نقص البروتين وأثره على الجسم

كتابة:
نقص البروتين وأثره على الجسم

نقص البروتين

يعدُّ البروتين العنصر الأساسي للبناء في الجسم ويمكن إيجاده في جميع خلايا الجسم، وهو يتشكّل من الأحماض الأمينية التي ترتبط ببعضها بعضاً لإنشاء سلسلاسل طويلة، وهناك 20 نوعاً مختلفاً من الأحماض الأمينية،[١] ويمكن تعريف نقص البروتين بعدم تناول ما يكفي من البروتين ليلبّي الكمية التي يحتاجها الجسم، وبشكلٍ تقديري يعتقد أنّ مليار شخص في العالم يعاني من نقص في كمية البروتين التي يتم الحصول عليها، ويُعدُّ نقص البروتين مشكلة كبيرة في مناطق وسط أفريقيا وجنوب آسيا، إذ يحصل 30% من الأطفال في هذه المناطق على كميات أقلّ من حاجتهم بكثير من البروتين من خلال النظام الغذائي.[٢]


وللاطّلاع على معلوماتٍ حول فوائد البروتين يمكنك قراءة مقال فوائد و أضرار البروتين.


نقص البروتين وأثره على الجسم

يوجد نوعان من نقص البروتين الأساسي وهما كما يأتي:[٣]

  • الكواشيوركور: يُعدُّ الكواشيوركور (بالإنجليزية: Kwashiorkor) النوع الرطب من نقص التغذية المرتبط بالبروتين والطاقة، وذلك بسبب الوذمة (بالإنجليزية: Edema) أو الانتفاخ، ومن الأعراض الأخرى التي ترتبط بهذا النوع: ضمور العضلات، والاحتفاظ بكمية دهون الجسم أو اكتسابها، وعادةً ما يحدث الكواشيوركور لدى للأطفال.
  • السقل: ويُعرف أيضاً بالمارزمس (بالإنجليزية: Marasmus) وتحدث هذه الحالة عند وجود نقص في جميع العناصر الكبرى والصغرى، وتعدُّ هذه الحالة النوع الجاف من نقص البروتين والطاقة، كما أنَّها النوع الأكثر شيوعاً من نقص البروتين، ويسبب السقل نقص الوزن بشكلٍ حاد، واستنزاف كميات البروتين والدهون من الجسم.


وتتلخص أعراض نقص البروتين بشكل عام كما يأتي:[٢]

