محتويات
ماذا يعني العلاج بالحيوانات الأليفة؟
تطوّرت عبر الزمن نظرة الإنسانية تجاه الحيوانات، والتي كانت محصورة قديمًا على الاستفادة من خيراتها ولحومها وألبانها، واستخدامها في الزراعة والحراثة، فتعدّت علاقتنا مع الحيوانات إلى تربيتها والاهتمام بها، ثمّ إلى اتخاذها صديق للعائلة وللأطفال، ونظرًا للحب والدعم النفسي الذي تقدمه الحيوانات لأصحابها، جرى استخدامها كأحد وسائل علاج الاكتئاب والتوتّر وبعض الأمراض النفسيّة الأخرى، إذ مجرّد اللعب مع قطّة أو كلب يخفف من حدّة التوتّر ويجعل الشخص أكثر راحةً وهدوءًا. ومن هنا انبثق مفهوم العلاج بالحيوانات الأليفة (Animal-assisted therapy)؛ الذي يُعرَّف على أنّه تدخّل طبّي تكميلي كتقنيّة حديثة ترتكز على استخدام الحيوانات الأليفة في مساعدة المرضى على التعافي من بعض الأمراض النفسيّة والاضطرابات العقليّة والتعامل معها بطريقةٍ أفضل. تستخدم الحيوانات مثل الكلاب والقطط والخيول والخنازير أحيانًا في جلسات العلاج بالحيوانات الأليفة، ويعتمد اختيار نوع الحيوان المختار على معايير معيّنة تتعلق بسلامة الحيوان وسلوكه وعلى الأهداف العلاجيّة للمريض.[١]
ما هي طريقة العلاج بالحيوانات الأليفة؟
عادةً ما تُرتّب المستشفى أو دور الرعاية في بعض البلدان جلسةً بين المريض وبين الحيوان الأليف المعتمد والمعالج الفيزيائي، وتستغرق تلك الجلسة ما مدّته 10 إلى 15 دقيقة يمكن فيها للمريض اللعب مع الحيوان ومداعبته. لاحظ الأطبّاء في العديد من الدراسات بعد تكرار زيارات الحيوانات للمرضى أنّ اللعب والتواصل مع الحيوانات يؤثر في كيمياء الدماغ ويغيّر من مستوى بعض النواقل العصبية فيه، إذ يساهم في خفض نسبة الألم لدى مرضى الاضطرابات النفسيّة عبر تقليل نسبة الكاتيكولامينات المرتبطة بأعراض الألم، وترتفع نسبة الإندورفين، ويزداد نشاط الخلايا العصبية لدى المريض بعد 15 دقيقة من الجلسة، مما يعطي المريض شعورًا بالسعادة والهدوء.[٢][٣]
ما هي فوائد العلاج بالحيوانات الأليفة؟
تتجاوز فوائد العلاج بالحيوانات الأليفة تحسين الحالة النفسيّة العامّة للمريض، فيساعد أيضًا في خفض ضغط الدمّ، وتحسين صحّة القلب والأوعية الدمويّة، ولتحقيق الفائدة المرجوّة من العلاج، لا بدّ من الالتزام بالجلسات المحددّة مسبقًا من قبل الطبيب والمعالج، وتتلخّص فوائد العلاج بالحيوانات الأليفة فيما يلي:[٤]
- تحسين العلاقة بين المريض وبين مقدّم الرعاية الطبيّة.
- تعزيز شعور العاطفة.
- تقليل الشعور بالوحدة والعزلة.
- التخلّص من مشاعر الغضب والكراهيّة.
- تعزيز الشعور بالسّعادة والرّاحة.
- زيادة احترام الذات.
- زيادة التواصل اللفظي والحسّي.
- منح الرغبة في ممارسة الرياضة والأنشطة الأخرى.
- تحسين مهارات التواصل مع الآخرين.
- تقليل التوتر عبر التأثير المهدئ الذي توفره هذه الطريقة.
هل يوجد أيّة مخاطر للعلاج بالحيوانات الأليفة؟
قد تقع خطورة جلسات العلاج بالحيوانات الأليفة على المريض وعلى الحيوان نفسه. فمن جهة قد يصاب المريض بردّ فعل تحسسيّ إنّ كان لديه حساسيّة من وبر الحيوانات، ومن جهة قد يتعرّض الحيوان للعنف وسوء المعاملة من قبل المريض.[٤]
وعلى الرغم من ندرة تعرّض المريض للإصابة أثناء جلسات العلاج بالحيوانات الأليفة، لا بدّ من اتبّاع سياسات صارمة قبل المباشرة بجلسات العلاج، كالتأكّد من خلوُّ الحيوان من الأمراض ونظافته، ومن سلامته العقليّة والسلوكيّة، وتلقّيه اللقاحات والمطاعيم اللازمة. ولتحقيق تجربة ناجحة، تقوم المستشفيات ومراكز الرعاية الطبيّة بتدريب الحيوان والمعالج والمالك على التعامل مع الوضع الحالي للمصاب.[٣]
من يمكنه الاستفادة من العلاج بالحيوانات الأليفة؟
من المهمّ الحفاظ على الصحّة النفسيّة والعقليّة لمصابي الأمراض المزمنة والمتقدّمة لتحسين مستوى حياتهم، وتقليل شعورهم بالمرض والعجز وزيادة ثقتهم بأنفسهم. ولا يقتصر ذلك على المستشفيات ودور الرعاية، بل يطبق ذلك في المنازل والبيئات الجامعيّة والبرامج المجتمعيّة التي تستهدف التوعية بالاضطرابات النفسية والاكتئاب. ولعلّ أكثر المرضى حاجةً لجلسات العلاج بالحيوانات الأليفة هم:[٤][٣]
- الأطفال الخاضعين لعمليّات الأسنان، أو العلاج الفيزيائي.
- المرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي.
- كبار السنّ في دور العجزة.
- مرضى القلب وأمراض الأوعية الدمويّة.
- مرضى الخرف والذُّهان.
- مرضى متلازمة ما بعد الصدمة، كمصابي الحروب و فاقدي أهليهم.
- ضحايا السكتة الدماغيّة.
- مصابي الإعاقات الحسيّة.
- المعرّضين للإصابة بالألم المزمن.
- مرضى الاكتئاب.
المراجع
- ↑ "Pet therapy at Hall Health", wellbeing, Retrieved 2020-09-19. Edited.
- ↑ "The Science Behind Animal-Assisted Therapy", springer, 2013-02-21, Retrieved 2020-09-19. Edited.
- ^ أ ب ت "Pet therapy: Animals as healers", mayoclinic, Retrieved 2020-09-19. Edited.
- ^ أ ب ت Anna Giorgi (2017-09-28), "Pet Therapy", healthline, Retrieved 2020-09-19. Edited.