محتويات
النزيف قبل الولادة
يحدث وبصورة طبيعية أن تتعرض الحامل قبل قرب موعد ولادتها إلى نزيف خفيف يتصف بكونه ممزوجًا بمادة مخاطية، ويميل لونه للون الوردي أو الأحمر، وقد يكون علامة على قرب موعد الولادة، ولكن قد يكون النزيف أحيانًا مؤشرًا على وجود مشكلة صحية أو قد يعرض حياة الأم والجنين للخطر.[١]
هل من الطبيعي أن يحدث نزيف قبل الولادة؟
ممّا لاشك فيه أنّ الحامل معرضة للنزيف خاصةً قبل الولادة خاصةً عندما تكون قد تعرضت له في أحمال سابقة، وتزيد احتمالية النزيف كلما تأخرت انقباضات الرحم أو تسارعت أو كانت غير طبيعية، أو في حال كانت الأم تتلقى علاجات مميعة للدم، ولكن يجدر التّنويه أنّ النزيف تزداد احتماليته عند موعد الولادة بفعل الأوعية الدموية التي تنزف عند انسلاخ المشيمة عن الرحم، وكمية النزيف تتضاعف في حال الولادة القيصرية، أما عند حدوثه قبل الولادة فيُعزى لأسباب عدة حسب فترة الحمل.[٢]
غالبًا ما يكون طبيعي في الثلث الأول من الحمل، أما في الثلثين الباقيين فإن حدوث النزيف قد يدل على أمر خطير ذو تأثير على الأم والجنين، إلا أنه في كلتا الحالتين من الضروري إخبار الطبيب للتحقق من سبب النزيف، فالنزيف بعد الأسابيع 28 من الحمل؛ هو حالة طارئة.[٣]
وفي ما يلي الأسباب المحتملة لنزيف ما قبل الولادة: [٤][٥]
الثلث الأول من الحمل
تتعرض 20% من السيدات للنزيف خلال أول 12 أسبوعًا من الحمل، مما يجعل الأمر غير مخيف،[٤] ومن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك: [٥]
- الحمل المهاجر (Ectopic pregnancy): وهي حالة تحدث عند انغراس البويضة المخصّبة ونموها في مكان خارج الرحم على سبيل المثال قناة فالوب.
- نزيف الانغراس (Implantation bleeding): وذلك يعني حدوث النزيف كدليل على انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويكون ذلك بعد حوالي 10-14 يوم من الحمل.
- الإجهاض (Miscarriage): أي فقدان الحمل بصورة تلقائية قبل حلول الأسبوع العشرين.
- الحمل العنقودي (Molar pregnancy): وهو نادر الحدوث تتطور به البويضة المخصبة إلى أنسجة غير طبيعية بدلًا من تكوين جنين.
- مشكلات في عنق الرحم: مثلا الإصابة بالعدوى أو الالتهابات أو وجود نمو غير طبيعي في المنطقة، إضافة إلى ذلك يمكن أن تسبب هرمونات الحمل تغيرات في عنق الرحم بحيث تجعله أكثر ليونة وأكثر عرضة للنزيف.[٦]
الثلث الثاني والثالث من الحمل
في تلك الفترة عند حدوث النزيف يجب إخبار الطبيب على الفور، لأن ذلك يعود لأحد الأسباب التالية:[٥]
- قصور عنق الرحم (Incompetent cervix): حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الولادة المبكرة بسبب توسّع عنق الرحم قبل الوقت المناسب.
- انفصال المشيمة (Placental abruption): تُعد المشيمة الجزء المسؤول عن تزويد الطفل بالغداء والأكسجين وعند انفصالها عن عنق الرحم تسبب النزيف.
- موت الجنين داخل الرحم.
- انزياح المشيمة (Placenta previa): بأن تتحرك لتغطي عنق الرحم مسببة نزيف حاد.
- المخاض المُبكر (Preterm labor): الذي قد يؤدي إلى نزيف خاصة إذا كان مصحوبًا بانقباضات أو آلام الظهر أو الضغط في منطقة الحوض.
- تمزّق الرحم (Uterine rupture): وهي حالة خطيرة قد تهدد حياة الأم والجنين، إلا أنها نادرة، ويعود السبب في ذلك انقطاع الرحم على طول الندبة الناتجة عن عملية قيصرية سابقة.
