محتويات
نزول ماء الجنين
الحمل هو من أكثر المراحل إثارةً في حياة المرأة، تُعاني فيه من أعراض ومشكلات عِدة لكنَّها ليست بالأمر الجلل حقًّا أمام انتظار مولودها الجديد، لذا باقتراب موعد الولادة تتمحور أسئلة الأمهات دائمًا حول معرفة العلامات الدالّة على بدء الولادة، وكيفيَّة تمييز نزول ماء الجنين، والوقت الذي تحين فيه ساعة الولادة، غير أنَّه من الصعب التنبؤ بذلك، خاصّةً أنَّ نزول ماء الجنين لا يكون كثيفًا وغزيرًا كما هو مُشاع في وسائل الإعلام غير الموثوقة، وهو ما يسبّب الارتباك للكثير من النساء اللواتي يحاولن تمييز لحظة نزول ماء الجنين والتهيئة للولادة، لذا في هذا المقال توضيح لبعض أهم الحقائق التي تتعلق بنزول ماء الجنين، التي تساعد الأمهات على الاستعداد لهذه اللحظة.[١]
ماذا يعني نزول ماء الجنين؟
يحيط بالجنين خلال الحمل كيس غشائي يُعرف بالكيس السَّلوِيّ، ويُشار إليه أيضًا باسم كيس الصَّاء أو الكيس الأمينوسي (Amniotic sac)، ويحتوي هذا الكيس على سائل مهمِّته الأساسيَّة حماية الجنين من الإصابات، والمحافظة على بقاء درجة الحرارة حوله ثابتةً، ومنع تأثُّر الحبل السرّي بالضغط، كما يسمح بحركة الجنين وتطوّر الرئيتين، وغيرها من المهام.[٢][٣]
في حال تمزُّق هذا الغشاء الذي يحدث عادةً في بداية الولادة أو خلالها يتدفَّق السائل الأمينوسي، وذلك ما يُقصَد به نزول ماء الجنين، ويعدّ تمزُّق الغشاء ونزول ماء الجنين ضروريًّا لولادة الطفل، فأحيانًا يستدعي الأمر التدخُّل الطبي لتمزيق الكيس السلوي في حال عدم تمزُّقه بالطريقة الطبيعية، ويجب الإشارة إلى أنَّ نزول ماء الجنين لا يرافقه شعور المرأة بالألم، ويُعزى ذلك إلى عدم احتواء الغشاء الأمينوسي على مستقبلات للألم.[٢][٤]
ما هي أعراض نزول ماء الجنين؟
في بعض الأحيان يصعب على المرأة التمييز بين نزول ماء الجنين ونزول السوائل الأخرى كالبول وإفرازات المهبل، وللتمييز بينهما يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور، يمكن توضيحها على النحو الآتي:[٤]
- عدم وجود رائحة للسائل الأمينيوسي، أو وجود رائحة حلوة لا تشبه رائحة البول.
- ميل لون السائل الأمينوسي إلى أنْ يكون شاحبًا أو بلون القشّ، بينما تكون الإفرازات المهبليَّة عادةً خفيفةً وبيضاء اللَّون.
- زيادة تدفق السائل أو ماء الجنين أثناء الوقوف.
- استمرار تسرُّب السائل ببطء مع مرور الوقت، فهذا يدل أيضًا على نزول ماء الجنين، إذ إنّ السائل الأمينوسي لا يخرج دفعةً واحدةً في العديد من الحالات.
هل ينزل ماء الجنين دفعة واحدة أم بكميات قليلة؟
يتدفق ماء الجنين في بعض الحالات دفعةً واحدةً، وفي حالات أخرى يتسرب بكميَّات قليلة جدًّا، وهذا يتناقض مع الاعتقاد الشائع لدى النساء المبني على مشاهدة الأفلام التمثيليَّة أنَّ نزول ماء الجنين يحدث دائمًا بتدفق هائل للسوائل، وربما كان ذلك صحيحًا في بعض الحالات، لكن لا يمكن التعميم.
