نشأة النظرية التفاعلية الرمزية

كتابة:
نشأة النظرية التفاعلية الرمزية


نشأة النظرية التفاعلية الرمزية:

صاغ المُفكر السوسيولوجي، جورج هربرت ميد (G. H. Mead)، أسس النظرية التفاعلية الرمزية، والتي ساهمت بدورها، في مضامين عالجت تفاعل الناس فيما بينهم، سعياً منهم لتحقيق المنفعة الذاتية، ونتيجة هذه النظرية مفاهيم الثقافة الفرعية والتي وظفت في علم الجريمة وفي عدة فروع أخرى من علم الاجتماع كالشّباب، والشيوخ، والمرأة وغيرهم كأنساق اجتماعية تقوم بدور ما في محيطها الاجتماعي ونتيجة التصور الذاتي لنفسها.[١]


وتأسست النظرية التفاعلية الرمزية، بصورةٍ فعلية إبان نهايات القرن التاسع عشر، وشارك في تأسيسها علاوةً على ميّد، جورج زيمل، حيثُ تعتقد التفاعلية الرمزية، بأن الحياة الاجتماعية شبكة معقدة تنسجها العلاقات والتفاعلات بيّن الأفراد والجماعات فيما بينهم، والتي تكوّن الحياة الاجتماعية، وهذه التفاعلات تأتي على شكل رموز توافق عليها أبناء المجتمع. [٢]


الأساس المنهجي للنظرية التفاعلية الرمزية:

يُحدد فورمان دنزن القضايا المنهجية للنظرية التفاعلية الرمزية على النحو التالي:[٢]
  • ربط السلوك الضمني بالظاهر، إذ أن الباحث يتوجب عليه البدء بأنماط السلوك الظاهرة، سعياً منه للكشف عن المعاني التي يضفيها الفاعلون على هذا السلوك.
  • تركيز الباحث على الذات كموضوع وعملية، في آن واحد، إذ أنه يدرس السلوك من وجهة نظر الأفراد الفاعلين.
  • يعمل الباحث على ربط الرموز والمعاني المستخدمة من قبل الأفراد، بالدوائر والعلاقات الاجتماعية، لتحقيق التحليل السوسيولوجي وتمييزه عن التحليل السيكولوجي.
  • إذا كان المعنى يضفي على الموقف أثراً على أنماط السلوك اللاحقة فيجب العناية بالتحليل الموقفي أثناء الدراسة.
  • إذا كان التفاعل الرمزي مستمر ومتغير في آن واحد، فإن إستراتيجية البحث يجب أن تتضمن كلا الجانبين.


أهم مصطلحات النظرية التفاعلية الرمزية

ومن أهم مصطلحات النظرية التفاعلية الرمزية:[٣]

  • التفاعل

سلسلة الاتصالات المستمرة بين الأفراد والجماعات.

  • المرونة

القدرة على التصرف حسب الظرف.

  • الرموز

إشارات التواصل.

  • الوعي الذاتي

قدرة الإنسان على تمثل الأدوار.


أشهر ممثلي النظرية التفاعلية الرمزية

ومن أشهر ممثلي التفاعلية الرمزية:

  • ماكس فيبر

ساهم المفكر الألماني، ماكس فيبر، في مؤلفاته، والتي من أشهرها الأخلاق البروتستانتية، وروح الرأسمالية، وكتاب الاقتصاد والمجتمع، في صياغة وجهة نظره، والتي أكد فيها على أهمية الدافع والمعنى الفردي، في التفسير العلي للفعل الاجتماعي تبعاً لما تشكله الظروف الاجتماعية، فبالنسبة له، فإن علم الاجتماع هو علم يهتم بتفسير الفعل الاجتماعي ومساره ونتائجه.[٤]

  • جورج ميد

تبنى العالم الأمريكي جورج ميد، في مؤلفه "فلسفة الفعل الاجتماعي"، التركيز على التفاعل الاجتماعي، بين الفاعل وبيئته الاجتماعية والإيكولوجية، على فرض أن حقيقة البيئة ترتكز على تأويل الفرد لمحيطه.[٥]

  • هارولد جارفتكل

اهتم العالم الأمريكي هارولد جارفتكل، والذي عاش ما بين 1917-2011، بالتنظيم الاجتماعي وخاصة في مجال مناهج بحث الشعوب (المنهجية الشعوبية)، وحاول إنشاء نظرية ديناميكية تختلف عن التقليدية. [٥]

  • جورج زيمل

ولقد اهتم المفكر جورج زيمل، بأنماط التفاعل الاجتماعي، صاباً جُل اهتمامه بالتفاعل في إطار الوحدات الصغرى، إذ يرى دونالد ليفين، أن زيمل يتمثل منهجه في اختيار ظواهر محددة، ودراسة عناصرها وأسباب تماسكها بالكشف عن صورتها، دونما خوضٍ في جذور هذه الصورة ومضامينها البنائية.[٦]


المراجع

  1. سامية جابر (1989)، الفكر الاجتماعي نشأته و اتجاهاته و قضاياه (الطبعة 1)، صفحة 167. بتصرّف.
  2. ^ أ ب نادية عيشور، محاضرات في النظريات السوسيولوجية الحديثة، صفحة 36. بتصرّف.
  3. عدنان مسلم، نظريات اجتماعية، صفحة 3. بتصرّف.
  4. جورج ريترز (1993)، رواد علم الاجتماع (الطبعة 1)، مصر - الاسكندرية:دار المعرفة الجامعية ، صفحة 245. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عدنان مسلم، نظريات اجتماعية، صفحة 23. بتصرّف.
  6. جورج ريترز (1993)، رواد علم الاجتماع (الطبعة 1)، مصر - الاسكندرية:دار المعرفة الجامعية ، صفحة 322. بتصرّف.
3830 مشاهدة
للأعلى للسفل
×