هل سمعت بالثلث الرابع للحمل؟

مراحل الحمل الأربعة

تقدّر مرحلة الحمل الطبيعيّة بـ 40 أسبوعًا بدءًا من أوّل يوم من آخر مرحلة طمث مرّت بها السيّدة، لكن يولد الطفل خلال المرحلة التي تتراوح بين 38 أسبوعًا و42 أسبوع للحمل من ذلك اليوم، وتقسّم مرحلة الحمل 3 أقسام كلٌّ منها يغطّي مرحلة محدّدة؛ فالثلث الأول من الحمل يمتد منذ الأسبوع الأول وحتى الأسبوع الثاني عشر، أمّا الثلث الثاني فيمتد من الأسبوع الثالث عشر حتى الأسبوع السادس والعشرين، بينما يمتد الثلث الثالث منه من الأسبوع السابع والعشرين حتى انتهاء الحمل وحصول الولادة،^[١] أمّا الثلث الرابع من الحمل فهو المرحلة الأولى التي تلي الولادة، والتي تتضمن العديد من التغيرات العاطفيّة والجسديّة على الطفل ما يتطلّب المزيد من الرعاية له للتأقلم مع الحياة خارج الرحم.^[٢]

ما الثلث الرابع للحمل؟

هو المرحلة التي تبدأ من الحمل منذ ولادة الطفل وتستمر حتى بلوغه سن الثلاثة أشهر، وربما من الغريب أن تُسمّى هذه المرحلة الثلث الرابع من الحمل؛ فالطفل مولود خلالها وهي لا تعبّر عن الحمل، لكن التسمية جاءت نظرًا للتغييرات الكثيرة والتطور الكبير الحاصل للطفل خلال هذه المرحلة محاولًا التكيّف مع الحياة خارج الرّحم من تطوّر الحواس إلى التحكم بردود الفعل وتعلّم الاستجابة للوالدين واكتمال نمو الجهاز العصبي، فالتطورات الجسديّة والعقلية الحاصلة خلال الثلاثة أشهر الأولى من عمر الطفل لا تقل أهميّة عن تلك الحاصلة خلال مرحلة وجوده في الرحم.

يتعرّض الطفل خلال الثلث الرابع من الحمل للعديد من الأحاسيس والأصوات والروائح والأضواء والأصوات التي قد تبدو مزعجة، والجو باردًا، لكنّ هذه الحواس محدودة، وما زالت قيد التطوّر؛ فالرؤية تبدو مشوّشة كما لا يميّز مصدر الصوت، وهذا يختلف تمامًا عمّا اعتاد عليه داخل الرحم من هدوء وظلام ودفء وراحة، ويتطلب هذا الأمر من الوالدين توفير الكثير من الرعاية والراحة والحب والدعم خلال هذه المرحلة لجعلها تمرّ على طفلهما بسهولة.^[٣]

ماذا أفعل لطفلي في الثلث الرابع من الحمل؟

يختلف كل طفل خلال مرحلة الثلث الرابع من الحمل عن الآخر، فبعضهم يبدون أكثر إزعاجًا ويتطلبون توفير رعاية مستمرة على عكس بعضهم الآخر الأكثر هدوءًا، لكنّ الأطفال كلهم يحتاجون خلال هذه المدة إلى درجة ما من الرعاية للتأقلم مع الحياة الجديدة كما ذُكِرَ سابقًا، ومن المهم توضيح أنّ الطفل خلال هذه المرحلة غير قادر على التعبير عن احتياجاته من الجوع أو البرد أو الحرّ أو الإعياء، وهذا يتطلب من الأهل التفقّد الدائم للطفل وافتراض الأمور التي تلزمه، ويُوضَّح في ما يأتي بعض الأمور التي يمرّ بها الطفل خلال الثلث الرابع من الحمل وكيفيّة التعامل مع كل منها:^[٤]

