نظريات الإعلام الجديد

كتابة:
نظريات الإعلام الجديد

الإعلام الجديد

تقومُ وسائل الإعلام والاتصال التقليدية على نظام ثابت، إمّا بطريقة الاتصال الفردي من شخص إلى أخر كالاتصال بالهاتف، أو من واحد إلى مجموعة مثل التلفزيون والراديو، أما في الإعلام الجديد وتطبيقاته المتعددة والمرتبطة بالإنترنت فإنّ هذا مختلِف بشكلٍ جذريّ، حيث مكّن الإنترنت التواصل لجميع أشكال الاتصال، ويشير الإعلام الجديد إلى المحتوى الإعلامي الذي يُنشَر أو يُبَث من خلال الوسائل الإعلامية التي يصعب إدراجها ضمن الوسائل التقليديّة، كالتلفزيون والراديو والصحافة[١]، ويشير هذا المفهوم إلى وسائل الاتصال الجديدة في البيئة الرقمية التي تسمح للمجموعات الصغيرة من الجمهور التجمع والالتقاء على الإنترنت وتبادل المعلومات والمنافع، وهذه البيئة تسمح لهم بإسماع أصواتهم إلى العالم أجمع، وفي هذا المقال تعريف بنظريات الإعلام الجديد.[٢]

نظريات الإعلام الجديد

حتّى الوقت الحاضر، لا يوجد ما يسمى نظريات الإعلام الجديد، بل يوجد ما يعرف بمداخل الإعلام الجديد أو نماذج لعملية الاتصال بالوسائل الجديدة غير التقليدية للإعلام، كما أنّ الباحثين وأساتذة الإعلام والاتصال يستخدمون في أبحاث ودراسات الإعلام الجديد نظريات الإعلام والاتصال الجماهيري المتعارف عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار الأساليب الجديدة في الاتصال وتوظيف هذه النظريات بما يخدم وسائل الإعلام الجديدة، ومن المداخل والنماذج المستخدمة، وتسمّى أحيانًا بنظريات الإعلام الجديد، وهي كما يأتي.

مدخل نيغروبونتي لفهم الإعلام الجديد

يرى نيكولاس نيغروبونتي أنّ الميّزات الموجودة في الإعلام الجديد مقارنة مع التقليدي؛ في استبداله البتات بالذرات أو الوحدات المادية بالرقمية، كأدوات رئيسة في حَمل المعلومات التي يتم توصيلها بعملية أو شكل إلكتروني، وليس فيزيائي، والصور والأصوات والبرامج والكلمات والكثير من الخدمات التي توزّع بناءً على الطريقة الإلكترونية الجديدة، بدلًا من توزيعها على الورق أو في صناديق مغلفة.[٣]

وإنّ ميزة الإعلام الجديد قدرته على المخاطبة الرقمية المزدوجة فهو عبارة عن نموذج تطور من خلال عملية نقل المعلومات رقميًا من حاسوب إلى آخر منذ بداية رقمنة الحاسوب، إلى تطور وتواصل عدد غير محدود من الأجهزة مع بعضها، وهذا الأسلوب يلبي الاهتمامات الفردية والعامة، فالرقمية لها القدرة على المخاطبة المزدوجة للرغبات والاهتمامات ولا يمكن تلبيتها بالإعلام القديم، بينما الميزة الأكثر أهمية، خروج الإعلام من يَدّ السلطة التي تتمثل في الكنيسة والدولة وغيرهم إلى أيدي الناس جميعًا، وكان تحقق هذا جزئيًا مع ظهور مطبعة غوتنبيرغ والتلغراف، وأخذَ السمة الكاملة بظهور شبكة الإنترنت التي جاءت بتطبيق جديد وغير مسبوق، وتمكنت من تحقيق الاتصال الجماعي بين جميع الناس.[٣]

مدخل كروسبي لإمكانيات الإعلام الجديد

وفي الحديث عن نظريات الإعلام الجديد لا بُدّ من الخوض في مدخل كروسبي لنظريات الإعلام الجديد، حيث يقول كروسبي: لكي نفهم المميزات الكامنة في قوة الإعلام الجديد، يجب أنّ نتذكر بأن ملايين الحواسيب التي تمثل شبكة الإنترنت تقوم بجمع المعلومات وفرزها ونقلها لعدد كبير وغير محدود من البشر، وهؤلاء يمكنهم إجراء عملية اتصال آني ومباشر بينهم في بيئة تسمح لكل مشارك سواءً كان مرسِلًا أم مستقبِلًا بفرص متساوية من درجات التحكم.[٣]

