نزيف الراس

كتابة:
نزيف الراس

نزيف الرأس

لا بدّ وأن تعرّضت سابقًا لحادث ما اصطدم فيه رأسك، ولعلّك خفت عندما شاهدت الدمّ يتدفّق من الرّأس، ولك أن تتخيّل الذي سيحدث من مضاعفات ومشكلات صحيّة على المستقبل البعيد إن لم يتمّ السيطرة على النزيف بسرعة، وقبل فوات الأوان. سنتناول في هذا المقال أسباب نزيف الرّأس، والإسعافات الأوّليّة لإنقاذ المُصاب.


يحدث نزيف الرّأس (Head Bleeding) نتيجة تمزّق الأوعية الدموية في فروة الرّأس، أو الجمجمة، أو المخّ. وتتراوح في خطرها ما بين جرح بسيط يُغلق بضمّادة جروح، إلى إصابات خطيرة في الدّماغ.[١]



أنواع نزيف الرأس

تتسبّب الحوادث المختلفة بالإصابة بنزيف الرّأس الداخلي، أو الخارجيّ. ففي النزيف الخارجي، يمكن رؤية الدم ينزف من الرأس، ويتدفّق إلى الخارج من خلال شقّ في الجلد. بينما يحدث النزّيف الداخلي للرأس داخل عظام الجمجمة، أي لا نستطيع رؤية الدم يخرج من الرأس، ولكن يمكن تمييزه من خلال بعض العلامات، مثل ظهور كدمات، وتورّم سطح الرأس، وتغيّر لونه إلى البنفسجي. في حين أنّ التورّم السطحي للرأس ليس خطيرًا.[١]وقد يحدث النّزيف الداخلي بين أنسجة الدماغ نفسه، أو ما بين الدماغ والأغشية التي تحيط به، أو بين طبقات غلاف الدماغ، أو بين الجمجمة وغلاف الدماغ.[٢]فبعد ارتطام الرّأس مثلًا، و التّسبب بنزيف دماغي، يهيّج الدم أنسجة الدماغ التي يصلها ويسبّب تورّمها، مكوّنًا ما يُعرف بالوذمة الدماغيّة (Cerebral Edema)، يتجمّع الدمّ بعدها في كتلة تسمّى ورم دموي (Hematoma)، ويضغط هذا الورم على أنسجة الدماغ القريبة، فيمنع وصول الدم المحمّل بالأوكسجين إليها، وينتهي الأمر بموت خلايا وأنسجة الدّماغ.[٣]



أسباب نزيف الرأس

يحدث النزيف الخارجي للرأس لنفس أسباب أي إصابة في الرأس، مثل السقوط من مكان مرتفع، وحوادث السير، والاعتداء بالضّرب، وإصابات العمل والمدرسة.[٤]


 أمّا عن النزيف الداخلي، فمن أكثر أسبابه شيوعًا:[٣]

  • ارتطام الرأس، وهو السبب الأكثر شيوعًا فيمن تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
  • ارتفاع ضغط الدمّ، فإهمال المريض لأدوية ضغط الدمّ تتسبّب في تلف جدران الأوعية الدمويّة على المدى البعيد، وفقدان قدرتها على التحمّل، إلى ان يأتي اليوم الذي قد تنفجر فيه الأوعية الدموية في الدمّاغ.
  • التشوّهات الخلقيّة الأوعية الدمويّة، إذ تكون الأوعية الدموية داخل الدماغ ضعيفة التركيب.
  • أمراض الدمّ، مثل الهيموفيليا (Hemophilia)، وفقر الدمّ المنجلي (sickle cell anemia)، إذ تتسبّب جميعها في انخفاض عدد الصفائح الدمويّة والمركّبات المسؤولة عن التخثّر.
  • أدوية تميّع الدم، إذ تؤدّي الجرعات الزائدة أو غير المدروسة (خاصة بالحالة) من أدوية التميّع لفقدان السيطرة على تخثّر الدمّ، وبالتالي نزيفه.
  • أمراض الكبد، والتي ترتبط بنزيف الدم عامةً.
  • أورام الدماغ.
  • اعتلال الأوعية الدموية الأميلويدي (Amyloid Angiopathy)، إذ تَضعُف فيه جدران الأوعية الدموية نتيجة الارتفاع المزمن لضغط الدم، أو مع التقدّم بالسنّ.