  • التقزُّم عند الأطفال: يساعد البروتين على الحفاظ على الكتلة العضلية والعظمية، بالإضافة إلى أنَّه مهم وأساسي لنموَّ الجسم، لذا فإنّ نقص البروتين أو عدم تناول كميات كافية منه يُعدُّ ضاراً على الصحة، وخاصةً لدى الأطفال، إذ تتطلّب أجسادهم في هذه الفترة العمرية كميات ثابتة من البروتين، ومن الجدير بالذكر أنَّ التقزم يُعدُّ من أكثر الأعراض سوء التغذية شيوعاً في مرحلة الطفولة، وأظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة Maternal & child nutrition سنة 2016، أنّ ما يقارب 161 مليون طفل يعانون من التقزم، بالإضافة إلى ذلك يعدُّ التقزّم من الخصائص الرئيسية للكواشيوركور عند الأطفال.[٤]
  • زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني: يُعدُّ تراكم الدهون في خلايا الكبد من الأعراض الأخرى الشائعة للكواشيوركور، وإذا تُركت هذه الحالة دون علاج، قد تتحول إلى مرض الكبد الدهني، ممّا يسبب الالتهاب، وتشمُّع الكبد (بالإنجليزية: Liver scarring)، كما من المحتمل أنّ تؤدي إلى فشل الكبد، ومن الجدير بالذكر أنَّ حالة الكبد الدهني تُعدُّ شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يشربون كميات كبيرة من الكحوليات، ولكن سبب حدوثها عند الأشخاص الذين يعانون من نقص البروتين ما زال غير واضح، ولكن تقترح الدراسات أنّ ضعف إنتاج البروتين الشحمي (بالإنجليزية: Lipoproteins) المسؤول عن نقل الدهون قد يرتبط بحدوث هذه الحالة.
  • ظهور مشاكل في الشعر والأظافر والبشرة: تظهر علامات نقص البروتين بشكلٍ واضح على الجلد، والشعر، والأظافر، والتي يُعدُّ البروتين العنصر الأساسي لبنائها، فعلى سبيل المثال فإنّ الأطفال الذين يعانون من نقص البروتين الكواشيوركور تظهر عليهم أعراض تقشر وتشقق الجلد، بالإضافة إلى الإحمرار وظهور بقع مختلفة اللون على الجلد، ومن الأعراض الأخرى شائعة الحدوث ترقق الشعر، وشحوب لون الشعر وتساقطه، أو الإصابة بالثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia)، وتكسر الأظافر، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الأعراض لا تظهر إلّا عند الأشخاص الذين يعانون من نقصٍ حادٍّ في البروتين.
  • زيادة خطر الإصابة بكسور العظام: يجب الانتباه إلى أنّ العضلات ليست المتضرر الوحيد من نقص كمية البروتين المتناولة، فإنّ عدم تناول كمية كافية من البروتين قد يُضعف العظام، ويزيد من خطر إصابتها بالكسور، ووجدت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Annals of internal medicine، أنّ تناول السيدات في فترة ما بعد انقطاع الطمث اللواتي يعانين من كسرٍ في عظام الورك من فترة قريبة لما يقارب 20 غراماً من مكملات البروتين في اليوم مدة 6 أشهر، يبطئ من خسارة العظام بنسبة 2.3%.[٥]
  • زيادة الشهية للطعام: على الرغم من أنّ قلّة الشهية تعدُّ أحد الأعراض لنقص البروتين، إلّا أنّه من الممكن للأشخاص الذين يعانون من نقص البروتين البسيط أنّ تزيد شهيتهم لتناول الطعام، فعندما تصبح كمية البروتين التي يحصل عليها الجسم من الغذاء غير كافية، فإنَّ الجسم يحاول زيادة كمية البروتين المتناولة عن طريق زيادة الشهية، ممّا يزيد الرغبة بتناول الطعام، ومع ذلك فإنّ نقص البروتين لا يزيد من الرغبة بتناول الطعام دون هدف لدى جميع الأشخاص، وقد تزيد الشهية لتناول الأطباق المالحة لدى البعض، والتي غالباً ما تكون غنية بالبروتين، ويمكن أن يؤدي نقص البروتين إلى زيادة الوزن أو السمنة كما تنصّ نظرية زيادة البروتين (بالإنجليزية: The protein leverage hypothesis).
  • الإصابة بالهزال العضلي: كما ذُكر سابقاً فإنّ البروتين مهم لنموّ العضلات وقوتها وإعادة ترميمها، وعدم تناول كميات كافية من البروتين خلال النظام الغذائي يقلل من الكتلة العضلية في الجسم، كما يقلل من قوة العضلات ووظائفها، بالإضافة إلى أنّه يسبب تشنج العضلات ويؤدي إلى الإصابة بالوهن العضلي، وآلام العضلات، وفي حالة عدم الحصول على كمية كافية من البروتين فإنّ الجسم يأخذ حاجته من البروتين من العضلات، ويستخدمها لدعم وظائف الجسم المختلفة، ممّا يؤدي في النهاية إلى الهزال العضلي، وضمور العضلات نتيجة للنقص المزمن في البروتين من المصادر الغذائية المتناولة.[٣]
  • صعوبة التئام الجروح: يعتمد التئام الجروح على التغذية الجيدة التي تتضمن وجود البروتين، ويرتبط نقص البروتين بانخفاض معدل التئام الجروح، كما يقلل من إنتاج الكولاجين، وعدم الحصول على كمية كافية من البروتين يزيد من صعوبة التئام الجروح.[٣]
  • زيادة خطر الإصابة بالعدوى: تكون وظائف جهاز المناعة بأفضل أداء عند الحصول على كمية كافية من البروتين، ولذا فإنَّ ضُعف الجهاز المناعي يزيد خطر الإصابة بالعدوى، وتقلّ قدرة الجسم على مكافحتها.[٣]
  • الإصابة بالوذمة: تمثل أحد الأعراض شائعة الظهور نتيجة عدم الحصول على كمية كافية من البروتين، والتي تظهر في البطن، والأرجل، والأقدام، والأيدي، ويساعد نوع من البروتين الموجود في الدم ويدعى ألبيومين (بالإنجليزية: Albumin) على منع تجمع السوائل في الأنسجة، ولكن هناك أسباب أخرى لحدوث الوذمة لذا من المهم استشارة الطبيب عند حدوثها.[٦]
  • التغيرات المزاجية: يستخدم الدماغ مواد كيميائية لنقل المعلومات بين الخلايا تُعرف بالنواقل العصبية (بالإنجليزية: Neurotransmitters)، والتي يُصنع العديد منها من الأحماض الأمينية التي تُعدُّ المكون الأساسي لبناء البروتين، لذا فإنّ عدم الحصول على كمية كافية من البروتين من خلال النظام الغذائي، قد يعني عدم قدرة الجسم على تصنيع كميات كافية من النواقل العصبية، ممّا قد يغيّر من طريقة عمل الدماغ، وعند انخفاض نسب أنواع معينة من النواقل العصبية مثل الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) والسيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) قد يسبب ذلك الشعور بالاكتئاب، والعدوانية بشكلٍ مفرط.[٦]
  • الوهن والإعياء: أظهرت الأبحاث أنّ عدم تناول كمية كافية من البروتين مدة أسبوع فقطـ يمكن أنّ يؤثر في العضلات المسؤولة عن الحركة وطريقة الوقوف، خاصةً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 سنة، ومع مرور الوقت فإنّ نقص البروتين يمكن أن يسبب خسارة الكتلة العضلية، ممّا يقلل من قوة الشخص، ويصبح من الصعب الحفاظ على التوازن، ويبطئ عمليات الأيض، وقد يؤدي إلى فقر الدم، نتيجة عدم وصول كمية كافية من الأوكسجين إلى الخلايا، وبالتالي الشعور بالتعب.[٦]