كما أنّ الأشخاص عندما يدخلون موقع صحفي على شبكة الإنترنت، فهم لا يرون الأخبار والمواضيع الرئيسة فقط، بل يجدون جزء من الموقع لتلبية الاحتياجات الفردية للزائرين، وهي عملية تتم لملايين الزوار في وقت واحد، وهذا الأمر يصعب تحقيقه في وسائل الاتصال القديمة، أما قوة الإعلام الجديدة المتصاعدة فهي تتمثل في كونه يحفز وينتج آليات جديدة للإنتاج والتوزيع تعمل على خلق مفاهيم جديدة للأشكال الإعلامية ومحتوياتها.[٣]

مدخل مانوفيتش للإعلام الجديد

يقول ليف مانوفيتش في مدخله لفَهم نظريات الإعلام الجديد: "لكي نفهم طبيعة الإعلام الجديد، فيجب أن نتجاوز الفهم السائد الذي يحدد بشكل عام استخدام الحاسوب في توزيع وعرض المعلومات، ويجب النظر إلى الدور التكاملي للحاسوب في عمليات الانتاج جميعها في وسائل الإعلام والذي أحدث تغييرات هائلة في طبيعة الاتصال، وفي طبيعة الرسائل الجديدة الناتجة عن العملية الاتصالية الجديدة، فجميع الأشكال الجرافيكية والصور وأنواع الرسم والأصوات والنصوص والمؤثرات أصبحت تتم بواسطة الحاسوب"، وقد جاءت تكنولوجيا المعلومات بحالة من الاندماج والتزاوج بين صناعات مختلفة، مثل: استخدام الحاسوب ووسائل الإعلام ونظم الاتصال.[٤]

سمات تكنولوجيا الاتصال الجديدة

تتميّز وسائل الاتصال الجديدة التي أفرزتها التكنولوجيا بمجموعة من الخصائص التي عملت على تغيير الفكرة السائدة في وسائل الإعلام والاتصال التقليدي، مثل: الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وعملت على مزج وصناعة الأخبار بأساليب تفاعلية جديدة وسريعة الانتاج والانتشار، ومن خلال الحديث عن نظريات الإعلام الجديد يجب ذكر السمات التي يتميز بها الإعلام الجديد، ومن أبرزها:[٥]

  • التفاعلية: هذه السمة تطلق على المشاركين المؤثرين على أدوار الآخرين في عملية الاتصال، وباستطاعتهم تبادلها، ويطلق على ممارستهم الممارسة التفاعلية أو المتبادلة.
  • اللاجماهيرية: ويقصد بها أنّ الرسالة الاتصالية ممكن أنّ توجه إلى فرد واحد أو إلى جماعية محددة، وليس إلى جماهير كبيرة كما في الماضي، وتعني كذلك درجة التحكم في نظام الاتصال، بحيث تصل الرسالة مباشرة من منتج وصانع الرسالة إلى مستقبلها.
  • اللاتزامنية: وهي إمكانية إرسال الرسائل واستقبالها في وقت مناسب للفرد المستخدم للوسيلة، ولا تتطلّب من الأفراد المشاركين استخدام النظام في الوقت نفسه، فمثلًا: يمكن إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني من المرسل إلى المستقبل مباشرة دون التقيد بالوقت وتواجد المستقبل للرسالة.

المراجع

  1. حسنين شفيق (2010)، الإعلام الجديد (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار فكر وفن، صفحة 52. بتصرّف.
  2. عباس صادق (2008)، الإعلام الجديد: دراسة في مداخله النظرية وخصائصه العامة (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الشروق، صفحة 5. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث غالب الدعمي (2017)، الإعلام الجديد، اعتمادية متصاعدة ووسائل متجددة (الطبعة الأولى)، الأردن: دار امجد للنشر والتوزيع، صفحة 66-76. بتصرّف.
  4. عباس صادق (2008)، الإعلام الجديد المفاهيم والوسائل والتطبيقات (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة 41. بتصرّف.
  5. الصحافة الإلكترونية في ظل الثورة التكنولوجية (2014)، علي كنعان، الأردن: دار اليازوردي العلمية للنشر والتوزيع، صفحة 57-58. بتصرّف.
4708 مشاهدة
للأعلى للسفل
×