من السائد الاعتقاد أن أسباب نوبات القلق هي بالأساس نفسية. لكن المفاجأة هي أن هذه النوبات ترتبط في كثير من الأحيان بنوع الغذاء الذي نتناوله
عندما نعاني حالة من القلق، فإننا عادة ما نميل للاعتقاد أنها مجرد مسألة نفسية أو عاطفية، لكن الحقيقة هي أن هذا الموضوع يتأثر أيضا بالطعام الذي نستهلكه. لذلك، ومن أجل التعامل مع القلق، من أي نوع كان، علينا أن نفحص أنواع الغذاء الذي نتناوله، وأن نغير نمط حياتنا حتى نتمكن من منع إصابتنا بحالات القلق مستقبلا. هذا بالضبط، ما تقترحه أساليب العلاج الطبيعية للقلق.
القلق هو الشعور بالخوف والتوتر، الذي ينتابنا بسبب اعتقادنا أن هنالك خطراً حقيقيا يهددنا، أو بسبب وجود تهديد وهمي نقوم نحن باختراعه وإيجاده في أذهاننا فقط، سواء كان هذا التهديد موجها لنا على المستوى النفسي أو على المستوى الجسدي، ووجودنا كبشر.
تظهر أعراض القلق جسدياً ونفسيا، وهي تشمل جفاف الفم، التعرق، الرجفة، ضيق التنفس، تسارع نبضات القلب، الإغماء، عسر الهضم، الأرق، الشعور بالضعف، والخـَدَر (التنميل) في أعضاء مختلفة من الجسم، مثل الذراعين والساقين.
يهدف العلاج الطبيعي للقلق إلى أمرين: الهدف الأول هو منع وقوع نوبات القلق من خلال تغيير النظام الغذائي، والذي يسمح بتحقيق التوازن في الجهاز العصبي. أما الهدف الثاني، فهو التعامل مع نوبات القلق في المستقبل.
يتضمن تغيير العادات الغذائية، موازنة مستويات السكر، وذلك لأن انعدم التوازن من الممكن أن يؤدي إلى تقلبات حادة في المزاج، وإلى انعدام التوازن في الجهاز العصبي. كل هذا، بالإضافة إلى تغيير العادات الغذائية التي تشمل زيادة استهلاك الأغذية الغنية بالفيتامينات الداعمة للجهاز العصبي، واستهلاك الأحماض الدُّهنية الضرورية للجسم، التي تؤثر على المزاج وتمنع نوبات القلق.
بالإضافة إلى تغيير أنماط استهلاك الغذاء، يتضمن العلاج الطبيعي للقلق استهلاك الأعشاب التي تؤدي لتوازن نشاط الدماغ. وكذلك استهلاك نباتات تتلاءم مع الحالة الخاصة بكل مريض، وفقًا لحالته المرضية. مثال على هذه النباتات: "الدميانة" (Turnera Diffusa)، "الناردين المخزنية" (Valerian officinalis)، و"عشبة النحل" (الترنجان - ميليسا - MELISSA officinalis).
تجدر الإشارة إلى أن الأعشاب الطبية تناسب أنماط العلاج الطبيعية فقط، وعلى المريض استخدامها بعد أن تتم ملاءمتها له بشكل شخصي فقط. يتم إجراء هذه الملاءمة بعد جلسة حوار مع المختص، تتطرق لحالته الصحية، ويتم خلالها توجيهه وإرشاده للجرعات التي عليه أن يتناول هذه النباتات بها.
بشكل عام، لا يكون تغيير العادات الغذائية واستهلاك الأعشاب الطبية كافيًا للتعامل مع القلق ونوباته. إنما، ومن أجل تعامل أفضل مع هذه الحالات، يجب تغيير نمط الحياة وتبني عادات جديدة، لحياة صحية أكثر توازنًا، حياة دون توتر، حياة تتيح لنا ألا ندخل حالة من القلق غير الضروري، والتعامل مع القلق الموجود بصورة معقولة وجيدة.
من بين التغييرات التي تقترحها أنماط العلاج الطبيعي: البدء بممارسة الرياضة وفق برنامج يتم إعداده وملاءمته بشكل شخصي لكل مريض - يعتبر هذا النشاط جيدا من أجل تنظيم نشاط الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، يقترح العلاج الطبيعي تدريب الجسم على تقنيات من الاسترخاء والهدوء - تسمح هذه التقنيات للجسم بالسيطرة على نوبات القلق المختلفة، وهي تشمل: التنفس السليم، استخدام التخيل المُوَجَّه وأساليب أخرى كثيرة ، الأمر الذي يسهل التعامل مع نوبات القلق عند ظهورها.