هل صخرة بيت المقدس حقًّا معلقة في الهواء؟

كتابة:
هل صخرة بيت المقدس حقًّا معلقة في الهواء؟

صخرة بيت المقدس

يطلق عليها أيضًا الصخرة المشرفة؛ وهي عبارة عن صخرة طبيعيّة تقع في أعلى نقطة من المسجد الأقصى غير منتظمة الشكل، تتراوح أبعادها بين حوالي 13 مترًا إلى 18 مترًا وارتفاعها مقداره مترين تقريبًا، تعد من أقدم وأهم المعالم الإسلاميّة، تتمتّع بلونها الذهبي الرائع، عرج من خلالها النبي عليه الصلاة والسلام إلى السماء في ليلة الإسراج والمعراج في بداية السنة العاشرة للبعثة النبوية الشريفة، يوجد فيها مغارة صغيرة تسمّى مغارة الأرواح؛ وهي عبارة عن تجويف طبيعي التكوين، كانت قبّة مسجد الصخرة قديمًا قبلة لليهود حيث أنّهه كانوا يصلون إليها بعد وفاة نبيّهم موسى عليه السلام، لكن في الحقيقة لم يرد ما يؤكّد أن النبي موسى عليه السلام أمرهم باتخاذها قبلةً لهم لصلاتهم، تكثر القصص الشعبيّة والخزعبلات والخرافات المنسوبة للصخرة والتي زعم العلماء على أنّها خرافات وأكاذيب لا تمت للحقيقية بصلة ومن أشهرها بأنِّه صخرة من الجنّة ومعلقة في الهواء لكن ما حقيقة ذلك هذا ما ستوضّحه السطور الآتية.

هل صخرة بيت المقدس حقًّا معلقة في الهواء؟

وفقًا للمشهد الذي ترى به صخرة بيت المقدس الآن فهي عبارة عن سقف لغار في رأس جبل ومتصلة بالجبل من كافة جوانبه والغار يقع في رأس الجبل أي أنّها تمثل قمّة الجبل، ونظرًا لذلك فإن الأقاويل والادعاءات التي تزعم بأن صخرة بيت المقدس معلّقة في الهواء تنافي وتخالف الواقع المشاهد عليه الآن والذي يؤكّد ويثبت بأنّها متصلة بجوانب الجبل كافة وبأنّها تعد جزءًا منه وليست إضافة، بالإضافة إلى ذلك وبالرجوع إلى أحاديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فلم يصح حديثًا واحدًا يؤكّد بتعليقها في السماء، لذلك كل ما روي وادّعي من خرافات يخالف ذلك ويعد باطلًا ومكذوبًا، ووفقًا لما أشار إليه أهل العلم والاختصاص من علماء المسلمين، وتشريف صخرة بيت المقدس يعود لكونها انطلاقة وبداية حادثة الإسراء والعروج للسماء.[١]

ووفقًا لما ورد عن العلاّمة شهاب الدّين محمد الألوسي رحمه الله في روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني قال؛ من الأكاذيب المشهورة أنه لما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- العروج صَعَدَ على صخرة بيت المقدس، وركب البراق، فمالت الصخرة وارتفعت لتلحقه، فأمسكتها الملائكة، ففي طرف منها أثر قدمه الشريف، وفي الطرف الآخر أثر أصابع الملائكة -عليهم السلام- فهي واقفة في الهواء، قد انقطعت من كل جهة، لا يمسكها إلا الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض سبحانه وتعالى، وهذا دليلًا آخرًا وفقًا لعلماء الأمة الإسلاميّة وأهل الدين والاختصاص يؤكّد بأن صخرة بيت المقدس المعلقة ما هي إلا خرافة كالكثير من الخرافات والادعاءات المنسوبة لها وجميعها ليس لها أساسًا من الصحّة في حال عدم وجود أي دليلًا شرعيًّا ودينيًّا يثبتها ويشير إليها ويؤكّد على مدى صحّتها.

المراجع

  1. "هل الصخرة التي في بيت المقدس معلقة في الهواء"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-05. بتصرّف.
3570 مشاهدة
للأعلى للسفل
×