هل تقي الكمامة من الفيروسات؟

كتابة:
هل تقي الكمامة من الفيروسات؟

ارتداء الكمامة

بدأ الأفراد باستخدام الكمَّامات الجراحيَّة للوقايَّة من العدوى الفيروسيَّة منذ انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير في عام 2009، وفي الوقت الحالي، أصبح وضع الكمَّامة شائعًا مع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (COVID-19).

توصي الجهات المَعنيَّة بارتداء الكمَّامة كنوع من الإجراءات الاحترازيَّة في مواجهة انتشار العدوى بين الأفراد، بل تشدِّد أيضًا على ارتداء الكمَّامات في أماكن التجمعات وفي المستشفيات مع عدم إغفال الاعتبارات الوقائيَّة الأخرى التي يفرضها واقع انتشار العدوى، يبقى السؤال الأهم، هل يمنع ارتداء الكمامات فعلًا انتشار العدوى الفيروسية؟[١]


هل تقي الكمامة من الإصابة بالفيروسات؟

بالرغم من كثرة الشكوك حول فعاليَّة استخدام الكمَّامات في منع انتشار الفيروسات، توجد مجموعة من الدراسات التي بحثت في هذا الأمر، التي يمكن اعتمادها للتوصل إلى الإجابة،[١] ففي دراسة أجريت في اليابان عام 2014/2015 تبحث فعاليَّة ارتداء الكمامات واستخدام اللقاحات في منع انتشار فيروس الإنفلونزا الموسمي، وجدت الدراسة أنَّ وضع الكمامة واستخدام المطعوم يقلِّل احتماليَّة تطوُّر الإنفلونزا الموسميَّة.[٢]

بينما أشارت إحدى الدراسات التي نُشِرت في عام 2013 والتي تبحث دور الكمَّامة في الحدّ من انتشار الإنفلونزا الموسميَّة عبر الرذاذ التنفسيّ الملوَّث بالعدوى الفيروسيَّة، إلى أنَّ وضع الكمامة يقلل كمية الفيروس الذي ينشره المرضى في الهواء الجوي،[٣] وقد وجد الباحثون أيضًا أنَّ معدَّلات الإنفلونزا تكون أقل في حالة ارتداء الكمَّامة والحرص على غسل اليدين جيدًا.[٤]

وخلاصة الحديث أنَّ الكمامة تساعد في تقليل فرصة انتشار العدوى، غير أنَّ الاعتماد عليها وحدها لا يكفي لمنع انتشار الفيروسات، إذْ يجب الأخذ بعين الاعتبار الأمور الوقائية الأخرى، أهمها غسل اليدين بانتظام.[١]

وبالحديث عن رأي الخبراء حول ارتداء الكمَّامة للوقاية من العدوى، أوصت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (CDC) بارتداء الكمامة القماشيَّة لتغطية الأنف والفم أثناء وجودك في المجتمع العام مع انتشار الفيروسات التاجيَّة النبيلة وفيروس كورونا المستجدّ كوفيد 19 (COVID-19)، وذلك إلى جانب التوصيات بشأن اتِّباع الإجراءات الوقائيَّة الأخرى المُمثَّلة بغسل اليدين باستمرار، والتباعد الاجتماعي، وغيرها.

ولاحظت هذه الجهة أنَّ وضع الكمامة أو الغطاء البسيط على الفم والأنف يُمكنه تقليل انتشار العدوى الفيروسيَّة، ومن جانبٍ آخر، أوصت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها العاملين في مجال الرعاية الصحيَّة بارتداء الكمامات أثناء التعامل مع المرضى الذين يعانون من الإنفلونزا، كما حثَّت المرضى الذين تظهر لديهم أعراض العدوى التنفسيَّة على ارتداء الكمَّامة أثناء وجودهم في المنشآت الصحية إلى حين بدء العزل.[١]


ما هي أنواع الكمامات؟

يوجد أنواع مختلفة من الكمامات التي يمكنك استخدامها للوقاية من الجزيئات المحمولة في الجو، منها الآتي:[٥]

  • قناع (N95) أو جهاز التنفس الصناعي (N95): وهو من أدوات الوقاية التنفسيَّة الفعالة جدًّا في ترشيح الجزيئات المحمولة في الجو، فهو مصمَّم بطريقة تجعله يلائم الوجه وينطبق بإحكام حول الأنف والفم، ويعدّ قناع (N95) من الأنواع التي يستخدمها موظفو الرعاية الصحية، ولا توصي مراكز مكافحة الأمراض واتقائها بارتداء عامَّة الأفراد هذا النوع من الكمَّامات للوقاية من الأمراض التنفسية، كفيروس كورونا المستجد (COVID-19).
  • الكمامة الجراحية (Surgical Masks): وهي من أدوات الوقاية الفضفاضة، التي تستخدم لمرة واحدة، تعمل كحاجز فيزيائي بين فم وأنف مرتديها والملوثات الموجودة في الوسط البيئي المحيط، وتأتي هذه الكمَّامات بسُمك وكفاءه مختلف، الأمر الذي يؤثر على فعاليتها في الوقاية من العدوى وسهولة التنفس خلالها، ولكن في حال الارتداء الصحيح للكمامة، فإنَّها تُسهم في منع وصول جزيئات السائل الكبيرة الملوَّثة بالفيروسات والبكتيريا إلى الفم والأنف، ويمكنها أيضًا المساعدة على تقليل انتقال الإفرازات التنفسيَّة واللعاب للآخرين.
  • كمامة الوجه القماشية: يُمكن للأشخاص صنع الكمَّامة القماشيَّة بأنفسهم في المنزل باستخدام أنواع مُختلفة من الأقمشة، وتعدّ الأنسجة القطنيَّة المنسوجة بإحكام أفضل أنواع الأقمشة التي يمكن استخدامها لهذا الهدف.[٦]


