محتويات
هل الروتين مهم في تربية الأطفال؟
لعلّ المنزل أسهل مكان لتعلّم السلوكيات التي تبقى راسخة في ذهن الطّفل على المدى البعيد، وإدراك الطّفل عواقب أفعاله السّلبية والإيجابيّة، لكنّ أحد أكبر التحديات التي تقف أمام الأسرة إقامة روتين منزلي مريح وفعّال يحقّق حلًا وسطًا بين الفوضى والإرتباك الذي يحدث دونه، خصوصًا أنّ الأطفال لا يُمنَحون الاختيار بشكل مطلق، وتكمن أهمية اتباع روتين ثابت في المنزل في أنّه يتضمّن متغيّرات تواجه الأطفال بشكل أقل من تلك الحياة التي تفقد وجود روتين منسّق؛ إذ إنّهم يتوقّعون ما سيفعلونه عند العودة إلى منازلهم؛ مما يوفر للأطفال حدودًا واضحة ومثالية، ويساعدهم في الشعور بالأمان في المنزل، بالإضافة إلى منحهم عادات جيدة للحياة؛ كالمواظبة على مواعيد محددة للنوم، ومواعيد خاصة لتناول الطّعام.[١]
تدريب الطفل على الروتين الجيد
يُلاحَظ أنّ بعض أجزاء روتين العائلة موجودة بالفعل؛ مثل: أوقات الوجبات وأوقات النوم؛ لذا تُضاف العادات التي تريدها إلى روتين الطفل من خلال إضافتها إلى العادات الموجودة بالفعل، ومن ذلك:[١]
- إذا رغب الشخص في جعلهم ينظّفون غرفتهم مرة واحدة يوميًا فيجب جعلها قبل العشاء.
- إذا رغب في إدخال القراءة لتصبح جزءًا من الروتين اليومي فعليه دمجها قبل وقت النوم.
ملاحظة: الأمر الذي يجعل هذه العادات جيدة ممارستها بانتظام وبشكل يومي وجعلها تناسب ظروف الحياة، ومن الجدير بالذكر أنّ العادات التي تأتي مع الروتين تُظهِر للأطفال أنّ هناك عواقب لسلوكياتهم، بينما عدم وجود الروتين يعيق احترامهم للحدود؛ فعلى سبيل المثال: ربما يبدو جزءًا من الروتين أنّ وقت اللعب يبدأ فقط عند الانتهاء من الواجبات المنزلية، أو تقديم الحلوى فقط عندما يتناول الطّفل حصته المخصصة من الخضروات بالكامل؛ لذا لا بُدّ من المحافظة على الطقوس والروتين قدر الإمكان.
ما أهمية الروتين في تربية الطفل؟
يعتمد بعض الأشخاص على اتباع روتين معين في حياتهم اليومية، بينما يَعدُّه آخرون أمرًا مُمِلًا بعض الشيء، لكنّ هذا الأمر قد يبدو مختلفًا عند الأطفال الصغار، وهناك عدة فوائد يحصل الطفل عليها من روتين ثابت في الحياة اليومية، ومنها:[٢]
- زيادة الثقة والاستقلالية: فإنّ توقّع ما يستطيع الشخص فعله في الحياة اليومية يطوّر ثقة الطفل بنفسه، واعتماده على التجارب السابقة ضمن بيئة آمنة تتيح للطفل أن يشعر بالراحة في أداء الأنشطة نفسها وحده؛ مثل: ارتداء ملابسه بمفرده.
- تحكم أكبر بالنّفس: إذا لم يوجد تحديد للوقت الذي يشاهد الطفل الرسوم المتحركة فيه، على سبيل المثال، فقد لا يتعلّم أنّه في بعض الأحيان يضطر لإيقاف تشغيل التلفزيون لفعل شيء أقل متعة؛ لذلك يساعد الروتين الطفل في فهم التوازن بين المهمّات الممتعة؛ مثل: اللعب والمهمات الوظيفية؛ مثل: تنظيف أسنانه.
