محتويات
ما هو نقص النسيج العظمي؟
يتكوَّن الهيكل العظمي في جسم الإنسان من مجموعة عِظام ترتبط ببعضها البعض عن طريق المفاصل، كما يعدّ بمنزلة تركيب داعم للجسم، فهو يُعطيه القدرة على الحركة والثبات في وضعيَّة معينة، بالإضافة إلى حماية الأعضاء الداخليه فيه،[١] ويعود ذلك إلى قوة العظام وصلابتها، التي يُعبَّر عنها بالكثافة المعدنيَّة للعظام التي تصل إلى أعلى مستوياتها في عمر 35 عامًا، لكنْ قد تتعرَّض العظام أحيانًا لمشكلات تؤثر في صلابتها وقوتها، كما في حالة نقص النسيج العظمي (Osteopaenia) أو نقص تكلّس العظام أو قِلة العظم، وهي الحالة التي تصبح فيها العظام أكثر ضعفًا، وتكون الكثافة المعدنيَّة لها قليلةً.[٢][٣]
ما هي أعراض نقص النسيج العظمي؟
في مُعظم حالات نقص النسيج العظمي لا تظهر على الفرد أيّ أعراض أو علامات تُشير إلى حدوث المُشكلة، إذْ إنَّ فقدان الكتلة العظميَّة لا يصاحبه ألم أو انزعاج، لكنْ ربما يعاني الفرد أحيانًا من كسور العظام، لكنَّها من المشكلات التي تحدث عادةً في حال الإصابة بهشاشة العظام.[٤]
ما أسباب وعوامل خطر نقص النسيج العظمي؟
قد يحدث نقص النسيج العظمي بسبب وجود مشكلة صحيَّة معيَّنة تحفِّز ظهوره، أو تناول نوع معيَّن من الأدوية، وفي ما يأتي ذكر لمجموعة من هذه الأسباب:[٣]
- اضطرابات الأكل، كالنهام العصبي (Bulimia)، وفقدان الشهيَّة العصابي (Anorexia)، فهذه المُشكلات قد تكون سببًا لحدوث نقص في مستويات العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم للمحافظة على قوّة العِظام.
- فرط نشاط الغدَّة الدرقية، فالأدوية المستخدمة في هذه الحالة قد تؤدّي دورًا في حدوث نقص النسيج العظمي.
- تناول أنواع معينة من الأدوية، مثل: الأدوية المضادة للصرع، منها: جابابنتين (Gabapentin) و كاربامازيبين (Carbamazepine)، وفنيتويين (Phenytoin)، أو الأدوية الستيرويدية، ومنها: البريدنيزون (Prednisone)، وهيدروكورتيزون (Hydrocortisone).
- مرض سيلياك أو الداء البطني (Celiac disease) غير الخاضع للعلاج؛ فهذا المرض قد يؤدي إلى حدوث تلف في الأمعاء الدقيقة عند تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.
- علاج السرطان؛ فقد يكون التعرُّض للعلاج الإشعاعي سببًا لحدوث نقص النسيج العظمي.
وقد يحدث نقص النسيج العظمي لأسباب متعلِّقة بقلة النشاط الرياضي، أو وجود مشكلة في النظام الغذائي، وفي ما يأتي مجموعة من هذه الأسباب:[٣]
- التدخين.
- نقص الكالسيوم وفيتامين د.
- قِلَّة ممارسة التمارين الرياضية، خاصّةً تمارين التقوية.
- شرب المشروبات الغازية.
- الإفراط في شرب الكحوليات.
ويجدر بالذكر أنَّ مجموعةً من العوامل تؤدّي دورًا في زيادة خطورة الإصابة بنقص النسيج العظمي، منها ما يأتي:[٢]
- وجود تاريخ عائلي من نقص كثافة العِظام.
- الجِنس؛ فالنساء أكثر عُرضةً للإصابة بنقص النسيج العظمي، خاصّةً النساء من أصول قوقازيَّة وآسيويَّة.
- دخول مرحلة سنّ اليأس قبل عمر 45 سنةً، ففي هذه المرحلة تنخفض مستويات الإستروجين، وهذا يؤدي إلى تسارع فقد العِظام.
- الخضوع لجراحة إزالة المبايض قبل سنّ اليأس.
