نوبات الصرع اثناء النوم

كتابة:
نوبات الصرع اثناء النوم

نوبات الصرع

إنّ الصرع هو اضطراب متعلق بالجهاز العصبي المركزي يحدث فيه خلل في نشاطات الدماغ، ممّا يؤدّي لحدوث الاختلاجات أو النوبات من السلوك والأحاسيس غير الطبيعية، وفي بعض الأحيان يمكن أن يرافق هذا الأمر فقدان للوعي، وقد تحدث نوبات الصرع عند جميع الأشخاص، حيث يمكن أن يصيب الصرع الذكور والإناث من جميع الأعراق والأعمار، وتتفاوت أعراض النوبات بشكل كبير، فقد تؤثر بشكل بسيط على بعض الأشخاص ولفترة عدّة ثوان، بينما يمكن أن تؤدّي لحدوث الاختلاجات أو الاهتزازات في الذراعين والطرفين السفليين عند البعض الآخر، ولا يعني حدوث نوبة صرع وحيدة أن الشخص يعاني من الصرع، بل يحتاج التشخيص إلى نوبتين غير مُحرّضتين بشكل عام، وسيتم الحديث في هذا المقال عن نوبات الصرع أثناء النوم وأعراضها وطرق علاجها. [١]

نوبات الصرع أثناء النوم

عندما تُقدّر نسبة النوبات الصرعية التي تصيب الشخص أثناء النوم بما يزيد عن 90%، فإنّه على الأرجح يعاني من الصرع الليلي، أو نوبات الصرع أثناء النوم، وذلك تبعًا لما نُشر في مجلّة الطب النفسي والعصبي والجراحة العصبية، ويشير التقرير أيضًا إلى أنّ ما يُقدّر بـ 7.5% إلى 45% من الأشخاص المصابين بالصرع يملكون معظم نوباتهم أثناء النوم، كما أنّ الأشخاص الذين يعانون من نوبات الصرع أثناء النوم فقط، يمكن أن يطوروا النوبات أثناء اليقظة، ففي دراسة أجريت في عام 2007، تبيّن أنّ حوالي ثلث الأشخاص المصابين بنوبات الصرع في فترة النوم يمكن أن يطوروا النوبات أثناء الاستيقاظ حتّى بعد سنوات من عدم حدوث النوبات. [٢]

ومن المُعتقد أنّ نوبات الصرع أثناء النوم يتمّ تحريضها نتيجة للتغيرات في النشاط الكهربائي في الدماغ، وذلك في مراحل محدّدة من النوم واليقظة، فمعظم هذه النوبات تحدث في المرحلة الأولى والثانية، وهي فترات النوم الخفيف، كما يمكن أن تحدث هذه النوبات قرب الاستيقاظ، ومن الممكن أن تحدث النوبات بشكل موضعي -نوبات بؤرية- أو بشكل معمّم، وتترافق نوبات الصرع أثناء النوم مع أنواع محدّدة من مرض الصرع، وتتضمّن هذه الأنواع ما يأتي: [٢]

  • الصرع الشبابي الرمعي.
  • الصرع الرمعي قرب الاستيقاظ.
  • الصرع الرولاندي، والمعروف أيضًا باسم الصرع البؤري السليم الطفولي.
  • الحالة الكهربائية الصرعية للنوم.
  • متلازمة لانداو كليفنر.

وتُزعج هذه النوبات نوم المريض بالطبع، كما أنّها يمكن أن تؤثر على التركيز والأداء في العمل أو المدرسة، كما أنّها تترافق بارتفاع خطر حدوث الموت المفاجئ غير المتوقّع في سياق الصرع، وهو من الحالات النادرة للوفاة عند مرضى الصرع، وتُعدّ قلّة النوم من أشيع مُحرّضات النوبات الصرعية أثناء النوم، وتتضمّن المحرّضات الأخرى التوتّر النفسي وارتفاع درجة حرارة الجسم. [٢]

أعراض نوبات الصرع أثناء النوم

لا يعرف جميع المصابين بالنوبات الصرعية أثناء النوم أنّهم يملكون هذه المشكلة، ففي بعض الأحيان، يمكن أن يكون العرض الوحيد المرافق لهذه الحالة هو الصداع أو وجود كدمة قرب فترة الاستيقاظ، ولكنّ الأعراض التي يمكن أن ترافق نوبات الصرع أثناء النوم تتضمّن بشكل عام ما يأتي: [٣]

