة اللاتينية، وفي عام 1994م التحقت بمدرسة رايت، ودرست بها حتى عام 1996م؛ حيث انتقلت إلى إحدى مدارس البنات في جامعة هارفورد برفقة مدرستها التي تساعدها في واجباتها المنزلية وفي التحصيل العلمي والثقافي إلى أن فازت أخيرًا بحق الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي.[٢]
اجتازت هيلين كيلر مراحل الاختبار الأولية في كلية رادكليف، ثم خضعت لمرحلة تمهيدية قبل أن تبدأ بالدراسة عام 1900م، وهناك واجهت العديد من الصعوبات أبرزها طباعة الكتب بلغة بريل، وخلال مراحل الدراسة الجامعة بدأت بتكون توجهها السياسي، كما ألّفت أول كتبها في هذه المرحلة، وهو بعنوان قصة حياتي، والذي طبع عام 1902م، وتحدثت فيه هيلين كيلر عن كفاحها في طريق التحصيل العلمي والمعرفي، وهو الكتاب الذي ترجم لاحقًا لأكثر من 50 لغة في العالم، وفي حلول عام 1904 نالت هيلين كيلر درجة الباكلوريوس وبتقدير امتياز.[٢]
نشاط هيلين كيلر السياسي والاجتماعي
بدأت هيلين كيلر في جامعة رادكليف التعرف على مبادئ الإيديولوجيا والسياسة متبنية وجهات نظر يسارية للنظام السياسي، كما بدأت بالتفكير أيضًا حول حقوق العمّال ولا سيّما ما يخص فئة المكفوفين، كما ناصرت قضايا المرأة من خلال دعمها لمواقف الناشطة البريطانية إميلين بانكرست التي كافحت في سبيل نيل المرأة البريطاينة حقها في الاقتراع.[٢]
ومنذ مطلع ثلاثينيات القرن العشرين بدأت بجولاتها حول العالم لدعم المعوقين والحديث عنهم وجميع الأموال لمد يد المساعدة لهم، وأظهرت اهتمامًا كبيرًا بالمكفوفين في الدول النامية، والدول الأكثر تأثرًا بظروف الحرب، ودون كلل أو ملل ألقت عشرات المحاضرات في أكثر من 25 دولة حول العالم خلال الحرب العالمية الثانية، مع تقديمها خدمات جليلة لصالح الجنود الذين فقدوا بصرهم أثناء العمليات العسكرية.[١]
ساعدت هيلين كيلر في تأسيس اتحاد الحريات المدنية، وعمل لمدة أربعين عامًا لصالح المؤسسة الإمريكية للمكفوفين، وجذبت الاهتمام خلال أسفارها ومحاضراتها إلى طرائق التعامل مع المكفوفين مظهرة الجوانب المظلمة التي يعاني منها فاقدي البصر أثناء رحلة تعليمهم حتى تمكنت من توفير مركز إعادة تأهيل لهم، كما نجحت من خلال نشاطها وسعيها المتوصلين في توفير التعليم الخاص لهؤلاء الأشخاص محدثةً نقلةً كبيرةً في مجال التعليم للمكفوفين، لتنال بذلك إعجاب النّاس وحبهم، وعلى رأسهم عدد كبير من قادة العالم ورؤساء الدول ومن أبرزهم رئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرشل الذي التقته أثناء إحدى زياراتها إلى بريطانيا.[٣]
مؤلفات هيلين كيلر
تعدّ هيلين كيلر واحدة أبرز رموز الإنسانية فهي لم تكتفِ بالتغلب على إعاقتها من خلال التحصيل العلمي، بل قدمت العديد من الإنجازات التي عدّت بمثابة المعجزة الإنسانية، من بينها مجموعة كبيرة من الكتب تصل إلى ثمانية عشر كتابًا، ترجم كثير منها إلى عدد كبير من لغات العالم، ومنها ما أعيدت طباعته مراتٍ عدّة ومن أهم مؤلفاتها:[٤]
- العالم الذي أعيش فيه.
- أغنية الجدار الحجري.
- الخروج من الظلام.
- الحب والسلام.
- هيلين كيلر في اسكتلندا.
- أضواء في ظلامي.
- قصة حياتي.
ذوو الاحتياجات الخاصة
بدأ تزايد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة بعد النهضة الأوربية، وقد كانوا قبلًا من المهمشين اجتماعيًا على جميع المستويات، فشهد القرن السابع عشر ظهور لغة الإشارة، وشهد منتصف القرن التاسع عشر اعتماد نظام بريل في فرنسا، والتي سرعان ما تحولت إلى لغة كتابة عالمية، واستمر الاهتمام ليتبلور في أواخر القرن العشرين مع اعتماد أسس تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجمهم في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية عبر إدارة ظروف الإعاقة التي يعانون منها بالوسائل التعليمية والتقنية والجسدية والنفسية، وعلى مدى السنين التي تطورت فيها علاقة المجتمع بذوي الاحتياجات الخاصة شهد العالم تميز عددٍ كبيرٍ منهم في مختلف المجالات، ومنهم هيلين كيلر التي قارب تميزها حدّ الإعجاز.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "هلن كلر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "هيلين كيلر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ " نساء غيرن وجه التعليم والعالم من حولهن"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "عظماء و مشاهير تحدّوا الإعاقة على مر التاريخ !"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "إعاقة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.