ما الطريقة الصحيحة لخلع الكمامات؟

يجب اتباع الطريقة الصحيحة عند إزالة الكمامة عن الوجه، وهي موضحة كالآتي:[٧]

  • فك الأربطة المحيطة بالأذن، أو خلف الرأس.
  • الإمساك بالكمامة من خلال هذه الأربطة فقط.
  • طوي الزوايا الخارجية للكمامة معًا.
  • وضع الكمامة في الغسالة أو التخلص منها في حالة استخدام الكمامة الجراحية.
  • تجنب لمس العينين، والأنف، والفم عند إزالة الكمامة، مع ضرورة غسل اليدين فور إزالتها.


ما أفضل أنواع الكمامات؟

بالرغم من الاختلاف بين الكمامة الجراحيَّة وكمامة (N95)، سواءً على مستوى ترشيح الجزيئات أو ملاءمتها للوجه، وجدت إحدى التجارب العشوائيَّة أنَّ كلا النوعين قلَّل مخاطر الإصابة بالأمراض التنفسيَّة بين المشاركين في هذه التجربة بطريقة مُماثلة، وقد لوحظ أنَّ الالتزام بالاستخدام الصحيح والمُستمرّ للكمامة يلعب الدور الأساسي في الوقاية أكثر من الدور الذي يلعبه نوع الكمامة التي يرتديها المشاركون، وقد دعَّمت هذه النتيجة دراسات أخرى منذ ذلك الحين.[٨]

أمَّا في ما يتعلَّق بالكمامات التي تُصنع في المنزل، فهي بالطبع أقل فعاليَّة في الحماية من العدوى نظرًا لاحتوائها على فراغات بالقرب من منطقة الأنف، والخدين، والفك التي قد تمرِّر القطرات الصغيرة، وغالبًا ما تكون الأقمشة المصنوعة منها هذه الكمَّامات مساميَّة، ولا يمكنها الوقاية من القطرات الصغيرة، وبالرغم من ذلك، أشارت الأبحاث إلى أنَّ ارتداء هذا النوع من الكمَّامات أفضل بكثير من عدم وضعها، خاصةً عند اتباع الطريقة الصحيحة في ارتدائها.[٨]


نصائح حول استخدام الكمامات

ثمة مجموعة من النصائح التي يجب الأخذ بها عند ارتداء الكمامات، نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • الحرص على تنظيف اليدين جيدًا قبل وضع الكمامة على الوجه.
  • ارتداء الكمامة لتغطي الفم والأنف، وتكون محكمة على الوجه من الجانبين.
  • التأكد من إمكانيَّة التنفس بسهولة خلال الكمامة.
  • تجنب وضع الكمامة حول العنق أو على الجبين.
  • تجنب لمس الكمامة، وفي حال لمسها، احرص على غسل يديك جيدًا، أو استخدام معقم الأيدي.
  • الحرص على وضع الكمامة في الأماكن العامة، خاصةً في حال عدم القدرة على تطبيق مسافة الست أقدام بين الأفراد.
  • تعقيم الكمامة جيدًا.[٨]
  • استخدام الغسالة لتنظيف الكمامة القماشيَّة وتجفيفها بعد كل استخدام، ويمكن وضعها في كيس ورقي وحفظها في مكان دافئ وجاف مدَّة يومين أو أكثر قبل ارتدائها مرة أخرى.[٨]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Kristeen Cherney, "Does Wearing a Mask Protect You from the Flu and Other Viruses?"، healthline, Retrieved 23-7-2020. Edited.
  2. "Effectiveness of vaccination and wearing masks on seasonal influenza in Matsumoto City, Japan, in the 2014/2015 season: An observational study among all elementary schoolchildren", ncbi, Retrieved 23-7-2020. Edited.
  3. "Influenza Virus Aerosols in Human Exhaled Breath: Particle Size, Culturability, and Effect of Surgical Masks", ncbi, Retrieved 23-7-2020. Edited.
  4. "Use of non-pharmaceutical interventions to reduce the transmission of influenza in adults: A systematic review", ncbi, Retrieved 23-7-2020. Edited.
  5. "N95 Respirators, Surgical Masks, and Face Masks", fda, Retrieved 23-7-2020. Edited.
  6. Alex Bell, "Different types of face mask to use during the COVID-19 pandemic"، medicalnewstoday, Retrieved 23-7-2020. Edited.
  7. ^ أ ب "How to Wear Cloth Face Coverings", cdc, Retrieved 23-7-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث Leilani Fraley, "What Is the Best Type of Face Mask for You?"، healthline, Retrieved 23-7-2020. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×