محتويات
يستمتع الأطفال كثيرًا بالنظر إلى أنفسهم بالمرآة، حتى أصبحنا نجدها في كثير من ألعابهم، فهل تحديق الطفل بالمرآة أمر آمن؟
هل لاحظت استمتاع طفلك في النظر إلى نفسه في المرآة؟ غالبية الرضع يستطيعون قضاء وقت طويل بالتحديق في انعكاسهم بالمرآة، لكن هل تحديق الطفل بالمرآة أمر آمن؟ وهل يمكنك اقتناص هذه الفرصة لتطوير مهاراته؟ إليك الإجابات وأكثر.
هل تحديق الطفل بالمرآة أمر آمن؟
على الرغم من انتشار اعتقاد في السابق ينصّ على كون تحديق الطفل بالمرآة أمرًا خطيرًا، لكن المعلومات الحديثة تنص على العكس تمامًا، فتواصل الطفل مع انعكاسه يساهم في رفع إدراكه ووعيه لذاته، وهو عبارة عن مهارة تميّز البشر عن غالبية الحيوانات.
واستكمالًا للإجابة على هل تحديق الطفل بالمرآة أمر آمن، نضيف هنا أنّ المرآة من شأنها أن تكون عبارة عن محفّز حركيّ جيّد للطفل، حيث أنّ الأمر يتعلّق بمدى وعي الأهل لذلك واهتمامهم به.
فقط عليك الحذر والانتباه لأن تكون المرآة التي يحدّق ويلعب بها مصنوعة من موادّ غير مؤذية ولا تنكسر، كما من الهام جدًا أن تنتبهي لعدم وضع المرآة في زاوية نظر معينة فقط، فكثرة النظر لزاوية واحدة قد تؤدّي لتطوّر حالة من الحول في نظر طفلك.
ما سرّ حبّ الرضيع للتحديق في نفسه بالمرآة؟
بعد التعرف على إجابة هل تحديق الطفل بالمرآة أمر آمن نجيب هنا في الواقع على الرغم من أنّنا نجد أنّ الطفل منسجم جدًا مع انعكاسه في المرآة ويتفاعل مع الموقف بطرق مختلفة، إلّا أنّه لا يدرك تمامًا أنّه ينظر إلى نفسه، إنّما بالنسبة له فهناك شخص آخر تمامًا يتواجد أمامه.
إذا ما هو سرّ تفاعله مع المرآة؟ ببساطة إنّ الرضّع في هذه المرحلة يحبّون كثيرًا الوجوه ويألفون الأشكال التي تتضمّنها، كمحاجر العينين الدائريّتين أو الأنف مثلث الشّكل. لذلك فإنّ تعامل طفلك مع المرآة نابع من شعور بحب الاستطلاع والوناسة.
متى يبدأ الطفل بتمييز نفسه بالمرآة؟
على الرغم من أنّ الطفل يبدأ بالتفاعل مع المرآة منذ الشهر الثالث تقريبًا، إلّا أنّه كما قلنا لا يدرك في هذه المرحلة أنّ الصورة في المرآة هي انعكاس لنفسه.
فقط بعد بلوغ الطفل الشهر الثامن عشر من عمره قد يصل إلى مرحلة يدرك معها أنّه ينظر إلى صورته هو، وفي عمر السنتين يكون معظم الأطفال قادرين على إدراك هذه الحقيقة.
كيف أوظّف اهتمام طفلي بالمرآة من أجل تطوير مهاراته؟
وفي سياق الحديث عن هل تحديق الطفل بالمرآة أمر آمن نخبرك هنا بأنه على الرغم من أنّ مجرّد بقاء طفلك أما المرآة هو أمرٍ كافٍ كي يتفاعل معها ويتعلّم منها حول عالمه، إلّا أنّك تستطيعين اغتنام فرصة حب طفلك للمرآة من أجل قضاء بعض الوقت معًا، والأهم من ذلك هو من أجل العمل على تطوير مهاراته وإدراكاته:
- الوقوف إلى جانب طفلك أمام المرآة وتشغيل أغنية تفاعلية للأطفال، تقتضي منكما القيام ببعض الحركات التي تقومان الاثنان بتطبيقها من أجل العمل على التنسيق الحركي وتطوير المهارات الحركية.
- إيقاف الطفل أما المرآة وذكر أعضاء الجسد واطلبي منه أن يقوم بالإشارة إليها في المرآة فرضًا، فمن شأن المرآة أن تكون أداة عبقرية من حيث قدرتها على تسهيل عمليّة تعلم الطفل لأعضاء جسمه.
- القيام ببعض التعابير في وجهك، على أن يحاول طفلك أن يحزر بماذا تشعرين في هذه اللحظة من تعابير وجهك، أنّ لعبة بهذه البساطة تضمن لك إثراء قاموس طفلك اللغوي العاطفي.
- التنكر بألبسة مختلفة ولعب أدوار شخصيات تعرفانها أمام المرآة ومحاولة تمثيل أدوارها. لكن من المهم التذكير هنا إلى كون الأطفال في المراحل الأولى لن يستطيعوا لعب هذه اللعبة جيّدًا وذلك لعدم قدرتهم على فهم احتياجات وانفرادية الآخر.
عزيزتي الأم، كوني أنتِ الخلاقة والمبدعة في توظيف المرآة وغيرها من الألعاب في سبيل أخذ الفائدة الممكنة القصوى منها.