نزيف ما بعد الولادة

كتابة:

نزيف ما بعد الولادة

أمر طبيعي أن تخرج كميات كبيرة من الدم فور خروج الجنين لكن بحد أقصى 500 ملل بعد الولادة الطبيعية أو 1000 ملل بعد الولادة القيصرية وخروج كميات أكثر من ذلك فور الولادة أو بعدها بفترة يعدّ نزيفًا وهو أمر خطير يهدد حياة الأم.

بعد خروج الجنين من رحم الأم يستمر الرحم في الانقباض لطرد المشيمة ويساعد هذا الانقباض في قبض الأوعية الدموية المفتوحة مكان التصاق المشيمة بجدار الرحم لوقف النزيف، لكن إن لم تنقبض عضلات الرحم بما يكفي، يُعرف ذلك بتراخي الرحم، إذ تظل الأوعية الدموية مفتوحة وتنزف بشدة وهذا هو أهم أسباب النزيف بعد الولادة، ومن الأسباب الأخرى التي قد تسبب النزيف هي بقاء جزء من المشيمة ملتصقًا بجدار الرحم، أو إصابة قناة الولادة أو عنق الرحم أو إصابة الأم بأي اضطراب في عملية تجلط الدم الطبيعية في الجسم، ويسبب النزيف الشديد بعد الولادة انخفاض حجم دم الأم بسرعة مما يسبب انخفاضًا حادًّا في ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب وانخفاض عدد كريات الدم الحمراء مما يتطلب التدخل الفوري لوقف النزيف وإنقاذ حياة الأم.[١]


عوامل زيادة خطر الإصابة بالنزيف بعد الولادة

بعض النساء تكون في خطر الإصابة بالنزيف أكثر من غيرها إذا كانت مصابة بإحدى الحالات الطبية الآتية:[٢][٣]

  • الانفصال المبكر للمشيمة عن جدار الرحم.
  • تدلي المشيمة وتغطيتها لقناة الولادة جزئيًا أو كليًا.
  • مشيمة ملتصقة.
  • انتفاخ الرحم وتضخمه الشديد نتيجة زيادة حجم الجنين عن أربعة كيلوجرام أو زيادة حجم السائل الأمنيوسي.
  • الحمل بأكثر من جنين، ووجود أكثر من مشيمة واحدة.
  • ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل أو الإصابة بتسمم الحمل.
  • الولادة السابقة لأكثر من مرة.
  • الولادة المطولة.
  • العدوى.
  • السمنة المفرطة.
  • تناول الأم أدوية تحفيز الولادة.
  • تناول الأم أدوية وقف انقباضات الرحم التي تؤخذ في حالة الولادة المبكرة.
  • استخدام الملقط أو جهاز شفط الجنين لإخراج الجنين.
  • التخدير الكلي.


علاج النزيف بعد الولادة

يعتمد العلاج على عدة خطوات يجب البدء بها فور إصابة الأم بالنزيف:[٤][٥]

  • إفراغ المثانة بواسطة قسطرة، فالمثانة الممتلئة تمنع الرحم من الانقباض جيدًا.
  • تدليك الرحم بإدخال أحد اليدين عبر المهبل إلى الرحم واليد الأخرى توضع فوق البطن والضغط على الرحم باليدين، وهو ما يحفز العضلات على قبض الأوعية الدموية.
  • حقن الأدوية التي تحفز انقباضات الرحم مثل أوكسيتوسين، أو ميثرجين أو ميزوبروستول.
  • فحص الرحم بحثًا عن أي تمزق أو بقايا للمشيمة بداخله وإن وجدت يُصلح التمزق بواسطة الغرز الجراحية وإزالة بقايا المشيمة بواسطة الكحت.
  • في حالة استمرار النزيف تستخدم البالونة، وهي قسطرة معقمة تدخل إلى الرحم ثم تُملأ بمحلول ملحي وتتخذ شكل الرحم فتوجد ضغطًا على جدار الرحم والأوعية الدموية لحثها على التخثر ووقف النزيف، وتترك البالونة داخل الرحم طوال الليل ليستمر الضغط مع استمرار تركيب القسطرة للإفراغ المستمر للمثانة.
  • إذا استمر النزيف وبدأت العلامات الحيوية للأم بالتأثر يجب نقل دم للأم لتعويض الدم المفقود في النزيف.
  • في حالات نادرة يكون الحل هو استئصال الرحم لوقف النزيف، ويمكن اللجوء إلى هذا الحل غالبًا مع الإصابة بمشيمة ملتصقة، أو مشيمة منزاحة أو إجراء ولادة قيصرية سابقًا.
  • بعد توقف النزيف تستمر الأم في الحصول على المحاليل الوريدية والأدوية القابضة لعضلات الرحم مع مراقبة العلامات الحيوية عن كثب.


