هل تنتمين لمجموعات سرية مؤيدة لفقدان الشهية

كتابة:
هل تنتمين لمجموعات سرية مؤيدة لفقدان الشهية

مجتمعات سرية تتغلغل عبر شبكة الإنترنت، والمواقع الإلكترونية، تسمح للنساء بتبادل الأفكار والمعلومات المؤيدة لفقدان الشهية، فكيف أثرت هذه المواقع على صحة وعقلية النساء؟

قد أصبح للعالم الافتراضي اليوم، دوراً في تعزيز ثقافة صحية خاطئة، وتحديداً لدى النساء. حيث تمكن من دخول بعض المواقع الإلكترونية" السرية" على شبكة الإنترنت، وبإسم مستعار، مدركات حينها بأنهن سيتمكن من التعرف على الأساليب الصحيحة والداعمة لحالة فقدان الشهية Anorexia ، وبذلك هن يبحثن عن الرشاقة وتخفيف الوزن، ولكن بفعل "المجتمعات السرية" المتواجد على شبكة الإنترنت، ودون اللجوء الى الطبيب أو أي أخصائي للتغذية. فمن يقدم المعلومات ، هو شخص مجهول لا هوية لديه.

شبكة الإنترنت، غنية بالمواقع الغير موثوقة والموجهة، والتي تمكن النساء من المشاركة فيها وبإسم مستعار، حتى يتمكن من التعبير بحرية دون قيود. حيث قال بروفيسور الإتصالات، والمؤلف الرئيسي للدراسة، التي نشرت في المجلة الدولية New Media and Society، ستيفن هيس: "إن عدم الكشف عن الهوية، يجعل الفتيات يتحدثن بحرية، ويبحثن عن بعضهن البعض، فكل واحدة تدعم الأخرى نحو إتباع السلوك المدمر، والمرتبط بفقدان الشهية".

ظاهرة فقدان الشهية عبر الإنترنت

" ظاهرة فقدان الشهية، هو نمط حياتي لدى النساء، وليس مرض"، هذا ما أكده البروفيسور ستيفن هيس، وزملاؤه، من خلال دراسة  المواقع التي تدعم ظاهرة فقدان الشهية. حيث توفر هذه المواقع للمشاركات حرية تبادل النصائح فيما بينهم، حول كيفية فقدان الوزن الحاد، والتشجيع على " الصوم" عن الطعام. بعيداً عن البحث عن علاجات طبية قد تساعد في ذلك.

غير أن هذه المواقع الإلكترونية،  قد تؤثر نفسياً على النساء، من خلال  الرسائل التي تحوي في مضمونها مفاهيم تعزز كراهية الذات، والشعور بالندم بعد الإفراط في تناول الطعام، أو التقليل من ممارسة التمارين الرياضية، وبمستوى أقل مما هو مطلوب. غير أن هذه المواقع، تضم النساء للمشاركة في وضع الإستراتيجيات، لمواجهة المعارضين لظاهرة فقدان الشهية.

ويقول البروفيسور ستيفن هيس، بأن على أفراد العائلة، والأطباء، والمعالجين للفتيات، مراقبة ممن لديهن هوس في متابعة المواقع الإلكترونية، والتي تروج لظاهرة فقدان الشهية. ومحاولة تقديم النصح لهن، بعدم إتباع تلك المواقع المجهولة التي تخلق نمط حياتي مبني على عادات صحية خاطئة.

فقدان الشهية العصبي نمط حياتي لدى النساء

فقدان الشهية العصبي Anorexia nervosa، هو اضطراب خطير في الأكل، وفي بعض الأحيان قد يسبب الوفاة، وغالباً ما يحدث عند النساء. ويذكر أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، يقيدون بشدة تناولهم للطعام، من أجل الحصول على وزن منخفض جداً ومظهر جيد، وأحيانا يتلقون التمارين الرياضية، وبوتيرة عالية من أجل إنقاص الوزن.

فقدان الشهية، يؤدي الى التسبب بأعلى نسبة وفيات، مقارنة بأي مرض نفسي آخر. غير أنه يزيد من حالات الانتحار لدى الافراد، لاسيما وأنه قد يحدث إنهيار في القلب أو الكلي، نتيجة عدم إمداد الجسم بالتغذية السليمة، ولمدة طويلة.

وأكد البروفيسور ستيفن هيس، في الدراسة التي نشرت، بأن " الأشخاص الذين يعانون مع فقدان الشهية، يشعرون أحياناً بالحرج، أو الخجل، من سلوكهم الغذائي، وتحديداً أثناء تناولهم الطعام مع أفراد الأسرة.  وبالمقابل فهم يشعرون بالتباهي على شبكات المواقع الألكترونية الداعمة لأفكارهم حول ظاهرة فقدان الشهية. وقد تلقون المديح من قبل المؤيدين لنفس السلوك."

غير أن هيس، أشار الى أن المصابات بفقدان الشهية، يخلقن لأنفسهن شخصيات موجهة بديلة على شبكات الإنترنت، ويتفاعلن مع السلوكيات الموجهة على تلك المواقع.

بعض المجتمعات" السرية" الموجودة على شبكة الإنترنت، هي مماثلة لمجموعات الدعم " التقليدية"، حيث يتبادل المشاركون فيها الأفكار حول طرق التغلب على المرض. وفي موقع برو- آنا مثلاً، تتبادل الفتيات الوسائل الهادفة إلى تعزيز، وتحسين السلوكيات التي تعرض حياتهن للخطر. ويصف البروفيسور هيس هذه المواقع " المجموعات التي تسمح بالدعم السلبي على الإنترنت". ففي هذه المواقع يقدمن النساء لبعضهن البعض، المشورة السرية، فهن خلقن مجتمع تعاوني يعيش على السلوك السري الموحد.

وفي السنوات الأخيرة، فإن العديد من محركات البحث عبر شبكة الإنترنت، بما في ذلك متصفح Google، منعت الوصول إلى المواقع المؤيدة لظاهرة لفقدان الشهية، ولكن بالمقابل تظهر المواقع الجديدة وبشكل يومي، وحينها تستمر النساء في البحث عن المواقع التي تدعم سلوكهم في تأيد ظاهرة فقدان الشهية. ويذكر أن هذه الظاهرة كانت تعتبر مرضاً يسبب إنعزال المصابة عن محيطها، ولكن اليوم ومع التقدم التكنولوجي وإتساع عالم الإنترنت، أصبحت النساء تمارس هذه الظاهرة كنمط حياتي يومي، وتلقى تأيداً من قبل المجتمعات السرية التي تنتمي لها.

ويقول هيس،" عدم الكشف عن الهوية، يجعل مواقع برو-آنا مرتعاً خصباً للفتيات والنساء المصابات بفقدان الشهية، فهي تساعد في خلق مجتمعات الإنترنت التي تزدهر بخطاب كراهية الذات" ولذا من السهل التعبير عن الآراء المتطرفة في غرف الدردشة الكثيرة الموجودة على المواقع الإلكترونية، وبإسم مستعار.

3824 مشاهدة
للأعلى للسفل
×