نص وصفي عن الشتاء

كتابة:
نص وصفي عن الشتاء

نص وصفي عن الشتاء

كتابة نص وصفي عن الشتاء تَعني التجلّي في الوصف الجميل الرائع الذي يختصر مشهدًا من أجمل مشاهد الطبيعة، فالشتاء أكثر الفصول إثارةً للمشاعر، وأشدّها نقاءً وأكثرها سخاءً وعطاءً، فما إن تحتشد الغيوم في منتصف السماء، وتبدأ الشمس بإطفاء قناديل وهجها الحارق، حتى يبدأ الجوّ الاعتدال والميل للبرودة الشهيّة التي يجلبها الشتاء معه، فيسرق الدفء من الأجساد فقط، لكنه يبعثه في الأرواح، فالمطر الهاطل من السماء يمنح الروح بهجة لا يمكن وصفها، ويُعطي طاقة إيجابية مدهشة لا مثيل لها، أمّا الغيوم السوداء التي تتجمع في كبد السماء فما هي إلا إشارة على اقتراب الخير والبركة، ليعمّ المطر والثلج في الأرجاء.


كتابة نص وصفي عن الشتاء تعني أن تتهيّأ الأحرف والكلمات للكتابة عن حدثٍ رائع ينتظره الكبير والصغير، ففصل الشتاء فصلُ البهجة والسهرات الطويلة، وهو أيضًا فصل البياض الذي تكتسي فيه الأرض بثوبها الأبيض لتتهيّأ فيما بعد للاكتساء بثوب الربيع الأخضر المزيّن بالورود، فالشتاء هو الحلقة الأقوى في سلسلة الفصول، وقدومه يُضفي على القلوب فرحة كبيرة.


ومهما كان الطقس باردًا فيه، يشعر المرء بأحاسيس رائعة يشحنها هطول حبّات المطر من السماء، خصوصًا أنّ الأرض تستقبل هذا المطر بشغفٍ كبير، وتنبت الأشجار والأزهار والأعشاب، فتتحول الأرض من جرداء إلى خضراء، وتنتعش النسمات ويصبح الجوّ أكثر نقاءً، فالشتاء يُعلن بداية مواسم الفرح والخير، ويُخلّص الأرض من القحط واليباس.


في الشتاء تُصبح الشمسُ خجولة تختبئ خلف الغيوم، وتُرسل أشعتها الباهتة على استحياء، وتتمرّد أوراق الأشجار وتسقط عن أغصانها لتصبح الأشجار عاريةً تمنح جسدها للريح وماء المطر، وكأنها تغسل غبار عامٍ كامل مع أول زخة مطر، فالشتاء صديق النباتات والأزهار، لأنه يُعطيها فرصة للنمو من جديد، ويمنحها انطلاقة جديدة تضجّ بالحياة، كما أن الشتاء أكثر الفصول مزاجيةً، فتارةً يأتي بالنسيم الوادع والريح الخفيفة التي تُداعب الأغصان والأزهار وستائر النوافذ، وتارةً يأتي غاضبًا مزمجرًا بالعواصف والبرق والرعد، فيبثّ الرعب في الأشجار والحيوانات فتنكمش على نفسها، وتختبئ من شدة البرد.


الشتاء بكلّ ما فيه من عطاء وجمال، يُصبح أحيانًا فصلًا مدمّرًا، وفي أحيانٍ أخرى يُكثر من العطاء الذي أودعه الله فيه، فيظلّ يأتي بالمطر حتى تتفجر ينابيع الأرض، وفي أحيانٍ أخرى يظلّ يُزمجر بالرعود والبروق، لكن على أيّة حال سيظلّ هذا الفصل الرائع هو سرّ اكتمال جميع الفصول، وهو الأول في دائرة الحياة، ولولا الشتاء لَما كانت الأرض هي الأرض.

8083 مشاهدة
للأعلى للسفل
×