محتويات
هرمون الحليب
يُسمّى هرمون الحليب البرولاكتين أيضًا، وهو واحد من العديد من الهرمونات التي تنتجها الغدة النخامية، وله العديد من الأدوار المختلفة في أنحاء الجسم كلها، ويُعدّ تحفيز إنتاج الحليب أهم دور يؤديه هرمون الحليب في الجسم لدى النساء بعد الولادة، إذ يؤدي ارتفاع مستوياته أثناء الحمل إلى تضخم الغدد الثديية في ثدي المراة استعدادًا للرضاعة الطبيعية، كما يساعد هرمون الحليب في ضخ الحليب عند إرضاع الطفل.[١]
خلال الأشهر القليلة الأولى من الرضاعة الطبيعية تثبط المستويات المرتفعة لهرمون الحليب الإباضة، مما يسبب توقف الدورة الشهرية وعدم حدوث الحمل في كثير من الأوقات، لكن مع مرور الوقت لا تبقى مستويات هرمون الحليب مرتفعةً مع الرضاعة الطبيعية، مما يعيد دورة الإباضة إلى طبيعتها.[١]
هرمون الحليب والحمل
قد يسبب ارتفاع مستويات هرمون الحليب العقم، إذ إنه من الطبيعي أن تكون مستويات هذا الهرمون لدى النساء غير الحوامل وغير المرضعات منخفضةً، لكن عند ارتفاعه لدى المرأة غير المرضع وغير الحامل فإن هذا الارتفاع يسبب مشاكل في حدوث الحمل.[١]
يؤدي ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين إلى الإصابة بالعقم بعدة طرق مختلفة، ومنها منع الإباضة وتوقف دورات الحيض، أمّا في الحالات الأقل شدةً من ارتفاعه فقد يؤدي هذا الارتفاع إلى تعطيل الإباضة مرةً واحدةً فقط من وقت لآخر، مما يسبب الإباضة غير المنتظمة أو الإباضة التي تستغرق وقتًا طويلًا لكي تحدث، وقد تعاني النساء في هذه الحالة من عدم انتظام الدورة الشهرية.[١]
في الحالات الخفيفة من ارتفاع مستوى هرمون الحليب قد تحدث الإباضة بانتظام، لكن قد لا يُنتج الجسم ما يكفي من هرمون البروجيستيرون بعد مرحلة الإباضة، وتُعرف هذه المشكلة باسم عيب طور الجسم الأصفر-luteal phase defect.، إذ قد يؤدي النقص في مستويات البروجيستيرون إلى عدم قدرة بطانة الرحم على زرع البويضة المخصبة، وقد تلاحظ النساء في مثل هذه الحالة حدوث الدورة الشهرية بعد مدة قصيرة من عملية الإباضة.[١]
أسباب ارتفاع مستويات هرمون الحليب
يُعدّ ورم الغدة النخامية المسمى البرولاكتينوما السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع مستويات هرمون الحليب، وهذه الأورام كبيرةً أو صغيرةً، وتبدو حميدةً غير سرطانية.[٢]
وأورام البرولاكتينوما الكبيرة تسبب الصداع أو مشكلات الرؤية أو كليهما، وتشيع الإصابة بهذه الأورام لدى النساء أكثر من الرجال، وفي حالات نادرة قد تتطور لدى الأطفال، كما ترتفع مستويات هرمون الحليب نتيجة استخدام بعض أنواع الادوية، وتشتمل هذه الأدوية على ما يأتي:[٢]
- أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم؛ مثل: حاصرات قنوات الكالسيوم، والميثيل دوبا.
- الأدوية المضادة للاكتئاب؛ مثل: مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
- أدوية علاج حموضة المعدة وارتداد الأحماض المعدي المريئي.
- أدوية علاج التقيؤ والغثيان.
- مسكنات الألم الأفيونية.
- حبوب منع الحمل.
- أدوية علاج اضطرابات الصحة العقلية؛ مثل: مضادات الذهان.
- أدوية علاج أعراض انقطاع الطمث (الأستروجين).
تشتمل الأسباب الأخرى لارتفاع مستويات هرمون الحليب على ما يأتي:[٢]
- خمول الغدة الدرقية الذي يحدث نتيجة عدم إنتاج الغدة الدرقية لما يكفي من هرموناتها.
- الإصابات التي تؤثر في جدار الصدر؛ مثل: الحزام الناري.
- الأمراض والأورام التي تصيب الغدة النخامية.
- العلاج الإشعاعي لأورام الغدة النخامية أو للأورام بالقرب منها.
- أمراض الكبد والكلى المزمنة.
عوارض ارتفاع مستويات هرمون الحليب
تشتمل علامات ارتفاع هرمون الحليب الشائعة لدى النساء على الآتي:[٣]
- العقم.
- عدم انتظام الحيض.
- التغير في تدفق دم الحيض.
- انقطاع الدورة الشهرية.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- إفراز الثدي للحليب.
- ألم الثديين.
- جفاف المهبل.