نقص البروتين عند الحامل

تُعدُّ المرأة الحامل واحدةً من ضمن أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بنقص بروتين الدم (بالإنجليزية: Hypoproteinemia)، وذلك لعدم قدرتها على تناول ما يكفي من السعرات الحرارية من مصادر البروتين نتيجة الشعور بالغثيان والتقيؤ، إذ إنَّها تحتاج إلى كمية أكبر من البروتين خلال فترة الحمل لنموّ الجنين.[٧]


وللاطلاع على مزيد من المعلومات حول نقص البروتين لدى الحامل يمكنك قراءة مقال نقص البروتين عند الحامل.


نقص البروتين عند الأطفال

كما ذُكر سابقاً فإنّ نقص البروتين عند الاطفال يؤدي الى اصابتهم بالكواشيوركور، وهو نوع حادٌّ من سوء التغذية، ويشيع حدوثه في بعض المناطق النامية، نظراً إلى عدم حصول الأطفال والرضع فيها على كمية كافية من البروتين، والتي تؤدي الى ظهور الأعراض التي سبق ذكرها على الاطفال.[٨]


وللاطلاع على مزيد من المعلومات حول نقص البروتين لدى الأطفال يمكنك قراءة مقال نقص البروتين عند الأطفال.


أسباب نقص البروتين

غالباً ما تكون المشاكل الصحية التي تؤثر في هضم البروتينوامتصاصه واستخدامه من مصادره الغذائية سبباً لنقص بروتين الدم، كما توجد أسبابٌ أخرى لنقص البروتين منها ما يأتي:[٧]

  • سوء التغذية، أو قلة الكميات المتناولة من الغذاء.
  • اضطرابات الكبد.
  • مشاكل الكلى.
  • الداء البطني (بالإنجليزية: Celiac disease)، أو ما يُعرف بحساسية القمح.
  • داء الأمعاء الالتهابي.


وللاطلاع على مزيد من المعلومات حول أسباب نقص البروتين يمكنك قراءة مقال أسباب نقص البروتين في جسم الإنسان.