  • البكاء أو إصدار الأصوات غير الطبيعية، وخصوصًا قبل الشدّ العضلي مباشرة.
  • حدوث القساوة الشديدة المفاجئة في الجسم.
  • تبليل الفراش.
  • الارتعاش أو الانتفاض.
  • عضّ اللسان.
  • السقوط من على ظهر السرير.
  • صعوبة الاستيقاظ بعد حدوث النوبة.
  • التخليط الذهني أو إبداء التصرّفات غير الطبيعية بعد حدوث النوبة.
  • الاستيقاظ بشكل مفاجئ بدون سبب واضح.

وبعد حدوث النوبة الصرعية، يمكن أن يشعر الشخص بالإرهاق أو الحرمان من النوم، وهذا الأمر يمكن أن يؤدّي إلى النعاس أثناء النهار أو الانزعاج العام، وعادة ما تحدث نوبات الصرع أثناء النوم مباشرة بعد نوم الشخص أو مباشرة قبل أن يستيقظ أو مباشرة بعد الاستيقاظ. [٣]

علاج نوبات الصرع أثناء النوم

يعتمد علاج النوبات الصرعية أثناء النوم على نوع النوبات التي يعاني منها المريض والسبب المؤدّي لحدوثها وبعض العوامل الصحية الأخرى، ولذلك يمكن أن تتفاوت الخيارات العلاجية بين الأدوية والنصائح والحمية الغذائية المناسبة، ومن ضمن الخيارات التي يمكن أن يوصى بها مرضى نوبات الصرع أثناء النوم ما يأتي: [٣]

  • الأدوية المضادة للاختلاجات، كالفينيتوين على سبيل المثال.
  • تجنّب العوامل المحرّضة للنوبات، كالحرمان من النوم.
  • اعتماد نظام غذائي عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات، أو النظام الغذائي الكيتوني.
  • إجراء جراحي يعتمد على زرع جهاز يقوم بإرسال إشارات كهربائية معينة إلى الدماغ.

ويساعد تتبّع الأعراض والعوامل التي تُحرّض النوبات في تشخيص أنماط الأعراض الحاصلة، بالإضافة إلى تتبّع فعالية الخطّة العلاجية المتّبعة. [٣]

التعايش مع نوبات الصرع أثناء النوم

من الممكن أن تكون نوبات الصرع التي تحدث أثناء النوم خطيرة، وترفع هذه النوبات من نسبة الوفيات المرافقة للصرع، كما أنّ حدوث النوبة يمكن أن يُعرّض الشخص للأذية أثناء النوم، ويعاني الأشخاص الذين يعانون من هذه النوبات من فرصة أعلى لتطوير نقص الأكسجين أثناء النوبة وبعدها، كما أنّهم يمكن أن يعانوا من نشاطات دماغية غير طبيعية بعد النوبة، وعلى الرغم من أنّ هذا الأمر يبدو مُخيفًا، إلّا أنّ حالات الصرع عادة ما تكون قابلة للعلاج، فالسيطرة على النوبات يمكن أن يخفض بشدّة احتمالية حدوث المضاعفات التالية لهذه النوبات، ومن الممكن أن يقوم بعض الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب باتّخاذ بعض الإجراءات من أجل التعايش مع هذه النوبات ومنع حدوث الرضوض التي يمكن أن ترافقها، ومن هذه الإجراءات ما يأتي: [٣]

  • وضع فراش النوم على الأرض أو وضع إطار يحيط بالسرير.
  • وضع الأرضيات الآمنة على الأرض قرب السرير، كتلك التي توجد في النوادي الرياضية.
  • استخدام المصابيح المُعلّقة بالجدران بدلًا من تلك التي توضع على الطاولة.
  • إبقاء الأثاث المنزلي بعيدًا عن السرير.
  • استخدام جهاز مراقبة النوبات الصرعية أثناء النوم والذي يقوم بتنبيه شخص قريب بوجود نوبة عند المريض.

المراجع

  1. "Epilepsy", www.mayoclinic.org, Retrieved 04-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Identifying and Treating Nocturnal Seizures", www.healthline.com, Retrieved 04-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Nocturnal seizures: Everything you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 04-12-2019. Edited.
7891 مشاهدة
للأعلى للسفل
×