هرمون الكر والفر

كتابة:
هرمون الكر والفر

هرمون الكر والفر

يُطلق هذا الاسم على هرمون الأدرينالين، وهو يُفرَز من لبّ الغدة الكظرية وبعض الأعصاب في الجهاز العصبي المركزي، ويُنقَل إلى مجرى الدم ويعمل بمنزلة ناقلٍ عصبي، إذ ينقل النبضات العصبية إلى الأعضاء المختلفة، وله وظائف متعددة اعتمادًا على نوع الخلايا التي يعمل عليها، لكنّ الوظيفة الأساسية هي تحضير الجسم للاستجابة السّريعة عند التعرّض لمؤثر خطير أو حدث مفاجئ، وهو ما يُطلَق عليه اسم عملية الكر والفر.

يشمل عمل هرمون الأدرينالين زيادة معدل ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، وتوسيع الممرات الهوائية إلى الرئتين، وتوزيع الدم على العضلات، وتغيير عمليات التّمثيل الغذائي في الجسم، وتُجرى هذه العمليات كلها بهدف زيادة مستوى الجلوكوز -خاصّةً في الدماغ-، ويوجد هرمون آخر عمله مشابه، ويساعد أيضًا في عمليات الكر والفر، وهو النورادرينالين، ويُفرَز بشكل رئيس من النهايات العصبية للجهاز العصبي الودي، ويُنتج بكميات قليلة من الغدة الكظرية.[١]


اندفاع هرمون الكر والفر

تبدأ عملية اندفاع هرمون الأدرينالين من الدماغ؛ فعندما يتعرّض الإنسان لموقف خطير أو مفاجئ تُرسَل هذه المعلومات إلى جزء من الدماغ يدعى اللوزة الدماغية، يؤدي دورًا مهمًا في معالجة العواطف، وفي حال استقبال إشارة إلى أنّ هناك خطرًا ما عبر اللوزة في الدماغ؛ فإنها ترسل إشارات إلى منطقة أخرى في الدماغ تسمّى غدة ما تحت المهاد، التي تُعدّ مركز القيادة في الدماغ، وتتواصل مع بقية الجسم من خلال الجهاز العصبي الودي، وترسل إشارات إلى الغدد الكظرية من خلال الأعصاب، التي بدورها تستقبل هذه الإشارات وتفرز هرمون الأدرينالين إلى مجرى الدم.

والتغييرات الجسمية التي تحصل بمجرد إفراز هذا الهرمون في مجرى الدم تسمّى عادة اندفاع الأدرينالين؛ لأنّها تحصل بشكل مفاجئ وسريع، وبمجرد أن يصل إلى مجرى الدم فإنه يُنفّذ التأثيرات التالية: [٢]

  • الارتباط بالمستقبِلات الموجودة على خلايا الكبد؛ مما يكسّر كميات كبيرة من جزيئات السكر المعروفة باسم الغلاكوجين، ويحوّلها إلى جزئيات سكر صغيرة الحجم وجاهزة للاستعمال تسمّى الغلوكوز، وهذا يعطي العضلات كميات كبيرة من الطاقة اللازمة.
  • الارتباط بمستقبِلات الخلايا العضلية في الرّئتين، مما يجعل الإنسان يتنفّس بصورة أسرع.
  • تحفيز خلايا القلب على أن تنبض بصورة أسرع.
  • تنشيط الأوعية الدموية للانقباض، وتوجيه الدم للعضلات الأساسية في الجسم.
  • تفعيل الغدد العرقية تحت سطح الجلد لإنتاج العرق.
  • يرتبط بالمستقبِلات على البنكرياس، ويثبط إنتاج هرمون الأنسولين.


اندفاع هرمون الكر والفر أثناء النوم

يُعدّ اندفاعه حالات الخطر؛ مثل: تجنب حادث سيارة، أو الركض بعيدًا عن ملاحقة كلب، أمرًا مهمًا لحماية الشخص من هذا الخطر، لكنّه إلى جانب تنشيطه في صورة ردّ فعل على التوتر اليومي العادي يُعدّان مشكلة كبيرة، حيث الدماغ مليء بالأفكار، ويؤدي القلق إلى تحفيز إنتاج هرمون الأدرينالين وهرمونات أخرى لها علاقة بالتوتر؛ مثل: هرمون الكورتيزول، المعروف أيضَا باسم هرمون التوتر.