طرق تشخيص نقص النسيج العظمي
لتشخيص الإصابة بنقص النسيج العظمي يجب قياس كثافة العظام، وقد يُستخدم في هذه الحالة اختبار يُطلق عليه مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث (Dual-emission X-ray absorptiometry) أو اختصارًا (DXA)؛ فهو يساهم في قياس الكثافة العظميَّة في منطقة الرسغ، والعمود الفقري، والورك، واعتمادًا على نتيجة هذا الاختبار يُمكن معرفة إذا ما كانت كثافة العظام طبيعيَّةً أو أنَّ الشخص يعاني من هشاشة العظام أو نقص النسيج العظمي، وبالرجوع إلى تقارير فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية (United States Preventive Services Task Force) على النساء اللواتي تجاوزن عمر 65 عامًا أو اللواتي لديهن عوامل تزيد من خطورة الإصابة بنقص النسيج العظمي الخضوع لاختبار قياس الكثافة العظمية.[٤]
كيف يُعالج نقص النسيج العظمي؟
لعلاج نقص النسيج العظمي يجب على الفرد اتباع ما يأتي:[٥]
- الحصول على القدر الكافي من فيتامين (د)، بالتعرض لأشعة الشمس مع الحرص على حماية الجسم من الحروق الناتجة منها.
- الحصول على القدر الكافي من الكالسيوم، باستهلاك منتجات الألبان، والبروكلي، واللوز، والسردين، وغيرها من الأطعمة الغنية بالكالسيوم.
- الحرص على ممارسة النشاط الجسدي، سواءً بالركض، أم المشي، أم الرقص، أم المشي السريع.
ويُمكن استشارة الطبيب حول إمكانيَّة تناول المكمِّلات الغذائيَّة أو اللجوء إلى العلاج الوظيفي في حال الإصابة بالمشكلات الصحية التي تزيد من خطورة التعرُّض للسقوط، مما يساعد على تقليل خطورة المُشكلة.[٥]
هل يمكن عكس مشكلة نقص النسيج العظمي؟
نعم، في حالات نادرة يُمكن علاج المُشكلة والحصول على نتائج طبيعية لكثافة العظام بعد تشخيص الإصابة بنقص النسيج العظمي بالمتابعة والاختبار، ويحدث ذلك بنسبة أكبر في الحالات التي يكون فيها نقص النسيج العظمي خفيفًا، فمثلًا إذا كان ناجمًا عن حدوث انخفاض كبير في مستويات فيتامين (د) يُمكن حصر المشكلة وعلاجها بتناوله ورفع مستوياته في الجسم، أو في الحالات التي يكون فيها نقص النسيج العظمي ناجمًا عن نقص امتصاص العناصر الغذائية فيمكن علاجه بعلاج مشكلة نقص الامتصاص.[٦]
وعمومًا يُمكن تخفيف مشكلة نقص النسيج العظمي أو التأكد من ثبات الوضع وعدم تدهوره بتحديد العامل الذي يؤدي دورًا أساسيًّا في حدوث هذه الحالة وعلاجه، فإذا كان نقص كثافة العظام مرتبطًا بالتهاب المفاصل الروماتويدي، يُمكن السيطرة على المُشكلة بالسيطرة على الالتهاب، وفي بعض الحالات قد يساعد التوقف عن التدخين أو تقليل جرعة الأدوية الستيرويدية في تخفيف حِدة المُشكلة، كما يُمكن تعزيز الكثافة العظمية بممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء الصحي.[٢]
ما الفرق بين هشاشة العظام ونقص النسيج العظمي؟
ترتبط هشاشة العظام بنقص النسيج العظمي، أمَّا الفرق بينهما فهو متعلق بشِدة الحالة، إذْ يُصاحب نقص النسيج العظمي فقد العظم، لكنَّه ليس بالدرجة والشِدة التي تحدث في حالة هشاشة العِظام، وهذا يعني أنَّ فرصة حدوث كسور في هذه الحالة أقل مقارنةً في حال الإصابة بهشاشة العظام،[٦] إذْ يُعدّ نقص النسيج العظمي النقطة الفاصلة بين امتلاك عظام سليمة والإصابة بمُشكلة هشاشة العظام.[٣]
هل يمكن تجنب نقص النسيج العظمي؟
لا يمكن تجنب الإصابة بنقص النسيج العظمي في جميع الحالات، لكنْ توجد مجموعة من النصائح التي يُمكن اتباعها لتقليل خطورة حدوث المشكلة، منها ما يأتي:[٤]
- الامتناع عن شرب المشروبات الكحولية.
- الحرص على تزويد الجسم بما يكفيه من عنصريّ الكالسيوم وفيتامين (د).
- ممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحرص على تناول الطعام الصحيّ.
المراجع
- ↑ Jill Seladi-Schulman (2019-06-17), "Bone Function: Why Do We Have Bones?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ^ أ ب ت Sandy McDowell, "What Is Osteopenia?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What Is Osteopenia?", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ^ أ ب ت "Osteopenia", familydoctor.org, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ^ أ ب "Osteopaenia", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ^ أ ب Catherine Burt Driver, "Osteopenia Symptoms, Causes, Testing, Diet, and Treatment", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.