تشخيص ارتفاع مستويات هرمون الحليب
تستخدم فحوصات الدم للكشف عن ارتفاع مستويات هرمون الحليب، وعند إظهارها لارتفاعها فقد توجد حاجة إلى إجراء فحص مستويات هرمون الغدة الدرقية لاستبعاد الإصابة بقصور الغدة الدرقية بمنزلة سبب يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الحليب، وفي حال الاشتباه في تطور ورم البرولاكتينوما على الغدة النخامية توجد حاجة إلى إجراء التصوير بالرنين المعناطيسي للدماغ للكشف عن وجود الورم وحجمه[٣].
يقيس الطبيب مستوى هرمون الحليب للحصول على معلومات عن صحة الشخص، كما يستطيع أن يفحص مستويات الهرمونات الأخرى في الجسم في الوقت نفسه، والتي يجريها الطبيب لإيجاد التفسيرات لأي مخاوف مرضية نتيجة ظهور عوارض معينة؛ لذا يطلب الطبيب إجراء فحص لهرمون الحليب للحالات التي تعاني من الأعراض الآتية:[٤]
- عندما تنتج الأنثى حليب من الثدي وهي ليست حاملًا أو مرضعًا.
- وجود أعراض نمو في الغدة النخامية.
- الإصابة باضطرابات في الغدة النخامية.
- الإصابة بالعقم أو عدم انتظام الدورة الشهرية.
- إصابة المريض بمرض معين يؤثر في إفراز الدوبامين في الجسم.
يُجرى فحص هرمون الحليب عن طريق سحب عينة من دم الشخص وإرسالها إلى المختبر، ولأنّ مستويات هرمون الحليب الطبيعية تختلف من وقت إلى آخر خلال اليوم، فهي تزداد بالتدريج خلال ساعات النهار، فتبدو في أعلى مستوياتها في الصباح، لذا يطلب الطبيب إجراء الاختبار خلال 3 الى 4 ساعات بعد الاستيقاظ من النوم.
علاج ارتفاع مستويات هرمون الحليب
يعتمد علاج ارتفاع مستويات هرمون الحليب على علاج السبب الكامن خلف حدوثه، ويُنفّذ العلاج باستخدام الأدوية، فعلى سبيل المثال، يُعالَج قصور الغدة الدرقية بالأدوية البديلة لهرموناتها لإعادة مستويات هرمون الحليب إلى المعدّل الطبيعي، أما إذا كان الدواء الذي المستخدم هو الذي يسبب ارتفاع مستويات هرمون الحليب فقد يصف الطبيب دواءً آخر، أو قد يصف دواءً لتخفيض مستويات هرمون الحليب، وتشتمل طرق علاج ارتفاع مستويات هذا الهرمون على الآتي:[٥]
- الأدوية: إنّ الأدوية الأكثر شيوعًا المستخدمة في علاج ارتفاع مستويات هرمون الحليب الكابيرجولين وبروموكريبتين، ويبدأ العلاج بجرعة منخفضة من هذه الأدوية لإعادة مستويات هرمون الحليب إلى المستوى الطبيعي، وقد يستمر العلاج حتى تخف العوارض أو تصبح المرأة حاملًا، وعادةً ما يتوقف العلاج عند الحمل.
- الجراحة: إذا كانت المرأة تعاني من وجود ورم كبير على الغدة النخامية فقد توجد حاجة إلى إجراء الجراحة إذا لم تخفّ العوارض مع العلاج بالأدوية، وتحتاج المرأة التي تعاني من هذه الأورام إلى التصوير بالرنين المغناطيسي باستمرار للتحقق من حجم الورم.
لا تحتاج النساء المصابات جميعهن بارتفاع مستوى هرمون الحليب إلى العلاج إذا لم يوجد سبب واضح لهذه الحالة، أو إذا كان سبب ارتفاع مستوى هرمون الحليب وجود ورم صغير على الغدة النخامية.[٥]
ورم البرولاكتينوما
ورم البرولاكتينوما ورم غدي غير سرطاني يتطور على الغدة النخامية في الدماغ، ويُنتِج الكثير من هرمون الحليب، مما يسبب نقص هرمون الإستروجين لدى النساء ونقص هرمون البروجيستيرون لدى الرجال، وعلى الرغم من أنّ الورم البرولاكتيني لا يمثّل خطرًا على الحياة، غير أنّه قد يسبب مشكلات في الرؤية، وقد يسبب العقم، بالإضافة إلى العديد من المشكلات.[٦]
قد لا يسبب الورم البرولاكتيني ظهور عوارض واضحة، لكن تنجم العلامات عن ارتفاع مستويات هرمون الحليب المذكورة سابقًا بالإضافة إلى نقص كثافة العظام، وقصور الغدة النخامية؛ أي عدم إنتاج ما يكفي من هرمونات الغدة النخامية نتيجة ضغط الورم.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Prolactin and Infertility", ivf1, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Hyperprolactinemia", hormone, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Tessa Sawyers, "What Is Hyperprolactinemia?"، healthline, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ Claire Sissons (27-6-2018), "Why is a prolactin level test done?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31-1-2019. Edited.
- ^ أ ب "Hyperprolactinemia (High Prolactin Levels)", reproductivefacts, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Prolactinoma", mayoclinic, Retrieved 2-12-2019. Edited.