تشخيص نقص البروتين

يمكن أن يساعد تحليل الدم على معرفة ما إذا كان الشخص يمتلك كمية كافية من البروتين في الجسم أم لا، ويستطيع الطبيب طلب مجموعة من فحوصات الدم لكلٍّ من: البروتين الكلي، والألبومين، ونسبة الغلوبيولين (بالإنجليزية: Globulin) إلى الألبومين، ويعدُّ الغلوبيولين والألبومين من البروتينات التي يتم إنتاجها في الكبد، ويساعد هذا الفحص على معرفة ما إذا كانت مستويات البروتين منخفضة، وما إذا كانت معدلات الألبومين والغلوبيولين مثالية، إذ إنَّ عدم توازنهما في الجسم قد يدلّ على وجود مشكلة صحية مثل اضطرابات الكبد، ومرض الكلى، أو مشاكل المناعة الذاتية.[٧]


تحسين حالة نقص البروتين في الجسم

قد يعاني بعض الاشخاص من مشاكل في عملية امتصاص البروتين من مصادره الغذائية، ويمكن للطبيب المساعدة على علاج المشكلة التي تسبب صعوبة امتصاص البروتين، أمّا عن كيفية تحسين مستويات البروتين في الجسم، فإنَّ الامر يعتمد بشكلٍ رئيسي على زيادة تناول المصادر الغذائية الغنية به،[٩] مثل: الدجاج الخالي من الدهون، والأسماك، واللحم البقري الخالي من الدهون، والتوفو، والعدس، والفاصولياء، واللبن الزبادي قليل الدسم، والحليب، والجبن، والبذور، والمكسرات، والبيض.[١٠]


وللاطّلاع على مزيد من المعلومات حول مصادر البروتين يمكنك قراءة مقال أين توجد البروتينات في الطعام.


حاجة الجسم من البروتين

تختلف الكمية التي يحتاجها الشخص من البروتين من النظام الغذائي بالاعتماد على الوزن، والجنس، والعمر، والحالة الصحية،[١١] ويوضّح الجدول الآتي الكميات الموصى بها من البروتين لجميع الفئات العمرية:[١٢]

الفئة العمرية الكمية الموصى بها (غرام \ اليوم)
الرضّع من الولادة إلى 6 شهور 10
الرضّع من 7 إلى 12 شهر 14
الأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات 14
الأطفال من 4 إلى 8 سنوات 20
الذكور من 9 إلى 13 سنة 40
الذكور من 14 إلى 18 سنة 65
الذكور من 19 إلى 70 سنة 64
الذكور 70 سنة فأكثر 81
الإناث من 9 إلى 13 سنة 35
الإناث من 14 إلى 18 سنة 45
الإناث من 19 إلى 70 سنة 46
الإناث 70 سنة فأكثر 57
الحامل من 14 إلى 18 سنة 58
الحامل من 19 إلى 50 سنة 60
المُرضع من 14 إلى 18 سنة 63
المُرضع من 19 إلى 50 سنة 67


المراجع

  1. Moira Lawler (6-12-2019), "What Is Protein? How Much You Need, Benefits, Sources, More"، www.everydayhealth.com, Retrieved 19-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Atli Arnarson (31-10-2017), "8 Signs and Symptoms of Protein Deficiency"، www.healthline.com, Retrieved 19-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Darla Leal (31-7-2020), "The Effects of Protein Deficiency"، www.verywellfit.com, Retrieved 19-7-2020. Edited.
  4. Mercedes Onis, Francesco Branca (2016), "Childhood stunting: a global perspective", Maternal & child nutrition, Issue 12, Folder 1, Page 12-26. Edited.
  5. M Schürch, R Rizzoli, D Slosman, And Others (1998), "Protein supplements increase serum insulin-like growth factor-I levels and attenuate proximal femur bone loss in patients with recent hip fracture", Annals of internal medicine, Issue 10, Folder 128, Page 801-809. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Signs You're Not Getting Enough Protein", www.webmd.com, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت Jennifer Berry (10-12-2019), "What to know about hypoproteinemia"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-7-2020. Edited.
  8. "Kwashiorkor", www.nhs.uk, Retrieved 21-7-2020. Edited.
  9. Stephanie Watson (17-9-2018), "Hypoproteinemia"، www.healthline.com, Retrieved 21-7-2020. Edited.
  10. Daisy Whitbread (27-6-2020), "Top 10 Foods Highest in Protein"، www.myfooddata.com, Retrieved 21-7-2020. Edited.
  11. "Protein", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 21-7-2020. Edited.
  12. "Protein", www.nrv.gov.au, Retrieved 21-7-2020. Edited.
10576 مشاهدة
للأعلى للسفل
×