- الحد من التّوتر: عندما يوجد لدى الطفل روتين يومي يستطيع التنبؤ به، فإنّه يذكّره بأنّه في بيئة آمنة ومحِبة، فإذا كان يعرف ما يحدث كل يوم فيقلّل ذلك من استخدام الطفل لسيناريوهات "ماذا لو"، ويسهل تطبيق القواعد، ويساعد في تقليل الإجهاد خلال اليوم.
- تعلّم عادات صحية: عندما يمارس الطفل بشكل روتيني الأنشطة نفسها؛ مثل: غسل اليدين قبل وجبات الطعام وتنظيف الأسنان والمشي بعد العشاء فإنّ هذا التكرار يخلق عادات يحملها الطفل معه بشكل طبيعي في الحياة اللاحقة.
التصرفات الروتينية التي يتدرّب الطفل عليها
لا يوجد روتين مثالي لكل عائلة؛ لأنّ كل عائلة مختلفة عن الأخرى، لذا يجب تنظيم روتين وفقًا لاحتياجات العائلة، ومع ذلك، فالشخص في حاجة إلى روتين جيد التخطيط ومنتظم، وتخصيص أدوار يفهمها كلّ فرد في الأسرة.[٣]
- روتين الصباح: يحتاج كل أفراد الأسرة إلى معرفة ما يجب فعله للاستعداد في يومهم الجديد؛ لذا تنبغي محاولة فعل الآتي:
- ترتيب أكبر عدد ممكن من الأشياء في الليلة السابقة.
- الحفاظ على روتين الاستيقاظ بحيث يصبح إيجابيًا.
- التأكد أنّ الطفل يتناول وجبة الإفطار حتى لو لم يشعر الجوع في الصباح.
- بعد المدرسة: خلال مرحلة الطفولة المتوسطة بعض الآباء يعيدون أطفالهم إلى منازل فارغة، وهؤلاء الأطفال أكثرعرضة للقلق واتباع السلوكيات السيئة، وبالنسبة لهذه الفئة العمرية يُوصى بأن يعود الطفل إلى منزل أحد الوالدين أو شخص بالغ آخر مسؤول.
- المساء: يجب أن يبدو وقت العشاء مهمًا للعائلة قدر الإمكان، ويُفضّل أن يتناول أفراد الأسرة كلهم طعامهم معًا على مائدة واحدة دون تشتيت الانتباه بمتابعة التلفاز أو الراديو، ويتشارك خلاله أفراد العائلة رواية أنشطتهم اليومية بشكل ممتع مع الابتعاد عن التعليقات والانتقادات السلبية.
- وقت النوم: يحتاج الأطفال إلى وقت منتظم للنوم خلال أيام المدرسة، وتُحضَّر طقوس الليل؛ مثل: أن تنطفئ الأضواء في المدة المناسبة لموعد نومه، بالإضافة إلى رواية القصص والقراءة بصوت عالٍ والمحادثة والأغاني؛ ممّا يعطي الطفل راحة عند نومة، ومحاولة تجنب اللعب والأنشطة المُحفزة للحركة قبل النوم.
- عطلة نهاية الأسبوع: هي أوقات جيدة للتواصل العائلي، ويصطحب الوالدان خلالها الأطفال للشراء من البقالة، أو زيارة المتاحف وحدائق الحيوان، أو ممارسة الأعمال المنزلية التي يشارك فيها الجميع، أو الذهاب في نزهات أو ركوب الدراجات، أو حضور المناسبات الدينية. وفي هذه العطلات يُسمح للأطفال في منتصف العمر بالنوم في وقت متأخر، لكن يجب الوضع في الاعتبار أنّه من المهم تخصيص بعض الوقت للآباء لقضاء بعض الوقت بمفردهم.
المراجع
- ^ أ ب "The Importance of Routine in Childhood", melbournechildpsychology, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ↑ "The Importance of Routine for Children", klaschools, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ↑ "The Importance of Family Routines", healthychildren, Retrieved 6-7-2020. Edited.