هل يمكن أن يعرض نزيف ما قبل الولادة حياة الأم والجنين للخطر؟
يعتمد تأثير نزيف ما قبل الولادة وخطورته على كل من الأم والجنين على عوامل عدّة منها سبب النزيف وما إذا كان السبب قابل للعلاج أم لا، مثلا:[٣]
- في حالة الحمل المهاجر لن يستمر الحمل مما يؤدي إلى موت الجنين.
- عند انزياح المشيمة خطر وفاة الأمهات أقل من 1%، ولكن يمكن أن تحدث مضاعفات معينة كالنزيف الهائل الذي يحتاج إلى نقل الدم أو استئصال الرحم لإنقاذ حياة الأم، أضف إلى ذلك تأثير انزياح المشيمة على الجنين حيث يمكن أن يؤدي إلى الولادة المبكرة فيكون الطفل صغير الحجم، وفي بعض الأحيان عدم اكتمال الرئة.
- كما أن انفصال المشيمة حالة يكون احتمال موت الأم فيها قليل، إلا أنها تحتاج إلى نقل الدّم لتعويض الدم المفقود، أما عن احتمالية موت الجنين فهي 1 لكل 500 طفل، ولكن بعض الأجنة التي تبقى على قيد الحياة تكون مصابة بمشكلات عصبية وسلوكية، وذلك نتيجة لنقصان كمية الأكسجين الواصل للطفل عبر المشيمة.
- إن تمزّق الرحم حالة خطيرة جدًا على كل من الطفل والأم، حيث تموت الأم في حال تم تركها بلا علاج، وتموت 1% من السيدات حتى مع تلقي العلاج المناسب، كما أن احتمالية نجاة الطفل الجنين قليلة جدًا حيث يشكّل تمزّق الرحم خطر كبير عليه، وتحتاج الأم في هذه الحالة إلى أكثر من 5 وحدات دم لتعويض الدّم المفقود.
ما الإجراءات الطبية للتعامل مع نزيف ما قبل الولادة؟
في حال حدوث نزيف فترة ما قبل الولادة لأسباب غير طبيعية، واستمر لساعات دون انقطاع، يجب الذهاب إلى الطبيب من أجل القيام بالتقييم وتحديد الإجراء المناسب، فيقوم الطبيب بعمل أحد الفحوصات التالية إن لم تكن جميعها:[٧]
- فحص مهبلي لتقييم كمية النزيف.
- تصوير البطن بالموجات فوق صوتية (ultrasound)، لتحقق من سلامة الجنين، والتأكد من أنه ينمو بشكل طبيعي.
- فحص موجهة الغدد التناسلية المشيمية (hCG) وهو فحص بهدف الكشف عن الحمل الطبيعي يتم من خلاله استبعاد الحمل المهاجر والتأكد من عدم حدوث الإجهاض.
- التأكد من نوع الدّم للأم الحامل.
- عمل فحوصات دم للكشف عن مستوى الهرمونات في الجسم.[٨]
- سؤال الأم الحامل عن أي أعراض أخرى تواجهها غير النزيف، منها: التقلصات والدوخة والألم. [٨]
بعد القيام بالفحوصات اللازمة، في حال كانت الأعراض غير خطيرة ووضع الجنين مستقر ولابد من الحفاظ على الحمل لفترة أطول، فيتم مراقبة الأم الحامل لفترة معينة كما من الممكن أن تقضي السيدة ذلك الوقت في المستشفى، لفترة تتراوح بين يوم أو يومين إلى انتهاء الحمل، وذلك يعتمد على سبب النزيف وعدد أسابيع الحمل. [٨]
وتنصح السيدات بتتبع كمية النزيف من خلال استخدام الفوط الصحية وإخبار الطبيب بذلك، كما يجب الانتباه إن كان يوجد أي أنسجة أو كتل غربية. [٣]
المراجع
- ↑ " Bleeding during pregnancy Print", mayoclinic, Retrieved 8/2/2021. Edited.
- ↑ "Excessive Uterine Bleeding at Delivery", msdmanuals, Retrieved 8/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Bleeding During Pregnancy (Light, Heavy) Causes, Symptoms, and Pictures", emedicinehealth, Retrieved 3/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Bleeding During Pregnancy", webmd, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Bleeding during pregnancy", mayoclinic, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ↑ "What should you know about bleeding during pregnancy?", medicinenet, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ↑ "What Causes Spotting in Pregnancy?", healthline, Retrieved 2/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Bleeding during pregnancy", pregnancybirthbaby, Retrieved 2/2/2021. Edited.