محتويات
لطالما ارتبطت الموسيقى بالمشاعر فيمكنك بمجرد سماعها أن تشعر بالحزن أو الفرح أو كافة هذه المشاعر مجتمعة، تعرف على أبرز المعلومات حول العلاج بالموسيقى فيما يأتي.
العلاج بالموسيقى
يُعد العلاج بالموسيقى أحد أقدم أنواع العلاج الموجود في العالم، ويقوم بتطبيقه مجموعة من الأخصائيين الذين درسوا الموسيقى واحترفوها، حيث تعمل الموسيقى على تحفيز العقل والجسد على الاسترخاء أو استحضار مشاعر وأفكار معينة والمساهمة في مواجهتها.
يستند هؤلاء المعالجون إلى خبرتهم في الموسيقى ومعرفتهم الواسعة بأنواع الآلات الموسيقية المختلفة ليتوصلوا بعد معاينة الشخص إلى النوع الذي يناسبه من الموسيقى خلال مراحل العلاج، كما أنهم يحرصون على استخدام بعض المقطوعات الموسيقية المفضلة للشخص نفسه.
يقوم المعالج في بعض الجلسات بعزف الموسيقى للمريض، وقد يقوم المعالج بتعليم متلقي العلاج كيفية العزف على آلة ما.
لكن من الجدير بذكره أن هذا النوع من العلاج قد لا يكون له أثر واضح عند الجميع، كما أنه ما زال هناك الحاجة إلى إجراء العديد من الدراسات لدعمه.
الحالات الطبية التي تُساعد الموسيقى في علاجها
تشمل حالات العلاج بالموسيقى ما يأتي:
1. تأثير جيد في العمليات الدقيقة
أجريت إحدى التجارب على مرضى سيقومون بإجراء عمليات صعبة أو خطيرة، مثل: تصوير أوعية القلب، أو جراحة الركبة، حيث جاءت نتائج تجارب عديدة لتفيد الآتي:
- المريض الذي استمع للموسيقى قبل دخول غرفة العمليات كان أكثر هدوءًا وأقل توترًا من باقي المرضى.
- المريض الذي استمع إلى الموسيقى داخل غرفة العمليات كان مسترخيًا، ولم يكن بحاجة إلى جرعات عالية من التخدير.
- المريض الذي استمع إلى الموسيقى بعد إجراء العملية لم يكن بحاجة إلى الكثير من مسكنات الألم القوية.
2. استعادة النطق
تُساعد الموسيقى المرضى الذين تعرضوا لإصابات في الرأس أو لسكتة دماغية أدت إلى فقدانهم لحاسة النطق التي تقع في الفص الأيسر من المخ، إذ يُعد الجزء الأيمن من المخ هو المسوؤل عن القدرة على الغناء.
لذلك يستعين الأطباء بالموسيقى حتى يبدأ الجانب الأيمن من المخ بالتنبه للموسيقى والكلمات، ويبدأ في محاولة إرسال إشارة إلى الجزء الأيسر منه، والذي يرسل بدوره إشارات للّسان للغناء والتفاعل مع الموسيقى تدريجيًا.
بعد أن يتعرف في البداية على اللحن رويدًا رويدًا قد يستطيع المريض أن يصل إلى مرحلة يستعيد فيها نطقه وبشكل كامل.
3. التخفيف من ألم مرضى الإيدز
تم الاستعانة بالموسيقى لتخفيف ألم مرضى الإيدز في اختبار طُبِقَّ على مجموعة من المرضى الذين يشعرون بألم شديد ومنهم من كان يشعر بألم دائم.
وأثبتت النتائج أن الاستماع إلى بعض المقطوعات الموسيقية قد خفف من شعورهم بالألم، وساعد على التقليل من الاكتئاب لديهم، وأعطى المرضى شعورًا بقدرتهم على تحمل ألمهم.
4. تحسين جودة الحياة لمرضى الخرف
تُعد الموسيقى إحدى الوسائل للتفاعل مع مرضى الخرف، فالعلاج بالموسيقى يُساعدهم على استحضار بعض الذكريات والمواقف والمشاعر، ويُقلل من شعورهم بالضيق والتوتر ويرمم الفجوة بينهم وبين الناس حيث تُساعدهم على التواصل بطريقة أسهل.
5. تقليل الآثار الجانبية لعلاج السرطان
يُقلل الاستماع إلى الموسيقى التوتر والقلق الناتج عن العلاج الكيميائي والعلاج بالإشعاع، بالإضافة إلى أن الموسيقى تُساعد في تهدئة الجسم والتخفيف من الآثار الجانبية لعلاج السرطان، مثل: الشعور بالقيء والغثيان.
6. تخفيف أعراض مرض التوحد
يُعد مرض التوحد من الأمراض التي تُصيب الدماغ، والشخص المُصاب به يعاني من بعض الصعوبات في التعامل مع العالم الخارجي والتواصل مع الناس و الانخراط في الأنشطة، كما يميل المريض لتكرار بعض التصرفات والسلوكيات.
أظهرت إحدى التجارب أن مرضى التوحد يتفاعلون بنسبة كبيرة مع الموسيقى فقد يُساعدهم الاستماع إلى الأغاني والموسيقى على تطوير بعض المهارات اللفظية أو الفعلية ومساعدتهم على تنمية إدراكهم عمومًا.
كيف تُدار جلسة العلاج بالموسيقى؟
تنقسم مرحلة العلاج إلى مجموعتين من الجلسات التي يتلقاها المريض خلال مرحلة العلاج بالموسيقى بأكملها، وهما:
1. جلسة تفاعلية وتشاركية
يقوم المريض في هذه الجلسة بعزف الموسيقى أو الغناء أو تأليف مقطوعات موسيقية جديدة أو ارتجال بعض الأغاني وكتابة كلماتها وتلحينها، وهي طريقة للتعبير عن مشاعره وأفكاره التي يقوم المعالج بمناقشتها معه فيما بعد.
2. جلسة استماع أو تلقي
يقوم المريض في هذه الجلسة بالاستماع إلى الموسيقى أو الأغاني التي يختارها المُعالج، بحيث تكو ن مناسبة لحالة المريض النفسية والجسدية وقادرة على تحقيق ال هدف المنشود.
كما يمكن للمريض أن يرقص على أنغام الموسيقى التي يستمع إليها، أو يقوم بارتجال كلمات جديدة على اللحن الأصلي لتعبر عن مشاعره أثناء الجلسة.
كيف يختار المعالجين الموسيقى أثناء الجلسة؟
يقوم المعالج باختيار المقطوعة الموسيقية وفقًا لمعايير منظمة أيزو ((ISO) International organization for standardization) التي أقرت أن المقطوعة الموسيقية يجب أن تكون مناسبة لحالة المريض النفسية والجسدية، وأن يحرص المعالج على مراجعة كلمات الأغاني بعناية قبل أن يعرضها على المتلقي حتى تكون نتائج الجلسة مضمونة.