نزيف الدماغ

كتابة:
نزيف الدماغ

نزيف الدماغ

هو نوع من السكتة الدماغية التي تحدث عندما تسرب الأوعية الدموية الضعيفة الدم في المخ أو تتمزق وتنزف إلى المنطقة المحيطة، مما يؤدي إلى إتلاف خلايا المخ، ويمثل نزيف المخ حوالي 13 في المئة من جميع حالات السكتة الدماغية، حيث يحدث النزيف داخل المخ عادةً في أجزاء معينة منه، مثل العقد القاعدية أو المخيخ أو جذع الدماغ أو القشرة المخية، ويمكن أن يتسبب تسرب الدم في تهيج أنسجة المخ، مما يسبب تورمًا أو وذمة دماغية، كما يمكن أن يتسبب تراكم الدم والضغط على أنسجة المخ المحيطة، تكوين كتلة، تعرف باسم ورم دموي، كما تؤدي زيادة الضغط الناتجة على أنسجة المخ المحيطة إلى تقليل تدفق الدم الضروري وتسبب موت خلايا الدماغ، إذ أن ليس كل نزيف للمخ يحدث داخل المخ، ويمكن أن تتطور بين الدماغ والأغشية التي تغطيه بما يسمى نزيف تحت العنكبوتية، أو بين طبقات غطاء الدماغ المعروف بنزيف تحت الجافية، أو بين الجمجمة والدماغ المعروف بنزيف فوق الجافية. ويمكن أن ينتج نزيف الدماغ عن العديد من الحالات، بما في ذلك الصدمات النفسية وارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، ووجود المواقع الضعيفة في جدران الأوعية الدموية الناجمة عن تمدد الأوعية الدموية أو تشوهات الشرايين الوريدية، وقد تشمل أعراض نزيف المخ الصداع المفاجئ والغثيان والقيء والعديد من الأعراض الأخرى[١].


أعراض نزيف الدماغ

يمكن أن تختلف أعراض نزيف المخ، وذلك اعتمادًا على موقع النزيف، وشدته، وكمية الأنسجة المتأثرة، وقد تتطور الأعراض فجأة أو تتفاقم تدريجيًا مع مرور الوقت، وقد تشير العديد من الأعراض إلى إمكانية الإصابة بنزيف في المخ، وهي حالة تهدد الحياة، وتتطلب علاج فوري، وتشمل هذه الأعراض ما يأتي[٢]

  • صداع حاد مفاجئ.
  • حدوث نوبات مع عدم وجود تاريخ طبي سابق من حدوثها.
  • ضعف في الذراع أو الساق.
  • الغثيان أو القيء.
  • انخفاض اليقظة.
  • التغيرات في الرؤية.
  • الشعور بوخز أو خدر.
  • صعوبة في التحدث أو فهم الكلام.
  • صعوبة في البلع.
  • صعوبة في الكتابة أو القراءة.
  • فقدان المهارات الحركية الدقيقة، مثل ارتعاش اليد.
  • فقدان التنسيق.
  • فقدان التوازن.
  • شعور غير طبيعي عند التذوق.
  • فقدان الوعي.


أسباب نزيف الدماغ

تؤدي العديد من الأسباب للإصابة بنزيف الدماغ، ومنها ما يأتي[٣]:

  • التشوهات الشريانية الوريدية: وهي مجموعة من الأوعية الدموية في الدماغ تتشكل بشكل غير صحيح، عادةً قبل الولادة، إذ يمكن أن تتشكل هذه التشوهات في أي مكان، ولكنها أكثر شيوعًا في الدماغ أو الحبل الشوكي، وقد تسبب في بعض الأحيان نوبات وصداع، ويسبب حوالي 4 في المئة منها نزيفًا في المخ.
  • تمدد الأوعية الدموية في الدماغ: وتسمى أيضا تمدد الأوعية الدموية الدماغية، إذ يتشكل انتفاخ يشبه البالون في المنطقة الضعيفة في شريان الدماغ التي قد تتمزق، مما يؤدي إلى نزيف في الدماغ أو السكتة الدماغية النزفية.
  • إصابة الرأس: وهي سبب شائع للإعاقة والموت لدى البالغين، ويمكن أن تكون خفيفة مثل نتوء، كدمة أو جرح في الرأس، وقد تؤدي إصابات الرأس المتوسطة إلى الشديدة إلى تلف خطير في الدماغ.
  • ارتفاع ضغط الدم: إذ يعد من أكثر الأسباب شيوعًا لنزيف الدماغ، إذ يمكن أن تؤدي القوة الزائدة للدم على جدران الشرايين إلى إضعاف شرايين الدماغ مع مرور الوقت، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى النزيف، وبينما يلعب علم الوراثة عادةً دورًا رئيسيًا، إلا أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يحدث بسبب أمراض الكلى وزيادة الوزن والتدخين والإفراط في تناول الكحوليات والكثير من الملح في النظام الغذائي، وهذه الحالة تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وفشل القلب ونزيف المخ والسكتة الدماغية.


