محتويات
هل المغذي يفطر؟
إنّ حكم المغذي في إفطارالصائم مما تعدّدت فيه الآراء من حيث أنّ بعض العلماء ذهب إلى تفطير كل من يأخذ مغذيًا دون النظر إليه على أنه مغذي أو غير مغذي؛ والمقصود بالمغذي هو المحلول الذي يزود الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة، والغير مغذي هي الحقن العضلية ولا تدخل في تغذية الجسم في شيء، وذهب البعض الآخر إلى تفصيل حكم المغذي من ناحية ما ينفع الجسم غذاءً وما ينفع الجسم دواءً، فما ينفع الجسم غذاءً يفطر الصائم وما ينفعه دواءً لا يفطره.[١]
وتفصيل ذلك فيما يأتي:
المغذي الذي يحل محل الطعام والشراب
المقصود بالمغذي الذي يحل محل الطعام والشراب هي الإبرة الوريدية المغذية التي يُحقن بها الشخص وريديًا ويتغذى من خلالها لِما تحويه من سكريات ومعادن، وهذا النوع من المغذيات يُفطّر، والأمر الذي قيس عليه هذا الحكم هو حصول ما يغذّي بدن الصائم من خلال الإبرة حتى وإن لم يدخل الجوف شيء.[٢]
المغذي الذي لا يحل محل الطعام والشراب
المقصود بالمغذي الذي لا يحل محل الطعام والشراب: أي الحقن العضلية والحقن الجلدية، فهذه الحقن غير مغذية، وهذا ما ذهب إليه الكثير من العلماء، وممن أكد على ذلك ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، والدليل في ذلك أن الأصل في صيام الصائم صحة صومه ما لم يقم دليل على فساد الصوم، وهذه الإبر ليست أكلًا ولا شربًا ولا في معنى التغذية أو مما يقتات به الصائم.[٣]
وذهب البعض الآخر من العلماء في شأن الحقن الغير مغذية إلى تفضيل تجنبها محافظة للصائم على صيامه، استدلالًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعْ ما يريبُكَ إلى ما لا يريبُكَ)،[٤] وذهبوا في ذلك إلى تفضيل تأخير موعد هذه الحقنة إلى الليل في حال موافقة الطبيب على ذلك.[٥]
حكم من كان يأخذ المغذي الذي يفطر جاهلًا حكمه
قد تختلط الأمور المفطرة على الصائم الذي لا يعرف أحكام المفطّرات، فقد يجتنب أمرًا ظنًا منه أنه يُفطّر وقد لا يكون ذلك، وقد يقوم بارتكاب ما هو مفطر حقًا بغير علمه بحكم إفطاره، لذا من الأمور التي على الصائم القيام بها هو سؤال أهل العلم في حكم كل ما يُشكِل عليه فهمه أو معرفة حكمه.
وقال بعض أهل العلم إنّ تعاطي المفطّرات في صيام الفريضة يُوجب على صاحبه القضاء، لأنّه تساهل في عدم التفقّه في أحكام الصيام، قياساً على من أكل وشرب في نهار رمضان ظانّاً أنّه لا حرج في ذلك،[٦] وقال العديد من العلماء إنّ الإتيان بما يُفسد الصيام جهلاً بالحكم لا يُفسده،[٧] ولا قضاء على من فعل ذلك لأنه جاهلٌ بحكمه، لأن من شروط فساد الصوم: العلم بالحكم وعدم الجهل به.[٨]
حكم من كان يأخذ المغذي الذي يفطر عالمًا بحكمه
إن الله تعالى قد شرع لعباده استخدام رخصه، فقد أمر بالصيام في شهر رمضان ورخَّص للمريض الذي لا يستطيع الصيام والذي يحتاج إلى الأدوية والحقن أن يفطر ويقضي في أيام أخر.[٩]
المراجع
- ↑ محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 55. بتصرّف.
- ↑ "الإبِرةُ الوَريديَّة المُغَذِّيَة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2021. بتصرّف.
- ↑ "الإبْرةُ العلاجيَّةُ غيرُ المُغَذِّيَةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن الملقن، في شرح البخاري لابن الملقن، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:42، حديث صحيح.
- ↑ صالح الفوزان، كتاب الملخص الفقهي، صفحة 383. بتصرّف.
- ↑ "حكم من تعاطى مبطلاً من مبطلات الصوم جاهلاً بالحكم"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2021. بتصرّف.
- ↑ محمد مصطفى الزحيلي، القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة، صفحة 264، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ "إذا تناول المفطر جاهلا بالحكم أو الوقت"، الإسلام سؤال وجواب، 25-09-2008، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2021. بتصرّف.
- ↑ " حكم استخدام المغذي في نهار رمضان"، دائرة الإفتاء. بتصرّف.