نشأة ملك حفني ناصيف
ولدت ملك حفني ناصيف في مدينة القاهرة في حي الجمالية عام 1886م، ووالدها هو الشاعر ورجل القانون حفني ناصيف القاضي، وقد كان تعليمها في بداية الأمر في مدارس أجنبية وبعدها انتقلت لمدرسة السنية، وقد حصلت على شهادتها الابتدائية عام 1900م، وقد انتقلت لقسم المعلمات في ذات المدرسة وكان من أوائل الناجحات فيها وبعد تدريب دام عامين تسلمت ملك الدبلوم عام 1905م، وقد عملت في ذات المدرسة السنيّة وتزوجت بعدها بعامين من أحد أعيان الفيوم وهو رئيس لقبيلة، وقد لُقبت بباحثة البادية في ذلك الوقت اشتقاقاً من بادية الفيوم التي تأثرت بها، وفي تلك البيئة تعرفت ملك على الحياة المتدنية التي تعيشها المرأة وتوقفت في ذلك الوقت عن الدعوة لتحرير المرأة التي نادت بها منذُ البداية وتحوّلت للدعوة لتحرير المرأة بما يتوافق مع الدين والعرف والتقاليد.[١][٢]
أسست ملك ناصيف بما يعرف باتحاد النساء التهذيبي، وهو يضم السيدات المصريات والعربيات وبعض السيدات الأجنبيات، وقد كانت من أهداف هذا الاتحاد توجيه المرأة لما ينفعها، والحرص عليها وعلى شؤونها الخاصة، وبعدها قامت ملك ناصيف بتأسيس جمعية كان هدفها إغاثة المنكوبين من المصريين والعرب وقد كان النواة لما عُرف بعدها بالهلال الأحمر.[٢]
أعمال ملك حفني ناصيف
كانت ملك حفني ناصيف تنشر المقالات المختصة بالمرأة في الجريدة وبعدها قامت بجمعها كتاب على جزأين وأطلقت عليه اسم: "النسائيات"، وقد تمَّ طباعةُ الجزء الأول وبقي الجزء الثاني مخطوطاً، ولها كتاب تحت عنوان حقوق النساء وكانت تعملُ عليه وقد كانت وفاتها حاجزاً عن إنجازه.[٣]
معظم أعمال ملك ناصيف تتركز على تربية البنات ومشاكل الأسرة وخاصة النساء، وقد اتجهت ملك ناصيف لتعزز قوّة مقالاتها بإلقاء المحاضرات والخُطب والمحاضرات المتعلقة بنفس المواضيع وذلك في دار الجريدة وفي الجامعة المصريّة كذلك، وفي شتى الجمعيات النسوية، وقد قدمت ملك ناصيف ورقة بحثية في المؤتمر المصري المنعقد عام 1911م المتعلق بالإصلاحات التي ينبغي أن تتبناها الأمة والحكومة وقد كانت محاور هذه الورقة البحثية تتركز على التعليم الصحيح للدين الإسلامي للبنات في كافة المراحل التعليمية، وتعليم المرأة رعاية طفلها والاهتمام الجيد بشؤون المنزل، ورفد مهنة الطب بالمتعلمات من النساء وكذلك التعليم، والالتزام بالحجاب.[٣][٢]
وفاة ملك حفني ناصيف
تعرضت ملك حفني ناصيف قبل وفاتها لمرض الحُمّى الإسبانيّة، وهي سبب وفاتها التي كانت في عام 1918 وهي في الثانية والثلاثين وقد كانت وفاتها في مدينة الفيوم التي عاشت فيها طيلةَ حياتها، وقد دُفنت ملك في مقابر أسرتها في الإمام الشافعي، وقد رثاها حافظ إبراهيم وكذلك خليل مُطران، كما رثتها الأديبة اللبنانيّة مي زيادة، وقد أُطلق اسمها على العديد من المؤسسات التي تتبنى حقوق المرأة في مصر، كما سُميت باسمها العديد من الشوارع المصريّة تقديراً لجهودها.[٣][١]
المراجع
- ^ أ ب "NASIF, MALAK HIFNI", islamicus, Retrieved 20/4/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "“نساء لن ينساها التاريخ” ملك حفنى ناصف (باحثة البادية)"، الحوار، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "Bahithat al-Badiya", al-hakawati, Retrieved 20/4/2022. Edited.