الاسعافات الأولية للمُصاب بنزيف الرأس

يمكن وقف النزيف الخارجي للرأس من خلال اتّباع الخطوات الآتية:[٥]

  • قبل لمس المريض، يجب غسل اليدين جيّدًا بالماء والصّابون.
  • ارتداء القفازات الطبية ذات الاستخدام الواحد، والتخلّص منها بعد الانتهاء، وفي حال عدم توافرها يمكن الضغط على الجرح باستخدا قطعة من القماش.
  • تثبيت المريض في وضع الاستلقاء.
  • إزالة كل ما يمكن رؤيته من الجرح، كقطعة زجاجية أو معدنيّة.
  • يجب تجنّب تنظيف الجرح، والضغط مباشرةً عليه بقوّة باستخدام شاش أو قطعة قماش نظيفة لمدّة 15 دقيقة متواصلة، وبنفس قوّة الضغط.
  • في حال وجود جسم في الجرح لا يمكن إزالته، كقطعة معدنية عالقة في الرّأس، نقوم بالضغط حولها وليس فوقها.
  • إذا تسرّب الدمّ عبر القماش، نضع قطعة أخرى من القماش أو الشاش دون إزالة القطعة الأولى.
  • عادةً ما يتوقّف أو يخفّ النزيف بعد مرور 15 دقيقة، وفي حال استمراره، نستمرّ في الضغط على الجرح إلى حين وصول سيارة الإسعاف.


إذا فقد المُصاب كميّة كبيرة من الدمّ قد يُصاب بما يسمّى بـ"الصدمة" (Shock)، وهي حالة تهدّد حياته، لذا من المهم مراقبة علامات الصدمة على المُصاب أثناء تقديم الإسعافات الأولية ومنها:[٥]

  • فقدان الوعي.
  • الشعور بدوار في الرأس.
  • الوهن والضعف الشديد، لدرجة يصعُب عليه الوقوف.
  • فقدان اليقظة والقدرة على الإجابة على الأسئلة العادية، مثل: ما اسمك؟ أين أنت؟


أمّا عن النزيف الداخلي فمن الصعب إيقافه بدون تدخّل طبّي، وعند الاشتباه بحدوث نزيف داخلي، كل ما يمكن فعله هو مراقبة أعراض الصدمة والعلامات الحيوية للمريض، كالتنفّس ونبض القلب، والاتّصال بالطوارئ في أسرع وقت ممكن.[٦]


مضاعفات نزيف الرأس

تتسبّب الحالات الشديدة من نزيف الرأس بمضاعفات خطيرة على المدى القريب والبعيد، وقد يتسبّب بإصابات وإعاقات مزمنة في الدماغ، فضلًا عن الحالات التي ينتهي نزيف الرأس فيها بالوفاة. ولهذا يوضع المُصاب تحت المراقبة في وحدة العناية المركّزة لفترة كافية للتأكّد من توقّف النزيف تمامًا، وتوقّع المضاعفات التي يتسبّب فيها النّزيف، والتي من اهمّها:[٧]


العدوى البكتيرية أو الفيروسيّة

فإذا كان النزيف ناتجًا عن كسر في الجمجمة، تزداد فرصة الإصابة بالعدوى كالتهاب السحايا، ولهذا من المهم الحفاظ على الجرح نظيفًا أثناء تقديم الإسعافات الأولية. وعادةً ما يصف الطبيب مضادّات حيويّة تمنع تفشّي العدوى.


متلازمة ما بعد ارتجاج المخ

والتي تستمرّ عادةً لمدّة 3 أشهر من بعد إصابة الرأس، وتتمثّل أعراضها بشعور مستمرّ بالدوخة، والغثيان، وسماع الأصوات التي تأتي من داخل الجسم، فضلًا عن مشكلات التركيز وفقدان الذّاكرة.


اضطرابات الوعي

يدخل بعض مرضى الإصابات الشديدة في غيبوبة (Coma)، أو بالحالة الإنباتية من فقدان الوعي (vegetative state)، وتستمرّ بضعة أسابيع فقط، يستيقظ بعدها المريض وتتحسّن قدراته الإدراكية شيئًا فشيئًا.


تلف الدماغ أو أجزاء منه

والذي يحدث بيبب تكوّن ورم دموي في الدماغ، يمنع من تدفّق الدم نحو أنسجة المخ السليمة مسبّبًا موتها. وتختلّ بعدها وظائف الدماغ اعتمادًا على موقع الإصابة، فقد يصاب المريض باضطرابات المزاج، او التغيّرات السلوكيّة، أوفقدان الذاكرة، أواختلال وظائف الغدة النخاميّة، وغيرها من الأمراض.


المراجع

  1. ^ أ ب "WHY DO HEAD INJURIES BLEED SO MUCH?", healthcare, 2016-11-16, Retrieved 2020-10-09. Edited.
  2. Lauren Reed-Guy (2018-09-27), "Head Injury", healthline, Retrieved 2020-10-09. Edited.
  3. ^ أ ب "Brain Hemorrhage: Causes, Symptoms, Treatments", webmd, Retrieved 2020-10-09. Edited.
  4. Claire Sissons (2020-07-16), "Brain bleed symptoms and causes", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-09. Edited.
  5. ^ أ ب "How to Stop Bleeding From a Head Wound", healthlinkbc, Retrieved 2020-10-09. Edited.
  6. Amy H. Kaji (2020-05-31), "Internal Bleeding", msdmanuals, Retrieved 2020-10-09. Edited.
  7. "Severe head injury", nhs, Retrieved 2020-10-09. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×