• البكاء: يُعدّ بكاء الطفل الرضيع أمرًا شائعًا خلال الثلاثة أشهر الأولى من عمره، لكن من الصعب على الوالدين تحديد السبب الكامن وراء بكاء الطفل فالأمر يحتاج إلى تخمين، فربما يبدو الطفل جائعًا ويحتاج إلى الحليب، أو تغيير الحفّاض، أو في حاجة إلى التجشؤ وغير ذلك من الأسباب، ويبلغ بكاء الطفل ذروته قريبًا من الأسبوعين الخامس والسادس من عمره، كما يبدو أكثر تكرارًا في المساء، ومن المهم معرفة أنّه يبكي أحيانًا دون وجود أي سبب بمجرّد وضعه من على السرير، ولا يعني ذلك بالضرورة فعل أمر خاطئ أثناء تركه، فالطفل كان معتادًا على التلامس المستمر مع أمه خلال الحمل.
• النوم غير المنتظم: لا يبدو نوم الطفل ثابتًا تمامًا عند ولادته كغيره من الأمور الأخرى، فمن الطبيعي للطفل خلال المدة الأولى أن ينام معظم وقت النهار وأن يفيق لساعات طويلة في الليل، وهذا يعزى إلى اعتيادهم على هذا النمط من النوم خلال الحمل، ويتغيّر هذا النمط من النوم بحلول الأسبوع السادس من عمر الطفل لينام ساعات أطول في الليل، لكنّ نمط النوم لديه يبقى متقطّعًا.
• نمط التغذية غير المنتظم: تبدو معدة الأطفال حديثي الولادة صغيرة جدًّا؛ لذا لا يستطيعون تناول كمّيّات كبيرة من الحليب دفعةً واحدة، وينبغي للأم تبعًا لهذا إعطاؤهم الحليب بكميات صغيرة في أوقات متكررة تتراوح المدّة بينها بين ساعة ونصف وثلاث ساعات حتى خلال الليل، خاصة إذا كانت رضاعة الطفل طبيعيّة، ليستمر تدفّق الحليب وتجنّب تيبّس الثديين.

نصائح في الثلث الرابع للأهل

يوجد العديد من الطرق التي ترعى الأم أو الأب من خلالها الطفل وتُحلّ المشكلات التي يمر بها خلال الثلث الرابع من الحمل، ويُنصح الأهالي دائمًا بتذكّر أنّ هذه المرحلة يمر بها كل الآباء والأمهات، وجميعهم تجاوزوها بنجاح، وتُنصح الأم بالانتباه لنفسها خلال هذه المرحلة؛ فهي مدة تعافٍ لها من الولادة؛ إذ يستمر الألم والنزيف لعدة أسابيع بعدها، وتمرّ الأم خلال الأيام التي تلي الولادة بتقلبات مزاج شديدة نتيجة التغيرات الهرمونية الحاصلة؛ لهذا ينبغي للزوج استيعابها وتقبّل هذه التغييرات، لكنّ مراجعة الطبيب واجبة في حال استمرت هذه التقلبات لأكثر من 10 أيام بعد الولادة أو إذا كانت تؤثر في سير الحياة طبيعيًّا؛ فالأم تمرّ بمرحلة تُعرَف بـاكتئاب ما بعد الولادة.

ينبغي للأم المرضع كذلك العلم أنّها تصاب خلال هذه المرحلة بتيبّس في الثديين أو تصبحا حسّاستين، أو أن تشعر بألم عند لمس الحلمتين أو بتسرّب الحليب منهما خلال الليل، وجميعها أمور طبيعيّة تمر بها أغلب النساء بعد الولادة، لكن تنبغي مراجعة الطبيب في حال كان الألم بالحلمتين غير محتمل للبحث عن السبب المحتمل الذي يقف وراء ذلك ومحاولة حلّه.^[٤]

المراجع

1. ↑ "A Week-by-Week Pregnancy Calendar", kidshealth, Retrieved 13-7-2020. Edited.
2. ↑ "What is the fourth trimester?", pregnancybirthbaby, Retrieved 13-7-2020. Edited.
3. ↑ "Your baby and the fourth trimester", babycentre, Retrieved 13-7-2020. Edited.
4. ^ ^{أ ب} "Everything You Need to Know About the 4th Trimester", verywellfamily, Retrieved 13-7-2020. Edited.