خروج دم في الأيام المتتالية بعد الولادة

بعد الولادة يستمر الدم في الخروج طبيعيًّا وحتى ستة أسابيع بما يعرف بالهلابة أو دم النفاس الذي يحتوي على تكتلات دموية، وخلايا بطانة الرحم، والمخاط، وبعض البكتيريا، وكرات الدم البيضاء، ويكون الدم غزيرًا في أول 1-3 أيام بعد الولادة ثم يقل تدريجيًا ويختلف في شكله وحجمه بمرور الوقت كالآتي:[٦][٧]

  • اليوم الأول بعد الولادة يكون الدم غزيرًا أحمر فاتح اللون يحتوي على تكتلات دموية تختلف في الحجم من حجم حبة العنب إلى حجم حبة الخوخ ويكون له نفس رائحة دم الحيض، أو دم النفاس بعد الولادة القيصرية ويكون أقل من الولادة الطبيعية.
  • من اليوم الثاني حتى نهاية الأسبوع الثاني من الولادة يقل الدم قليلًا ويصبح في غزارة دم الحيض الشهري، ويقل حجم الجلطات الدموية ويتغير لون الدم إلى الأحمر البني أو الزهري، وعند الوصول للأسبوع الثاني يقل حجم الدم كثيرًا، لكن قد تلاحظ الأم خروج الدم بعد إرضاع طفلها طبيعيًا أو بعد أداء نشاط جسدي.
  • من الأسبوع الثالث للسادس من الولادة يختفي الدم ويظهر بدلًا منه إفرازات بنية أو صفراء وقد يبدأ الدم في الظهور مرة أخرى مع نهاية الأسبوع السادس وهو دم الحيض دلالة على عودة الدورة الشهرية لطبيعتها خاصةً مع الأم غير المرضعة.


مضاعفات ما بعد الولادة

تسير الولادة جيّدًا في الوضع الطبيعي، لكن يمكن أن تحدث مجموعة من المشكلات والمضاعفات عند الولادة أو بعدها، وقد يسبّب ذلك خطرًا على الأمّ أو الطفل أو كليهما، وقد يحتاج الطفل إلى الولادة الجراحيّة عن طريق إجراء عملية قيصرية، وتشمل المشكلات والمضاعفات المحتملة والمرتبطة بالولادة ما يأتي:[٨]

  • الولادة المبكّرة، وهي التي يبدأ المخاض فيها قبل 37 أسبوعًا من الحمل.
  • وجود مشكلات في الحبل السرّي.
  • وجود مشكلات في وضعيّة الطّفل، مثل الولادة المقعدية، إذ يُخرج فيها الطّفل قدميه في البداية.
  • حدوث إصابات أو ضرر في الولادة.


المراجع

  1. Traci C. Johnson (2017-12-11), "Vaginal Bleeding After Birth"، webmd, Retrieved 2019-1-28.
  2. "Postpartum Hemorrhage", stanfordchildrens, Retrieved 2019-1-28.
  3. "Prevention and Management of Postpartum Hemorrhage", aafp, Retrieved 2019-1-28.
  4. BabyCenter Staff (2017-10), "Postpartum hemorrhage"، babycenter, Retrieved 2019-1-28.
  5. Karen Schneider,Michael A. Belfort, "Postpartum Hemorrhage"، cancertherapyadvisor, Retrieved 2019-2-5.
  6. Stephanie Watson (2018-7-23), "Is Postpartum Bleeding Normal?"، healthline, Retrieved 2019-1-28.
  7. Jennifer Berry (2018-2-27), "Postpartum blood clots and bleeding: What to expect"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-1-28.
  8. "Childbirth Problems", medlineplus.gov, Retrieved 21/5/2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×