محتويات
نماذج من الصبر على البلاء
صبر النبي وتحمله للأذى
عانى النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الدنيا، وزادت الابتلاءات عندما بدأ بالدعوة إلى الإسلام، فقد كان أهل قومه يؤذونه كثيراً، وكانوا يؤذون أصحابه -رضي الله عنهم-، ويحاربون دعوته ويكذبونه وينعتونه بأسوأ الصفات وما كان -عليه الصلاة والسلام- إلا صابراً محتسباً.[١]
وقد تعرض النبي -صلى الله عليه وسلم- للأذى الشديد في مكة من أقربائه، فكان عمه أبو لهب يسير وهو يدعو قومه إلى الإسلام ليكذبه ويقول: نحن أعلم به، إنه يكذب عليكم، وينفر الناس ويصدهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أبناء عمه -عليه الصلاة والسلام- من أذاه؛ فمنهم من تزوج ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمره أبوه أن يطلقها؛ حتى يكيد للنبي -صلى الله عليه وسلم-.[١]
وبعد الأذى الذي تعرض له في مكة خرج إلى الطائف؛ لعل الله -سبحانه وتعالى- يفتح له فيها، فكان استقبال أهل الطائف أبشع استقبالٍ وتعرض له أوباش القوم بأبشع الأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين.[١]
وعندما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة تعرض للأذى أيضًا من اليهود والمنافقين وضعاف الإيمان الذين كانوا معه، وقد مات أولاد النبي -صلى الله عليه وسلم- وماتت بناته وما كان منه إلا أن صبر واحتسب، وقد ظل بهذا البلاء حتى في مرض وفاته، فكان يتألم من المرض ويصبر -عليه الصلاة والسلام-.[١]
صبر بلال بن رباح وتحمله الأذى
بلال بن رباح مؤذن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان من السابقين للإسلام، وهو من الذين عُذِّبوا في سبيل الله -تعالى- وصبر على العذاب، وكان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس، ويضع عليه الرحا حتى تصهره الشمس، ويأمره أن يكفر بالله وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- وما كان منه إلا أن يقول: أحدٌ أحدٌ، وكان أميّة بن خلف يعذبه عذابًا شديدًا، وشاء الله أن يقتله بلال بن رباح في غزوة بدر.[٢]
صبر آل ياسر وتحملهم الأذى
صبر آل ياسر وتحملوا الأذى الشديد، حيث عذّبهم مشركو قريش في صحراء مكّة الحارة، وشدّدوا على عمار رضي الله عنه؛ ليكرهوه على الكفر وسبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعذّبوا أمّه سميّة حتّى قتلوها رضي الله عنها.[٣]
الصبر على البلاء
كان منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضي الله عليهم- الصبر على ما يصيبهم من البلاء؛ إذ إنّ الصبر على البلاء في الدين الإسلامي بمنزلة الرأس من الجسد، فلا إيمان لمن لا صبر له، والصبر يأتي بالتصبر،[٤]والصبر أعظم خيرٍ قد يعطى للمسلم، وفي الابتلاء يظهر الفرق بين الصابر ومن يحتسب أمره لله، وبين من يسخط ويتجبر إذا أصابه البلاء، والصبر صفة الأنبياء والصالحين، قال الله -تعالى-: (أُولَـئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا).[٥][٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث أحمد حطيبة، كتاب شرح رياض الصالحين، صفحة 3.
- ↑ ابن الأثير، أبو الحسن، كتاب أسد الغابة، صفحة 415.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، صفحة 20. بتصرّف.
- ^ أ ب عبدالعزيز بن أحمد الغامدي (14/5/2016)، "الصبر على البلاء"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022.
- ↑ سورة الفرقان، آية:75
