هل تسبب وسائل التواصل الاجتماعي ضررًا نفسيًا للشباب؟

كتابة:
هل تسبب وسائل التواصل الاجتماعي ضررًا نفسيًا للشباب؟

زاد انتشار اكتئاب المراهقين بشكل كبير منذ أن اكتسبت وسائل التواصل الاجتماعي شعبية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إذ أفادت التقارير أن معدلات الاكتئاب لدى الشباب زادت بنسبة 52٪ بين عامي 2005 و2017. إليك التفاصيل:

أرجعت أستاذة الطب النفسي وأخصائية علم النفس العصبي الإكلينيكي إبريل تيمز (April Thames)، الحاصلة على درجة الدكتوراه في معهد أبحاث الدماغ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وقسم الطب النفسي وعلوم السلوك الحيوي، هذا الارتفاع الدراماتيكي في الاكتئاب إلى ضغط الأقران الذي يشعر به الشباب لكي يكونوا "مثاليين" أو على الأقل التظاهر بذلك.

كما قالت الدكتورة تيمز: "إن جزءًا كبيرًا من الاضطراب العقلي يتعلق بالشعور بالضغط بحثًا عن الكمال، وعندما ترى أشخاصًا على هذه المنصات ينشرون باستمرار على حساباتهم منشورات عن رحلاتهم الرائعة وصورهم المعدلة الجميلة، فإن ذلك يخلق معيارًا زائفًا للشباب، الذين لا يزالون يحاولون معرفة هويتهم ومكانهم في العالم".

العقول الشابة أكثر عرضة للمحفزات السلبية

لماذا يتفاعل بعض الأشخاص بشكل سلبي مع وسائل التواصل الاجتماعي؟ وفقا للدكتورة تيمز، فإن كل ذلك يعود إلى منطقة معينة من الدماغ، وقالت الدكتورة: "لا تتطور قشرة الفص الجبهي للدماغ بشكل كامل حتى سن العشرين تقريبًا" وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن تنظيم الشخصية واتخاذ القرار والسلوك الاجتماعي. 

يستجيب العديد من المراهقين والشباب للمحفزات التي يرونها على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام أجزاء أخرى أكثر تفاعلًا من الناحية العاطفية في الدماغ لأن قشرة الفص الجبهي للدماغ لم تتطور بشكل كامل بعد في الدماغ النامي، وعندما يتعرض الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أمور لا يحبونها أو أمور تستهدفهم بشكل سلبي، فوفقًا للدكتورة تيمز فقد يتسبب ذلك في القلق أو اليأس الشديد.

الحياة المزيفة على مواقع التواصل

وفقًا للدكتورة تيمز، فإن الوضع سيزداد سوءًا بسبب الانتشار والتوسع لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل من الصعب على أخصائيي الصحة العقلية التعامل معه، كما تتنبأ الدكتورة تيمز بأن الصحة العقلية للأمريكيين ستستمر في التدهور، إذ تقول الدكتورة: "أنا لا أحاول أن أكون متشائمة، لكننا نشهد زيادة في انتشار القلق والاكتئاب بين الشباب، وكثيرًا منه ناتج عن وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب علينا كمجتمع الأطباء النفسيين البدء في إيلاء اهتمام وثيق لطرق إيصال خدمات الصحة النفسية للشباب".

أصبحت المشكلة كبيرة لدرجة أن مؤسسات خارج مجال الصحة العقلية بدأت تستكشف حلولًا لهذه المشكلة، على سبيل المثال رفعت مدارس سياتل العامة دعوى قضائية من 91 صفحة ضد شركات التكنولوجيا الكبيرة من أجل تحميلها المسؤولية عن قضية الصحة العقلية للمراهقين، وتشمل هذه الدعوى الشركات التي تدير إنستجرام وفيسبوك ويوتيوب.

وفقًا للدكتورة تيمز فإن أحد الأسباب الرئيسية للأزمة هو الاهتمام المفرط بـ"الإعجابات" والتعليقات السلبية على الإنترنت، وتقول الدكتورة: "لسوء الحظ، نميل إلى تذكر التعليقات السلبية أكثر من الإيجابية، وتبقى هذه التعليقات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكن للجميع رؤيتها".

تحمل المسؤولية وتغيير المفاهيم

بينت الدكتورة تيمز إن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تشوه نظرة الناس لأنفسهم، وللأسف يخفي الكثير من الشباب هوياتهم وراء سمعتهم على الإنترنت، ويمكن أن يساعد إنشاء المزيد من المساحات على مواقع التواصل الاجتماعي للمراهقين والشباب للحصول على الدعم وردود الفعل الإيجابية في علاج هذه المشكلة.

وأضافت الدكتورة تيمز: "ما أود أن أراه هو تطور وسائل التواصل الاجتماعي، لكي تصبح مساحة للشباب للتعبير عن ذاتهم والحصول على الدعم الإيجابي".

تتابع الدكتورة قائلة: "إن عقول الشباب ما زالت تتطور، وبالتالي هم غير قادرين على إدراك فوائد ما يمرون به، ومن المهم جدًا أن نتيح لهم الأدوات التي تسمح لهم بتصور ذاتهم والاحتمالات المتنوعة لمستقبلهم".

 

مصدر هذا المحتوى من:

UCLA Health

UCLA Health MENA

3947 مشاهدة
للأعلى للسفل
×