هل التحاميل الشرجية تفطر

كتابة:
هل التحاميل الشرجية تفطر

ما هي التحاميل الشرجية؟

التحاميل الشرجية هي أجسام شكلها شبه مخروطي، ليّنة وليست صلبة ولكنّها جامدة وليست مائعة، وتوضع عن طريق فتحة الشرج وأسفل المستقيم وتختلف دواعي استعمالها، فمنها ما يستعمل لعلاج الإمساك وبعضها مضادات حيوية لعلاج الالتهاب، ومنها ما يُستعمل للتخفيف من ألم البواسير والشرخ الشرجي، وغير ذلك من الاستعمالات، وهي تُمتص عبر الأغشية المخاطية للأمعاء الغليظة، وتختلف نسبة امتصاصها واستفادة الجسم منها.[١]



هل التحاميل الشرجية تفطر؟

تنوَّعت آراء الفقهاء قديمًا وحديثًا في حكم التحاميل الشرجية بالنسبة للصائم، وفيما يأتي تفصيل لأقوالهم:


تفطر

قال الشافعية والحنابلة إنّ جميع ما يدخل إلى الجوف من الجوامد عن طريق الدبر وغيره من المنافذ يُفطر الصائم ويُفسد صيامه، وعليه فإنّ التحاميل الشرجية تُفطر عندهم، واشترط الحنفية في الجوامد أن تغيب كلّها داخل الجوف حتّى تُعدّ مفطرة، والتحاميل الشرجية تدخل بأكملها وتغيب داخل جسم الإنسان، فهي مُفطرة عند الحنفية أيضًا،[١] وممّن قال إنّ جميع ما يدخل إلى الجسم عن طريق الشرج يُفطر الصائم من المعاصرين: الشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ حسن أيوب، والشيخ وهبة الزحيلي، والشيخ محمود عويضة.[٢]


لا تفطر

قال المالكية إنّ المواد الجامدة لا تُبطل الصيام إذا دخلت عن طريق الدبر؛ والدبر هو الشرج، وبذلك تكون التحاميل الشرجية غير مفطرة عندهم،[٢] وممّن قال بعدم فساد الصوم باستعمال التحاميل الشرجية من المعاصرين: الشيخ محمود شلتوت، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ عبد اللطيف فرفور، وحجّتهم أنّ الأكل والشرب المنهي عنه في الصيام هو ما يصل إلى المعدة، وما يدخل عن طريق الشرج لا يصل إليها.[٢]


هل الحقن الشرجية تفطر؟

الحقن الشرجية هي محاليل مائية وزيتية وغذائية ودوائية، تدخل عن طريق الشرج ولها استعمالات متعددة؛ فمنها ما يكون علاجًا للإمساك أو لإخراج محتويات القولون وتنظيفه، ومنها ما تستعمل لعلاج بعض حالات التهاب الأمعاء، ومنها حقن غذائية تقوم بتغذية المريض إذا تعذّرت إمكانية تغذيته عن طريق الفم أو الوريد، وقد عُرفت الحقنة الشرجية عند المتقدمين حيث كانت عبارة عن مواد سائلة تُصب داخل الشرج لإخراج ما في الأمعاء وعلاج الإمساك، ولكن لم يكن لديهم حقن غذائية، وفيما يأتي بيان لحكم الحقن الشرجية أثناء الصيام:[٣]



لا تفطر

قال بعض المالكية والقاضي حسين -أبو شجاع- من الشافعية وابن تيمية من الحنابلة إنّ الحقن الشرجية لا تُفطر،[٣] ودليلهم في ذلك أنّ الحقنة كانت موجودة في زمن الوحي ولم يرد شيء بشأنها، ولو كانت تُفطر لأخبر بذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولأنّها ليست أكلًا أو شربًا وهما ما نُهي عنه في الصوم، بالإضافة إلى أنَّها لا تصل إلى المعدة،[٤] وقد فرّق بعض العلماء المعاصرين ما بين الحقنة المغذيّة وغير المغذيّة؛ فالأولى تفطر والثانية لا، ومن هؤلاء: الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ فضل حسن عباس، والشيخ أحمد الخليل.[٢]



تفطر

قال الحنفية والشافعية والحنابلة وجمهور المالكية إنّ الحقن الشرجية تُفطر الصائم؛ فإدخال المواد السائلة إلى الجوف يُعدّ من المفطرات، وسبب ذلك أنّ الإنسان يُدخله باختياره فصار مثل الأكل والشرب، ولأنّه يصل إلى الأمعاء فتصير كالغذاء، وقياسًا للمنفذ المعتاد -وهو الفم- على المنفذ غير المعتاد -وهو الشرج-، إلى جانب ورود آثار تُبيّن أنّ جميع ما يدخل إلى الجسم يُفطر الصائم.[٣]


هل التحاميل المهبلية تؤثر على الصيام؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: هل التحاميل المهبلية تبطل الصيام

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الرزاق الكندي، كتاب المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة، صفحة 385-388. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث عبد الرزاق الكندي، كتاب المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة، صفحة 391-394. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عبد الرزاق الكندي، كتاب المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة، صفحة 378-383. بتصرّف.
  4. عبد الرزاق الكندي، كتاب المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة، صفحة 384. بتصرّف.
3830 مشاهدة
للأعلى للسفل
×