هل سمعت عن ورم المتوسطة؟

كتابة:
هل سمعت عن ورم المتوسطة؟

ما هو ورم المتوسطة؟

يُعدّ ورم المتوسّطة (Mesothelioma) أحد أنواع السرطانات التي تستهدف الأغشية المُغلّفة لبعض أعضاء الجسم، وعلى رأسهم الرئتين، كما قد يُصيب الأعضاء الآتية:[١]

  • القلب.
  • الخصيتين.
  • الصّفاق (غشاء البطن).

وفقًا لتقارير مُنظّمة الصحة العالميّة يُقدّر عدد الإصابات المُسجّلة لورم المتوسّطة حول العالم بما يُقارب 31 ألفًا في عام 2020م،[٢] لذا يُعد من الأورام السرطانيّة النادرة؛ إذ تُعدّ هذه الأعداد قليلة نسبيًّا إذا ما قورنت بإصابات السرطانات الأُخرى.[٣]

لماذا يحدث ورم المتوسطة؟

لا يوجد سبب مُحدّد وواضح للإصابة بورم المتوسّطة، ولكن يُرجّح أنّه ينتج عن مجموعة من العوامل التي تؤثّر بتفاعلها على المادّة الوراثيّة للخلايا، ما يدفعها للانقسام والنموّ بشكل غير طبيعيّ وغير مُسيطر عليه، فتتراكم مع الوقت مُسبّبًة تشكّل الورم السرطاني، ويُذكر من هذه العوامل ما يأتي:[٤]

  • العامل الوراثيّ

قد تزيد الاضطرابات الوراثيّة من خطر الإصابة بورم المتوسّطة، بالإضافة إلى أنّ بعض الأفراد أكثر عُرضة للسرطانات بسبب الجينات الموروثة.

  • ظروف بيئيّة مُعيّنة.
  • الحالة الصحيّة ونمط المعيشة.

ما العوامل التي تزيد خطر الإصابة بورم المتوسطة؟

أمّا بالنسبة للعوامل التي تزيد من احتماليّة الإصابة بورم المتوسّطة؛ فهي تتضمّن كلًّا ممّا يأتي:

تقدم الشخص في العمر

يزداد خطر الإصابة بورم المتوسطة مع تقدّم العمر؛ حيث إنّ 91% من الأفراد المُصابين بورم المتوسّطة يبلغون من العمر 55 عامًا أو أكثر؛ نتيجة طول فترة كمون هذا الورم؛ أي وجوده دون ظهور أيّ أعراض مُحدّدة،[٥] ومن النادر أن تُشخّص الإصابة لدى من تقل أعمارهم عن 45 عامًا.[٦]

وراثة الشخص للجينات المسببة للورم

يلعب العامل الوراثي دورًا في الإصابة بورم المتوسطة إلا أنه نادر الحدوث؛ إذ يرتبط حدوثه بتوارث طفرة جينيّة نادرة تُسمّى (BAP1).[٦]

كون الشخص رجلًا

يلعب جنس الفرد دورًا في الإصابة بالورم على نحوٍ غير مباشر؛ فالرجال هم أكثر عرضة للإصابة به لأنّ العمل في مناجم الأسبستوس أو ترسانات السفن سابقًا كان مقتصرًا عليهم، ولكن لُوحظ ارتفاع نسبة الإصابة لدى النساء مؤخرًا لمشاركتهنّ في العمل بالقطاعات الصناعية.[٧]

تعرّض الشخص لمعادن الأسبست

يُعدّ الأسبست أو الحرير الصخري (Asbestos) من المعادن التي استُخدمت بكثرة في المجالات الصناعيّة والحربيّة في التسعينات،[٨] ورغم عدم استعماله حاليًا كما في السابق إلا أنّ المُنشآت المبنيّة على أساسه ما تزال موجودة،[٩] ومن تأثيرات الأسبست ما يأتي:[١٠]

  • استنشاق أو بلع جُزء من ألياف الأسبست عند التعامل معه.
  • تراكم الأسبست في الأنسجة المُغلّفة لبعض أعضاء الجسم.
  • تضرّر الأنسجة وتسبّبها في نموّ الورم السرطانيّ.

تعرّض الشخص لمعادن الزيوليت

إنّ التعرّض لمعادن الزيوليت الموجودة في التربة والصخور يزيد من احتمالية الإصابة بورم المتوسطة؛ وذلك لارتباط هذه المعادن بالأسبست.[١١]

إصابة الشخص بالفيروس القردي 40

يُرجّح وجود علاقة تربط بين الإصابة بالفيروس القرديّ 40 وبين ارتفاع احتماليّة الإصابة بورم المتوسّطة بطريقة ما، إلا أنّ العلاقة بينهما غير مؤكّدة تمامًا وما زالت قيد البحث والدراسة،[١٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفيروس من العائلة التوراميّة، وقد انتقل للبشر عن طريق الخطأ عند تلوث لُقاحات شلل الأطفال المُصنّعة بالاستعانة بالقرود ما قبل عام 1963.[١٣]