علاج نزيف الدماغ

تُعدّ الجراحة علاجًا ضروريًا للنزيف الحاد في الدماغ، ويُنفّذ الجرّاح عملية لتخفيف بعض الضغط على الدماغ، وقد يزيل جزءًا من الجمجمة ويقطع الشريان، إذا يسبب تمدّد الأوعية الدموية الدماغية حدوث نزيف، ويُسمّى هذا الإجراء حجّ القحف. وتشمل خيارات العلاج الأخرى الأدوية المضادة للقلق، والأدوية المضادة للصرع، وغيرهما من الأدوية للسيطرة على الأعراض؛ مثل: النوبات، والصداع الشديد. ويتعافى الناس من نزيف في المخ، على الرغم من أهمية تلقي العلاج الصحيح في أقرب وقت، وتساعد إعادة التأهيل المريض في التكيف مع الحياة بعد نزيف في المخ، ويشمل علاج إعادة التأهيل ما يأتي[٤]:

  • علاج بدني ووظيفي.
  • علاج النطق.
  • تغيير نمط الحياة للحدّ من خطر حدوث نزيف آخر.


تشخيص نزيف الدماغ

لإجراء تشخيص لنزيف في الدماغ يسأل الطبيب أولًا عن أعراض النزيف، بعد ذلك يحدّد موقع النزيف، ولإجراء هذا يُطلَب إجراء فحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو أحد الاختبارات الآتية[٥]:

  • تصوير الأوعية الدموية؛ تُدخَل أثناء تصوير الأوعية الدموية قسطرة في الشريان وتُمرّر عبر الجهاز الدوري حتى المخ، ثم تُحقَن صبغة من خلال القسطرة تجعل رؤية تدفق الدم سهلة من خلال الأشعة السينية.
  • تصوير مقطعي محوسب؛ أثناء هذا الاختبار تُحقَن الصبغة مباشرة في مجرى الدم، إذ تجعل هذه الصبغة من السهل رؤية الشرايين الموجودة في الدماغ بواسطة الأشعة المقطعية.
  • فحص السائل النخاعي؛ قد تشير وجود الدم في هذا السائل إلى حدوث نزيف.
  • ثقب البزل قطني؛ يُعرَف أيضًا باسم الصنبور الفقري، وهو وسيلة أخرى لإجراء تشخيص نزيف الدماغ.


الوقاية من نزيف الدماغ

ينبغي ارتداء الخوذة الواقية أثناء العمل لمنع إصابة الدماغ، إذ تحدث العديد من الإصابات التي تسبب الإعاقة نتيجة إصابته، كما تُعدّ من الضروري الحماية من خطر الإصابة عن طريق ارتداء حزام الأمان في السيارات، أو الخوذ عند ركوب الدراجات أو الدراجات النارية لحماية الرأس، ويساعد إجراء تغييرات في نمط الحياة في تقليل أو منع مخاطر حدوثه في الأوعية الدماغية. بالإضافة إلى ضرورة عمل فحوصات منتظمة، واتخاذ علاجات لخفض ضغط الدم للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، والتأكد من مستويات السكر في الدم للأشخاص المصابين بمرض السكري، إذ قد يصاب الكثير منهم بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول، وقد يعانون من زيادة الوزن، وجميعها عوامل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية. ومن المهم أيضًا تجنب التدخين، إذ إنّه عامل خطر كبير للإصابة بالسكتة الدماغية، إذ تؤدي السموم الموجودة في التبغ إلى إتلاف نظام القلب والأوعية الدموية، وتؤدي إلى تراكم البلاك في الشرايين، مما يجعلها أضيق، وبالتالي أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية[٤].


المراجع

  1. Michael J. Lyerly, MD, "Brain Hemorrhage"، www.uabmedicine.org, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  2. "Brain Hemorrhage: Causes, Symptoms, Treatments", www.webmd.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  3. "Brain hemorrhage", www.thechristhospital.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Adam Felman (12-7-2019), "What to know about brain hemorrhage"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  5. "Brain Hemorrhage", www.aurorahealthcare.org, Retrieved 11-10-2019. Edited.
5588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×