محتويات
نصيب الجد في الميراث
الجدّ الذي يأخذ نصيباً من الميراث وهو جدّ الميّت من جهة أبيه لا من جهة أمه، وينزل الجدّ عادةً منزلة الأب في الميراث؛ فيرث وفقاً لشروط معيّنة إما بالفرض فقط ليكون له سدس التركة، أو بالتعصيب فقط بأن يأخذ الفاضل من التركة بعد القسم لأصحاب الفروض، أو بالفرض والتعصيب معاً.[١]
وهناك حالات محدّدة يخالف فيها الجدّ الأب بالميراث؛ الأولى منها أنه لا يحجب الجدّة، والثانيّة هي ما يسمّى بالعمريتين، وتكون عند وجود أبوين مع أحد الزوجين؛ حيث ترث الأم ثلث الجميع عند وجود الجدّ ولو زاد نصيبها عنه.
في حين أنها ترث ثلث الباقي بعد فرض الزوج أو الزوجة عند وجود الأب، أما المسألة الأخيرة فهي عند وجود الأخوة والأخوات الأشقاء أو لأب؛ وفي هذه المسألة تعدد لآراء الفقهاء سيتمّ بيانه.[٢]
في حالة عدم وجود أخوة الميت
يختلف ميراث الجدّ تبعاً لوجود الإخوة من عدمهم، ففي حال عدم وجود الإخوة هناك حالات منها ما يأتي:[٣]
- وجود الأب، لا يرث الجدّ شيئاً في وجود الأب الذي يحجبه عن الميراث.
- انفراد الجدّ، يرث الجدّ كل التركة في حال انفراده بالتعصيب.
- وجود الفرع الوارث الذكر، يرث الجدّ في هذه الحالة السدس فرضاً.
- وجود زوج وأمّ، يرث الجدّ في هذه الحالة السدس بالفرض.
- وجود زوجة وأمّ، يرث الجدّ في هذه الحالة سدس التركة بالفرض ويأخذ الباقي منها تعصيباً فيكون له خمسة أسهم منها.
في حالة وجود أخوة الميت
اتفق العلماء على أن الجدّ يحجب الإخوة لأم، لكن ورد تعدد في الآراء في حال وجود الإخوة والأخوات الأشقاء أو لأب على أقوال كما يأتي:[٤]
- يحجب الجدّ الأخوة
والوجه في هذا القول أن الجدّ متشابه إلى حدّ كبير مع الأب في الأحكام الشرعية، وبما أن الأب يحجب الإخوة فالجدّ مثله يحجبهم، وهذا قول أبي حنيفة وابن سريج من الشافعية، وورد أيضاً في رواية في المذهب الحنبلي، وقاله غيرهم.
- يقاسم الجدّ الأخوة
في هذه الحالة لا يحجب الجدّ الإخوة بل يشاركهم التركة، والوجه في هذا القول؛ أنّ الجدّ يشبه الإخوة في أحكام شرعيّة كثيرة أهمّها في هذا الصدد؛ تساوي كلا الطريفين في سبب استحقاق الميراث، وهذا قول المالكيّة، وجمهور الشافعيّة، وقول الصّاحبين من الحنفيّة، كما أنه الرواية الراجحة في المذهب الحنبلي.
- لا يرث الجدّ بوجود الأخوة
هذا قول الصحابي الجليل زيد بن ثابت، وعبد الرحمن بن غنم؛ فقد رأيا أن الإخوة أحقّ بالميراث من الجدّ.
- ليس للجدّ نصيب معلوم
يرث الجدّ في هذه الحالة وفق ما يقضيه الخليفة له من الميراث، والوجه في هذا القول؛ أنّ عدم وجود نصّ صريح من السنّة المشرّفة يفصّل هذه المسألة اقتضى أن يكون الحكم فيها للخليفة، وهذا القول مرويّ عن زيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-.
متى يرث الجد؟
حتى يكون للجدّ نصيب من الميراث هناك شروط محدّدة يجب أن تتوفّر فيه، وهي كما يأتي:[١]
- كونه جدّ الميّت لأبيه؛ بحيث لا يكون بينه وبين الميّت أنثى؛ ويسمى الجدّ الصحيح.
- عدم وجود أب أو جدّ أقرب منه؛ بسبب وجود الحجب هنا؛ حيث إن الأب يحجب الجدّ، والجدّ القريب يحجب الجدّ البعيد من التركة.
المراجع
- ^ أ ب ابن عثيمين، كتاب تلخيص فقة الفرائض، صفحة 17-19. بتصرّف.
- ↑ محمد حسن عبد الغفار، كتاب مهمات في أحكام المواريث/ الجزء الخامس، صفحة 1-3. بتصرّف.
- ↑ السهيلي، كتاب الفرائض وشرح آيات الوصية، صفحة 127. بتصرّف.
- ↑ علي محمد الزقيلي، ميراث الجد مع الأخوة/ دراسة فقهيّة مقارنة بقانون الأحوال الأردني، صفحة 297-300. بتصرّف.