وعلى كل حال تتمثّل هذه الحالة عند بعض النساء بالشعور بالرطوبة في المهبل أو في المنطقة الواقعة بين المهبل والشرج، أو بتسريب ثابت لكميَّات قليلة من السائل المائي من المهبل، أو بتدفُّق أكثر وضوحًا للسائل الشفاف أو المائل إلى الصفرة.[٢][١]
متى ينزل ماء الجنين؟
ينزل ماء الجنين غالبًا عند بدء الولادة أو خلالها، وعادةً ما يكون ذلك بعد إتمام المرأة 39-40 أسبوعًا و6 أيام من الحمل، لكنَّه قد يحدث أيضًا قبل إتمام مدّة الحمل الطبيعيَّة، وهو ما يُعرف بحالة تمزّق الأغشية الباكر (PPROM)، وعلى الرغم من ذلك يجهل الخبراء كيفيَّة نزول ماء الجنين والسبب الذي يؤدي إلى حدوثه، فربّما يتعلّق الأمر بالإشارات العصبيَّة التي يرسلها دماغ الجنين، غير أنَّ تمزق الكيس السلوي قد يكون أحيانًا نتيجة تحرّك الجنين إلى منطقة الحوض تحضيرًا للولادة، فيؤثر رأسه بالضّغط على الأغشية مسبِّبًا تمزّقها.[٤][٢]
متى يكون نزول ماء الجنين خطيرًا؟
كما ذكر سابقًا يحدث نزول ماء الجنين عند بدء الولادة، لكنْ تحدث حالة تمزق الأغشية الباكر بين حوالي 3-10% من النساء في حالة الولادة؛ أيْ نزول ماء الجنين قبل إتمام مدّة الحمل، وقد يرافق ذلك حدوث مضاعفات ومخاطر عِدّة، من أبرزها ما يأتي:[٤]
- انفصال المشيمة المبكر عن الرحم.
- إصابة الأم أو الجنين بالعدوى.
- حدوث مشكلات في الحبل السري.
- حدوث مضاعفات أخرى في حالة الولادة المبكرة للطفل.
قد يسعى الطبيب إلى تأخير الولادة في حال حدوث تمزق الأغشية الباكر قبل إتمام الأسبوع 34 من الحمل؛ وذلك للسماح بتطوّر الجنين ونموّه، فقد يصِف خلال هذه المدّة أنواعًا معيَّنةً من المضادات الحيوية للمرأة، كما تُعطى الكورتيكوستيرويدات للمساعدة على اكتمال نمو [اكتمال نمو رئة الجنين|رئتي الجنين]] بصورة أسرع، أمَّا في حال حدوث مشكلة تمزق الأغشية الباكر عند إتمام الأسبوع 34 من الحمل أو بعد ذلك قد يوصِي الطبيب في هذه الحالة بالولادة لتقليل مخاطر حدوث المُضاعفات في العديد من الحالات، لكنَّه قد يسمح في بعض الأحيان باستمرار الحمل تحت إشراف وتقييم حثيث إلى حين بدء الولادة، وذلك في حال عدم وجود أي علامات على حدوث العدوى.[٤]
كما يجب الإشارة إلى وجود مجموعة من العوامل المختلفة التي قد يكون لها دور في زيادة فرصة نزول ماء الجنين في وقتٍ مبكر؛ أيْ قبل إتمام مدّة الحمل وبدء الولادة، ومن هذه العوامل ما يأتي:[٢]
- التدخين أو تعاطي المخدّرات خلال الحمل.
- الإصابة بالتهاب الأغشية الجنينيَّة.
- قصر طول عنق الرحم.
- وجود تاريخ من الإصابة بتمزُّق الأغشية الباكر في حمل سابق.
- حدوث النزيف المهبلي خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل.
- نزول وزن الجسم والمعاناة من سوء التغذية.
ماذا يحدث عند بدء الولادة وعدم نزول ماء الجنين؟
في بعض الحالات لا ينزل ماء الجنين حتى تتقدَّم المرأة في مراحل الولادة، أو حتى الوصول إلى اللحظات التي تسبق ولادة الطفل مباشرةً، بينما في حالات أخرى لا يرافق الولادة نزوله من تلقاء نفسه،[١] بالرغم من بدء الولادة وتوسع عنق الرحم مصحوبًا بنزول رأس الطفل بعمق في الحوض، وعندها قد يوصي مزود الرعاية الطبيَّة بإجراء ما يُعرف بقطع السلى (Amniotomy)، وفي هذا الإجراء يستخدم الطبيب خطّافًا بلاستيكيًّا لعمل فتحة في الكيس السلوي والسماح بنزول ماء الجنين، إذْ يهدف قطع السلى إلى تحفيز بدء الانقباضات عند المرأة، أو زيادة قوتها إنْ بدأت بالفعل.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت Chaunie Brusie (11-6-2018), "Did Your Water Break? 9 Things You Need to Know"، healthline, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Water breaking: Understand this sign of labor", mayoclinic, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ↑ "Amniotic fluid", medlineplus, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Jayne Leonard (10-2-2020), "What to know about your water breaking"، medicalnewstoday, Retrieved 20-6-2020. Edited.