علاج الشخص مسبقًا بالأشعة

قد يزيد العلاج الإشعاعيّ من خطر الإصابة بورم المتوسّطة؛ نظرًا لتأثير الأشعة على المادّة الوراثيّة للخلايا، ما يدفعها للنموّ بشكل غير طبيعيّ مُسببًة تكوّن الورم،[١٤] ورغم ذلك فإنّ نسبة الإصابات بورم المتوسّطة لدى الأفراد الذين خضعوا مُسبقًا للعلاج الإشعاعيّ نادرة للغاية.[٦]

كيف تظهر أعراض ورم المتوسطة تبعًا للنوع؟

غالبًا ما تظهر أعراض ورم المتوسّطة تدريجيًا على مدى سنوات، كما تختلف باختلاف مكان ظهور الورم في الجسم، وفيما يأتي ذكر لأهمّ هذه الأعراض وفقًا ذلك:

أعراض ورم المتوسطة الجنبي

من أهمّ أعراض ورم المتوسطة عند إصابته الغشاء المُغلّف للرئتين ما يأتي:[١٥]

  • الشعور بالتعب والإعياء.
  • السّعال الجاف.
  • ضعف العضلات.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • ألم الصدر.
  • ضيق النفس.
  • صعوبة التنفّس الناجمة عن قصور قُدرة الصدر على التمدّد.
  • صعوبة البلع.
  • خشونة الصوت.
  • تورّم الوجه والذراعين.
  • فقدان الوزن غير المبرر.

أعراض ورم المتوسطة الصفاقي

تتشابه أعراض ورم المتوسّطة عند إصابته لغشاء الصّفاق المُغلّف للبطن مع بعض الاضطرابات الأخرى؛ كاضطرابات الدورة الشهريّة أو اضطرابات الجهاز الهضميّ؛ مثل القولون العصبيّ، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[١٥]

  • الشعور بالتعب والإعياء.
  • الشعور بالغثيان والتقيّؤ.
  • الإمساك.
  • ألم البطن وتورّمه.
  • فُقدان الشهيّة.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • الاستسقاء البطنيّ؛ وهو تجمّع السوائل في البطن.

أعراض ورم المتوسطة التاموري

تظهر هذه الأعراض عند تكوّن ورم المتوسّطة في غشاء التامور المُغلّف للقلب، ما يسبّب التهاب أنسجته وشدّ عضلات القلب، ومن أعراضه ما يأتي:[١٦]

  • الشعور بالتعب والإعياء.
  • ألم الصدر.
  • السعال.
  • صعوبة التنفّس.
  • التعرّق الليليّ.
  • تجمّع السوائل في القلب.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • خفقان القلب.
  • اضطراب ضربات القلب والنفخات القلبيّة (Heart murmur).

أعراض ورم المتوسطة في الغلالة الغمدية

ينجم عن تكوّن ورم المتوسّطة في غشاء الطبقة الوعائيّة المُغلّف للخصيتين العديد من الأعراض، وتتضمّن الآتي:[١٧]

  • ظهور كُتل في الخصيتين أو الغشاء المُحيط بهما.
  • الشعور بالألم أو عدم الراحة في كيس الصفن.
  • القيلة المائيّة؛ تورّم كيس الصفن واحتباس السوائل فيه.

هل توجد مضاعفات لورم المتوسطة؟

نعم، قد تتطوّر بعض المُضاعفات لورم المتوسّطة أحيانًا، ويُذكر من أهمّها ما يأتي:[١٨]

  • ضيق التنفس، الناجم عن عدّة أسباب؛ كاحتباس السوائل في القلب أو الرئتين.
  • المُضاعفات الناجمة عن استعمال بعض الأدوية والعلاجات، مثل:
    • مُضاعفات العلاج الكيماويّ؛ مثل الشعور بالتعب، وتساقط الشعر.
    • مُضاعفات العلاج المناعيّ؛ مثل التهاب الرئة.
    • مُضاعفات العلاج الإشعاعيّ؛ مثل تهيّج الجلد، والتهاب الرئة الإشعاعيّ.

كيف يُشخّص ورم المتوسطة؟

تُستخدم العديد من الفحوصات التي تُساعد على تأكيد الإصابة بورم المتوسّطة، ومنها ما يأتي:[١]

  • التصوير بالأشعّة السينيّة (X ray)

يُجرى عادةً للصدر أو البطن.

  • التصوير المقطعيّ (CT scan)

وهو عدد من صور الأشعّة السينيّة المُفصّلة.

  • التنظير

في منطقة البطن أو الصدر؛ تبعًا للمكان المتوقّع ظهور الورم فيه، ويُصاحب التنظير أخذ خزعة من الأنسجة لفحصها وتحليلها.

