نصاب زكاة المال

كتابة:
نصاب زكاة المال

أهمية الزكاة

للزكاة أهمية عظيمة في الإسلام حيث تواترت الأدلة في وجوبها وقُرنت مع الصلاة في الكثير من الآيات، ومنها قوله -تعالى-: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ }،[١]وفي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلَاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهُمْ إلَّا بحَقِّ الإسْلَامِ، وحِسَابُهُمْ علَى اللَّهِ"،[٢]فهذه النصوص تبين عظم شأن الزكاة وكبير فضلها، فالصلاة تتعلق بالبدن والزكاة تتعلق بالمال وفي كلٍ منهما تطهير للنفس لما علق بها من ذنوب وأدران، وسيتناول هذا المقال أحد جزئيات الزكاة وهي نصاب زكاة المال.[٣]

نصاب زكاة المال

للزكاة الكثير من الشروط متى تحققت يجب أن تُخرج الزكاة ويأثم مانعها، ومن أبرز الشروط هي بلوغ النصاب وحولان الحول، ولكل صنف من أصناف الزكاة نصاب مختلف، أما بالنسبة لنصاب زكاة المال فهو ما يعادل قيمة 85 غرام من الذهب أو 595 غرام من الفضة، ويُراعى في ذلك الأفضل للفقراء، أي أنه إذا كانت قيمة مقدار الفضة أقل يُحسب نصاب زكاة المال به، وإذا كانت قيمة مقدار الذهب أقل حُسب نصاب زكاة المال بناءً على ما يعادله، فإذا بلغ المال النصاب المذكور وحال عليه الحول وجب فيه نصف العشر أي ما يساوي 2.5 بالمئة من مجموع المال الكلي.[٤]

آثار الزكاة

لكل فريضة من الفرائض الإسلامية الكثير من الفوائد والآثار، فالصيام مثلًا يقوي النفس ويدربها على الصبر، وكذلك للزكاة أيضًا الكثير من الإيجابيات على المجتمع وعلى المزكي نفسه، ومن آثارها على المجتمع تحقيق التكافل الاجتماعي والتعاون والتقليل من نسبة الفقر، أما بالنسبة لآثارها على المُزكي فهذا بعضٌ منها:[٥]

  • الزكاة برهان على صدق إيمان المُزكي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها".[٦]
  • الزكاة تطهر النفس من البخل والشح.
  • أجر وثواب الزكاة عظيم في الآخرة، قال -تعالى-: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.[٧]

حكم منع الزكاة

منع الزكاة خطر كبير وإثم عظيم، فإن منع الزكاة جحودًا مع العلم بالحكم كُفر، أما منع الزكاة تهاونًا وبخلًا فليس كفرًا وإنما معصية كبيرة، ويجب أخذ الزكاة ممن منعها ولو غصبًا وذلك لأنها تتعلق بحقوق الفقراء والمحتاجين وفي منعها عنهم ظلمٌ لهم وتعدي على حقوقهم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ"،[٨]أما فيما يتعلق بحق الله -عزّ وجلّ- ففيه التوبة والاستغفار والرجوع عن منع الزكاة، فإذا تاب مانع الزكاة وأدى الحقوق إلى أصحابها سقط عنه هذا الإثم وبرئت ذمته أمام الله -سبحانه وتعالى-.[٩]

المراجع

  1. سورة المزمل، آية: 20.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 25، صحيح.
  3. "مكانة الزكاة في الإسلام"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 06-07-2019. بتصرّف.
  4. "ما هو النصاب في المال"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 06-07-2019. بتصرّف.
  5. "أهمية الزكاة وآثارها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-07-2019. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو مالك الأشعري ، الصفحة أو الرقم: 223، صحيح.
  7. سورة آل عمران، آية: 92.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2287، صحيح.
  9. "حكم منع الزكاة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-07-2019.
4074 مشاهدة
للأعلى للسفل
×