وبعض الأشخاص في ساعات الليل المتأخرة أثناء النوم لا يستطيعون التوقف عن التفكير في صراعات وأحداث اليوم، وكذلك القلق والتفكير بما سيحصل في اليوم التالي، مما يؤدي إلى أن تصل إشارة إلى الدماغ أنّ هناك توترًا عند الشخص حتى مع عدم وجود خطر محدق، فتؤدي كميات الأدرينالين التي أفرِزَت إلى إنتاج طاقة زائدة لم يستخدمها الجسم؛ مما يجعل الشخص يشعر بعدم راحة وقلق، بالتالي الاضطراب في النوم. ويُفرَز الأدرينالين استجابةً لمؤثرات أخرى؛ مثل: الأصوات المرتفعة والمزعجة، والأضواء الساطعة، ودرجات الحرارة العالية، وكذلك مشاهدة التلفاز، أو استخدام الهاتف الخليوي والحاسوب، أو الاستماع لموسيقى صاخبة قبل النوم مباشرة. وتُعدّ جميعها من الأسباب التي تساهم في زيادة إفرازه بكميات كبيرة.[٢]


كيفية التحكم باندفاع هرمون الكر والفر

اندفاع الأدرينالين في الجسم عادة تجربة غير مريحة للشخص، وتحصل في بعض الأحيان في أوقات غير مناسبة، وتوجد بعض الخطوات والنصائح التي تُمكّن الشخص من السيطرة على ردة فعل الجسم على إطلاقه، وتساعد في تهدئته والدماغ، والتقليل من الآثار المباشرة لاندفاع الأدرينالين. وتشمل هذه الخطوات ما يلي:[٣]

  • التنفس ببطء، أو التنفس في كيس ورقي، وهذا يعيد التوازن في إمداد الجسم بالأكسجين، ويؤدي أيضًا إلى تخفيف الإحساس بالدوار، ويشعر الشخص بالهدوء والسيطرة.
  • أداء بعض التمرينات الرياضية يساعد في تشتيت انتباه الشخص بعيدًا عن المؤثر المزعج؛ فتمارين اليوغا أو التمدد تخفف التوتر والقلق.
  • التعرض لهواء نقي ومكان واسع يساعد الشخص في التحكم باندفاع الأدرينالين، والخروج للتنزه، أو المشي خارجًا.
  • اختيار كلمة واحدة مهدئة للأعصاب، وتكرارها عدة مرات قد يؤديان إلى تشتيت الانتباه عن المؤثر الذي بسبب القلق.


الاستعمالات الطبية لهرمون الكر والفر

يحصل الإنسان على هذا الهرمون من الغدة الكظرية لدى بعض الحيوانات، أو يُحضّر بشكل صناعي للأغراض العلاجية، ويُستخدَم في صورة حقنة للقلب في حالات السكتة القلبية؛ ذلك لتحفيزه وتنشيطه، وكذلك يُستعمل في علاج حالات الحساسية المُفرِطَة التي تحدث في صورة ردّ فعلٍ على التعرّض لأنواع أدوية معينة، أو سموم الحشرات، وكذلك بعض الأنواع من الأطعمة -كالمكسّرات والمحار-.

ويُستعمل أحيانًا في علاج مرضى الربو في حالات الطوارئ؛ إذ يُرخي العضلات الملساء للرئتين، مما يفتح مجرى الهواء من وإلى الرئتين، وفي علاج الماء الأزرق في العين، إذ يقلّل إنتاج المحلول السّائل ويزداد تدفّقه إلى خارج العين، بالتالي يقلّ الضّغط داخل العين، وفي المقابل، فإنّ بعض الأمراض تسبب خللًا في إنتاج هرمون الأدرينالين -مثل أورام الغدة الكظرية-، التي تؤدي إلى إفراز كميات زائدة من الهرمونات؛ مما يؤدي إلى حدوث خلل في الجسم.[٤]


المراجع

  1. "Adrenaline", www.yourhormones.info, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Jacquelyn Cafasso, "Adrenaline Rush: Everything You Should Know"، www.healthline.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  3. Claire Sissons, "What happens when you get an adrenaline rush?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  4. "Epinephrine", www.britannica.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×