محتويات
آسيا
هي القارة الأكبر بين قارات العالم اليوم، فهي تمتد على مساحة واسعة من الأراضي، تمتدُّ من جنوب بلاد الشام أو شرق سيناء وتتسع في الشرق لتضم الصين والهند وشرق روسيا كاملًا وصولًا إلى اليابان في المحيط الهادي، وجدير بالذكر إنَّ الفتوحات الإسلامية العظيمة وصلت إلى مناطق كثيرة في آسيا، فبعد انهيار الدولة الساسانية الفارسية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- توسع المسلمون في الشرق ووصلوا إلى خراسان ثمَّ الهند والسند وانتشر الإسلام في تلك المناطق، وهذا المقال سيسلط الضوء على نتائج الفتوحات الإسلامية في آسيا بشكل عام.
الفتح الإسلامي لخراسان
بعد انتصار المسلمين في معركة نهاوند على الفرس سنة 21 للهجرة، حسم الجيش الإسلامي الصراع الطويل مع الدولة الساسانية وفلم تقم للفرس قائمة بعد هذه المعركة، ووصل المسلمون إلى المدائن عاصمة الفرس، فكانت فتحًا عظيمًا للمسلمين حتى سُمِّيت هذه المعركة باسم: فتح الفتوح، وبعد معركة نهاوند اتجهت أنظار المسلمين إلى آسيا، وأصبحت الرغبة في التوسع في المناطق المجاورة لدولة فارس من جهة الشرق، وبسبب اتساع هذه البلاد والتي تشكل اليوم أواسط قارة آسيا، لم يستطع المسلمون فتحها في معركة واحدة أو في زمن قائد عسكري واحد فقط، بل استمرَّ الفتح أعوامًا طويلة، وتشير الروايات إلى أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر قادة المسلمين بالتوسع في آسيا بعد معركة نهاوند للسيطرة على المناطق التابعة لحكم الدولة الساسانية الساقطة في يد المسلمين، فبعث الأحنف بن قيس التميمي إلى خراسان وبعث عاصم بن عاصم التميمي إلى سجستان، وقد دخل الأحنف خراسان وفتح مدينة الطبسين ووتابع سيره إلى مدينة مرو الشاهجان، فسارع يزدجرد الفارسي إلى طلب العون من ملك الصين وملك الترك ودارت معركة بين التحالف الصيني التركي الفارسي والمسلمين انتهت بانتصار المسلمين وفتح خراسان على يد الأحنف.[١]
دوافع فتح السند
هدأتِ الأحوال في بلاد فارس للمسلمين، واستقامت الأمور للحجاج بن يوسف الثقفي في المناطق الجنوبية من بلاد فارس، فقد قضى الحجاج على ما قام به ملك سجستان من حركة تمرد، وبعدها بدأ أنظار المسلمين تتجه نحو السند، فبدأ الحجاج بن يوسف الثقفي يرسل الولاة لغزو السند، ولكن هذا الغزو أدى إلى مقتل عدد كبير من ولاة المسلمين وفشلهم في فتح السند، حتَّى استقرَّ بالحجاج الرأي على تعيين محمد بن القاسم الثقفي قائدًا عسكريًا للحملات الإسلامية على السند، وتمَّ فيما بعد فتح بلاد السند على يده، والله أعلم.[٢]
الفتوحات الإسلامية في السند والهند
قبل الحديث عن نتائج الفتوحات الإسلامية في آسيا، جدير بالذكر إنَّ الفتح الإسلامي في السند والهند بدأ في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولكن خوفه على المسلمين من ركوب البحر أدَّى إلى تأخر هذه الفتوحات حتَّى عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ففي خلافة عثمان -رضي الله عنه- بدأ المسلمون حروبهم البحرية ولكن الحروب البحرية والبرية على الهند لم تبلغ أشدها في زمن عثمان أيضًا، وكانت أول حملة كبيرة على السند سنة 44 للهجرة في زمن معاوية بن أبي سفيان، وتتابعت بعدها الحملات الإسلامية عبر السنين اللاحقة، ولكن موقف المسلمين في السند لم يستقر حتَّى سنة 92 للهجرة، حيث فتح بلاد السند القائد محمد بن القاسم الثقفي، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ قادة المسلمين بعد محمد بن القاسم الثقفي لم يتوغلوا في الهند ولم يخوضوا المعارك في عمق تلك البلاد، بل قنعوا بفتح محمد بن القاسم الثقفي وكانت تلك البلاد آخر المناطق التي وصل إليها المسلمون بالفتح، ووصل الإسلام إلى الهند وأندونيسا وغيرها من المناطق التي تقع في عُمق آسيا عبر التجارة وعبر الحملات التبشيرية التي قام بها المسلمون في تلك البلاد فيما بعد.[٣]
نتائج الفتوحات الإسلامية في آسيا
لا تختلف نتائج الفتوحات الإسلامية في آسيا عن نتائج الفتوحات الإسلامية في أوروبا وأفريقيا والأندلس كثيرًا، فمبادئ الإسلام واحدة، وقِيم المسلمين واحدة، والأفكار التي دعا إليها المسلمون متشابهة، وبناءً على هذا يمكن تحديد نتائج الفتوحات الإسلامية في آسيا فيما يأتي:[٤]
- إنَّ من أبرز نتائج الفتوحات الإسلامية في آسيا هي نشر الدين الإسلامي في بلاد ما وراء النهر والسند والمناطق الأخرى ودخول أعداد كبيرة من الناس في الإسلام.
- أدى الفتح الإسلامي في آسيا وتحديدًا في بلاد ما وراء النهرين في العَصْر الأمَويَّ والعَباسيِّ إلى هجرة عدد من القبائل العربية إلى تلك البلاد، مثل قبيلة أسد وطيء والأزد وتميم، هاجرت هذه القبائل إلى بُخرى وسمرقند وغيرها من المدن التي وصلها الفتح الإسلامي، وقد قسَّم المؤرخون الأجانب هذه القبائل إلى قبائل عربية أصلية انتقل مع الفتح مباشرة بسبب خوضها رجالها معارك الفتح مع المسلمين، وقبائل ظهرت في تلك المناطق ويعتقد المؤرخون وجود اتصال أو رابط عرقي بينها وبين القبائل العربية، وقبائل عربية أصلية عاشت في ما وراء النهرين مدة قرن أو قرن ونصف فقط.
- من أبرز نتائج الفتوحات الإسلامية في آسيا وتحديدًا في خراسان وسجستان -أي بلاد ما وراء النهرين- هو أنَّ هذه البلاد أصبحت تتبع لمركز الخلافة الإسلامية آنذاك في دمشق، ولأن الخلفاء المسلمين أدركوا خطر تخوم تلك البلاد المواجهة للأتراك والصينين، قاموا بتحصين عدد كبير من المدن، فنقل قادات المسلمين العسكريين طُرق بناء وهندسة الثغور وأشكال التحصينات الإسلامية إلى تلك البلاد، وهذا ما جعل انتقال الطابع العمراني العسكري وغيره إلى آسيا من أبرز نتائج الفتوحات الإسلامية في آسيا أيضًا.
المراجع
- ↑ "الفتح الإسلامي لأفغانستان"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفتح الإسلامي للسند"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "الإسلام في الهند"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفتح الإسلامي لما وراء النهر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرّف.