كشف استطلاع جديد أن هناك صمت حول ظاهرة جفاف المهبل: النساء لا يقمن بطلب المساعدة والأطباء لا يقدمونها، على الرغم من وجود العلاجات الطبية
واحدة من الظواهر التي تقلق الكثير من النساء في سن اليأس هي جفاف المهبل. كشف استطلاع جديد "مؤامرة الصمت" التي تحيط بهذه الظاهرة: النساء يخجلن من طلب المساعدة وأطباء أمراض النساء يمتنعون عن طرح هذا الموضوع.
نتائج الاستطلاع
هذا المسح شمل 400 امرأة تتراوح أعمارهن بين 45-65. تبين من تحليل النتائج أن نحو 20٪ من النساء في هذه السن يعانين من أعراض سن اليأس، بما في ذلك جفاف المهبل. وأشارت ثلث النساء المصابات بجفاف المهبل الى وجود صعوبة كبيرة في ممارسة الجنس مما يسبب لهن المعاناة الجسدية، النفسية والزوجية.
فقط 7٪ من النساء اللاتي عانين من هذه المشكلة أثرنها أمام طبيب أمراض النساء وغالبية النساء حافظن على مؤامرة الصمت - فقد عانين لمدة سنتين ونصف في المتوسط من دون استشارة طبيب النساء. ويظهر الاستطلاع أن هناك وعي متدني جدا لمشكلة جفاف المهبل وحول جميع الآثار المترتبة على عملية ممارسة الجنس ونوعية الحياة الجيدة، سواء من قبل النساء أم من قبل الأطباء.
تأثير جفاف المهبل
جفاف المهبل يرافق احيانا بالحكة، الوخز، الالتهابات المتكررة، الحرقان والألم أثناء الجماع. نتيجة لذلك تحدث سلسلة من ردود الفعل وحوالي نصف النساء اللاتي يعانين من جفاف المهبل يواجهن صعوبات عند ممارسة الجنس مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية. وفي الوقت نفسه، هناك أيضا تأثير على الزوج الذي يواجه صعوبة في عملية الولوج.
" الكثير من النساء في مرحلة سن اليأس يمتنعن عن ممارسة الجنس، ليس بسبب عدم وجود الرغبة الجنسية، وانما بسبب الشعور بعدم الراحة أو الألم أثناء الجماع الناتج عن مشكلة جسدية بسبب جفاف المهبل"، كما يقول الخبراء المتخصصون في علم الجنس.
"معظمهن لسن على علم بهذه المشكلة ويعزون امتناعهن عن ممارسة الجنس لمشكلة في الرغبة والشهوة الجنسية ولا يتحدثن عن ذلك مع الزوج ولا مع الطبيب سواءً بسبب الخجل أم بسبب عدم ادراكهن لوجود الحل الطبي لهذه المشكلة.
في العيادات المتخصصة في علاج المشاكل الجنسية تصل نساء اللاتي تعانين من المضاعفات الثانوية لظاهرة جفاف المهبل، أي نساء اللاتي يتوجهن بسبب الألم أثناء ممارسة الجنس، صعوبة الاستثارة الجنسية أو صعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية ".
"في كثير من الأحيان، بسبب جفاف المهبل تظهر مشاكل في الانتصاب لدى الزوج، بسبب صعوبة الولوج الى المهبل الجاف والغير مرن، ولذا فإننا لا نشخص المشكلة لدى المرأة إلا بعد أن يتوجه الرجل للعلاج اعتقادا منه أن المشكلة لديه فقط".
كسر مؤامرة الصمت
في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في موضوع سن اليأس تم استضافة البروفيسورة ليلى نختيجل، اخصائية التوليد وأمراض النساء من الولايات المتحدة.
في محاضرتها، أشارت إلى أنه "لدى 75٪ من النساء اللاتي يعانين من جفاف المهبل، المشكلة الناجمة عن انخفاض في مستوى هرمون الاستروجين في الجسم، الذي يشكل السبب الرئيسي في الامتناع عن ممارسة الجنس في سن اليأس وأن 25٪ فقط من النساء يتوجهن لتلقي العلاج الطبي".
"يظهر جفاف المهبل فقط بعد خمس سنوات من بداية سن اليأس، لذلك هناك ميل لتجاهله أو عدم ربطه بسن اليأس."
وأضافت أن "النساء يخجلن من الحديث عن مشكلة جفاف المهبل لأسباب دينيه أو اجتماعية، والنتيجة هي أن النساء بعد انقطاع الطمث يعتقدن انه لا يفترض أن يمارسن الجنس"، ودعت الأطباء لأثارت هذه المسألة أمام المعالجات والشرح لهن أن هناك علاجات متنوعة لظاهرة جفاف المهبل، على شكل كريمات أو أقراص الاستروجين بجرعة منخفضة التي يمكن ادخالها لداخل المهبل".