كيف يُعالج الطبيب ورم المتوسطة؟

تختلف الخيارات العلاجيّة المُتاحة لورم المتوسّطة حسب درجة انتشار المرض وحالة المُصاب الصحيّة عمومًا، ويهدف العلاج لزيادة العُمر المتوقّع للمُصاب من خلال السيطرة على أعراض المرض قدر الإمكان؛ نظرًا للتشخيص المُتأخر الذي يكون عادةً في المراحل المُتقدّمة، ومن أهمّ الخيارات العلاجيّة ما يأتي:[١٩]

  • استئصال الخلايا السرطانيّة جراحيًّا

من خلال إجراء العمليات الجراحيّة الآتية:

    • استئصال الجنبة وتقشير الرئة (Pleurectomy with pulmonary decortication)، التي يُزال فيها الغشاء المُغلّف للرئة مع ما يمتدّ من خلايا سرطانيّة.
    • استئصال الرئة خارج الجنبة (Extrapleural pneumonectomy)، التي يُزال فيها الغشاء المُغلّف للرئة مع الرئة المُصابة، ويُزال جُزء من غشاء القلب مع الحجاب الحاجز.
    • استئصال الصّفاق (Peritonectomy)، التي يُزال فيها الأجزاء المُصابة بالورم من الغشاء المُغلّف للبطن فقط؛ في حال عدم انتشار الخلايا السرطانيّة.
  • العلاج الكيماويّ

ومن أشهر الأنواع المُستعملة في علاج ورم المتوسّطة الآتي:

    • بيمتريكسيد (Pemetrexed).
    • كاربوبلاتين (Carboplatin).
    • سيسبلاتين (Cisplatin).
  • العلاج الإشعاعيّ

يجرى العلاج الإشعاعي بعد العلاج الكيماويّ أو الاستئصال الجراحيّ في مُعظم الحالات، كما أنّه يُستعمل في مراحل مُختلفة من المرض.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بورم المتوسطة؟

نعم إلى حدٍّ ما؛ إذ أنّ الطريقة الوحيدة لتقليل خطر الإصابة بورم المتوسّطة تكمن في تجنّب التعامل مع معادن الأسبست قدر الإمكان، وينطبق ذلك على جميع العاملين في القطاعات التي يُمكن استخدام الأسبست فيها، مثل:[٤]

  • موظّفو الكهرباء.
  • السبّاكون.
  • عُمّال العزل المنزليّ.
  • موظّفو تجديد المنازل.
  • عُمّال الهدم.

وإن كان لا بُدّ من العمل مع الأسبست فيجب التقيّد بجميع وسائل الحماية والوقاية المُوصى بها من قبل المسؤولين، والتي تتضمّن ارتداء الأقنعة والملابس الواقية، مع ضرورة الاستحمام بعد الانتهاء من العمل، كما يجب أخذ الحيطة والحذر بشكل خاصّ عند هدم البنايات القديمة المحتوية على الأسبست؛ حيث إنّه عُرضة للتطاير في الهواء، وبالتالي قد يستنشقه البعض.[٤]

ملخص المقال

يُعدّ ورم المتوسّطة من السرطانات المُرتبطة بالتعرض لمعادن الأسبست، ويُصيب الأغلفة المُحيطة بالرئتين، أو القلب، أو البطن أو الخصيتين، وتظهر الأعراض تدريجيًا على مدى سنوات، ولكنه قد يكون مميتًا إن لم يُكتشف ويُعالَج، ورغم عدم وجود علاج شافٍ تمامًا إلا أنّ العلاجات المتوفّرة تُحسّن من جودة حياة المُصابين وتُخفّف من الأعراض المُصاحبة للورم.

المراجع

  1. ^ أ ب "Mesothelioma", nhs, Retrieved 14/12/2021. Edited.
  2. "Mesothelioma", iarc, 12/2020, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  3. "Mesothelioma", rarediseases, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Mesothelioma", mayoclinic, 20/10/2020, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  5. Linda Molinari, "Mesothelioma Causes & Risk Factors", mesothelioma, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Risk Factors for Malignant Mesothelioma", cancer, 16/11/2018, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  7. Linda Molinari, "Mesothelioma Causes & Risk Factors", mesothelioma, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  8. "Mesothelioma", mesotheliomahope, 10/11/2021, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  9. "ASBESTOS", cdc, 16/3/2012, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  10. "Mesothelioma", mesotheliomahope, 10/11/2021, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  11. "Risk Factors for Malignant Mesothelioma", cancer, 16/11/2018, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  12. "Risk Factors for Malignant Mesothelioma", cancer, 16/11/2018, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  13. "Simian virus 40, poliovirus vaccines, and human cancer", who, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  14. "What Causes Malignant Mesothelioma?", cancer, 16/11/2018, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  15. ^ أ ب Karen Selby, "Symptoms and Signs of Mesothelioma", asbestos, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  16. "Mesothelioma Symptoms", mesotheliomahope, 26/10/2021, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  17. "Mesothelioma Symptoms", mesotheliomahope, 26/10/2021, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  18. "Complications from Mesothelioma", mesotheliomahub, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  19. "Mesothelioma", cancer, Retrieved 22/11/2021. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×