نظرية جان بياجه في التطور المعرفي

كتابة:
نظرية جان بياجه في التطور المعرفي


نظرية جان بياجيه في التطور المعرفي

تُسمّى نظرية التطور المعرفي أحيانًا بنظرية النمو المعرفي، وقامت نظرية جان بياجيه في التطور المعرفي على مجموعة من الأسس، أهمها ما يأتي:


التغيرات الفسيولوجية

يرى بياجيه أنّ المسؤول عن تنظيم الذكاء عند الإنسان هي العمليات ذاتها التي تُحدّد شكل الإنسان، وهذا المبدأ الأساسي في النظرية، ويعود إلى ربطه بين البيولوجيا وعلم النفس، ويُؤكّد على وصفه الدقیق لمستويات الفهم المتعددة، ومراحل التطور المعرفي عند الإنسان على أنّها عملية دقيقة تحتاج إلى تتبّع أثرها في كل مرحلة.[١]

الموازنة والتفاعل

عندما تُفهم مبادئ الموازنة كلّ مرحلة من مراحل النموّ المعرفي، يتمكن الإنسان من فهم العالم المُحيط به، كما أنّ التطور المعرفي عبارة عن حصيلة للتفاعل بين عوامل النضح البيولوجي، وهي عوامل رئيسية، بالإضافة إلى البيئة الطبيعية، والمحيط الاجتماعي.[٢]


يكتسب الطفل معظم خبراته من التفاعل مع هذه البيئات، وتتشكّل لديه أسس عن كيفية التعامل مع كلّ بيئة، ويكتسب أنماط التفكير، وبعدها يدمجها مع تنظيمه المعرفي، ومن الممكن أن يُصحّح الطفل الأنماط المعرفية الخاصة به، فيتخلى مثلًا عن نمط تفكيرٍ غير ناضج، أو يُعدّل نمط آخر.[١]


نوعية التطور أو النمو المعرفي

إنّ مفهوم التطور يستند إلى أسس تتعلّق بالوسائل الخاصة بالتفكير، وأساليب التفكير، وتخضع لعمليات تتبّع بكل متدرج، ولكل فئة عمرية خصائص نمو معرفية خاصة بها، وتبدأ مرحلة التطوّر المعرفي عند الطفل عندما يشرع في التعامل مع محيطه البسيط والتشكيل بين المجسّمات والتعرّف عليها وتجميعها وفق نسق محدّد، وتُسمى هذه المرحلة بالكفاءة العقلية، وما يُميزها هو القدرة على الربط بين المعلومات المتفرّقة، وتجميعها في نسق ما.[١]


يعتمد التجريد التأمليّ على الذكاء الذي يُطوره الطفل بسبب خبرته بالمفاهيم، وقدرته على تجميع المتشابهات، وإدراكه أنّ هذه المجموعة من المفاهم تشترك في خاصيّة ما، كما أنّ تطور الذكاء باعتباره منظومةً وظيفيةً هو المسؤول عن وضع حدود إمكانيات التعلم لها.[١]


يُعرّف بياجيه التطور على أنّه زيادة الوعي، ومن خلاله يُمكن التمييز من يعرف وما يعرف، وهذا يُعرف بالشعور وهو ازدياد حساسية الإنسان للطريقة التي يمكن لنشاطاته الفكرية من خلالها الإسهام فـي بنـاء نظم أكثر مرونة، وهذا الأمر لا يستلزم أن يكون هذا الوعي مرتبطًا بالحقائق.[١]


مفهوم التعلم

يُعدّ التعلّم من المفاهيم الأساسية التي قامت عليها نظرية بياجيه في التطور المعرفي، وأولاه اهتمامًا كبيرًا، وقد عَرّف بياجيه التعلم الحقيقي على أنّه ما يَنشئ عن التأمل والتروّي في التفكير، وهذا هو التعلُم المعزّز؛ لأنّ التعلّم المعزز يعتمد على ذات المُتعلّم، ولا يرتبط بعوامل خارجية.[١]


وافق تولمان على طريقة بياجيه في طريقة قياس التعلم، حيث اتّفقا أنّ قياس التعلّم يكون بناءً على الممارسات، فمثلًا عندما يجد الطفل شيئًا ما تم إخفاؤه عنه، فهذا يعني اكتسابه لمهارة اكتشاف الأشياء المخفية كاستجابة لمثير وهو رغبته في إيجاد هذا الشيء الذي اختفى عن أنظاره.[١]


يعتقد بياجيه أنّ البيئة ليست المصدر الوحيد للتعلّم وبناء النسق المعرفي عند الطفل، فهناك عوامل بيولوجية تتعلّق بنضج الدماغ، فالدماغ الناضج فيه معرفة أكبر ممّا يصله من العالم الخارجي.[١]


من هو جان بياجيه؟

وُلد عالم النفس الفيلسوف جان بياجيه في سويسرا وعاش في الفترة (1896-1980م)، وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الأحياء، وكان من الطلبة المتفوقين والمميزين، فعمره لم يكن يتجاوز 22 عامًا عندما حصل على الدكتوراة، واهتمّ بدور البيئة المحيطة في وقت مبكر، ومن أهمّ مؤلفاته: كتاب اللغة والفكر عند الطفل، وكتاب الحكم والتفكير الاستدلالي عند الطفل.[٣]


كان تركيزه ينصبّ على تحديد أوجه الاختلاف في التفكير بين الطفل والإنسان البالغ، وكيف يتطوّر نمو تفكير الطفل حتى يصل إلى نمط تفكيره عندما يبلغ، وفي عام 1955م أسّس بیاجیه المركز الدولي المتخصص في دراسة المعرفة الوراثية في جنیف، وبعد تقاعده نال رتبة أستاذ فخري، وتفرّغ للكتابة، وعرف عنه غزارة الإنتاج، وألف كتابًا عن علم الأحياء والمعرفة عام 1967م.[١]


كانت مقدّمة هذا الكتاب كُتبت في مطلع القرن الـ20 إلّا أنّها لم تُنشر، والفكرة الرئيسية فيه هي الكشف عن العلاقة بین التطوّر البیولوجي والنمو الفردي، وإجراء مقارنة بین العملیة التي تتمكن الكائنات الحیة بموجبها التكيف مع التغیرات الحاصلة في بیئتها، و من جهة أخرى العملیة التي يتمكّن الأطفال بموجبها أن يفهموا العالم أكثر، أمّا الكتاب الآخر فهو تطوّر التفكیر (الموازنة في البنى المعرفیة) ويعالج فیه قضیة التعلّم.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر علي راجح بركات، نظرية بیاجیه البنائیة في النمو المعرفي، صفحة 1-5. بتصرّف.
  2. حسين عبد الفتاح الغامدي، نظرية بياجيه في النمو العرفي، صفحة 1-4. بتصرّف.
  3. "Jean Piaget Swiss psychologist", britannica, Retrieved 23/12/2021. Edited.
5489 مشاهدة
للأعلى للسفل
×