هل عملقة الجنين أمر خطير؟

كتابة:
هل عملقة الجنين أمر خطير؟

ما المقصود بعملقة الجنين؟

يُعاني من مُتلازمة الطفل الكبير أو العَملَقة أو عملَقة الجنين (Macrosomia) ما يُقارب 9% من مجموع المواليد حول العالم، وهي ولادة الطفل بوزن أكبر من الحدّ الطبيعيّ، إذ يتراوح الوزن الطبيعي للأطفال حديثي الولادة ما بين 2.5 كيلوغرام و4 كيلوغرامات، وفي حال الإصابة بالعملقة فإنّ الطفل يولد بوزنٍ أكبر من 4 كيلوغرامات، مما يعرّض الأم وجنينها لعدّة مخاطر ومُضاعفات مُحتملة، خاصّةً عند الولادة؛ ففي مثل هذه الحالات يُوصي الأطبّاء بتجنّب الولادة الطبيعيّة واختيار الولادة القيصريّة حفاظًا على سلامتهما، كما يزيد ذلك من خطر إصابة الطفل ببعض الاضطرابات الصحيّة لاحقًا، كالسكري والسمنة.[١]


ما هي الأعراض الدالّة على عملقة الجنين؟

تنحصر الأعراض المُصاحبة لإصابة الجنين بالعملَقة بما يأتي:[٢]

  • زيادة الارتفاع القاعيّ: يُعرَف الارتفاع القاعيّ بأنّه المسافة ما بين أعلى رحم الأم وعظم العانة لديها، وفي حالة عملَقة الجنين تكون هذه المسافة أكبر من المتوقّع، وهو ما قد يُلاحظه الطبيب عند فحص الأم، ويعدّ علامةً على العملَقة.
  • زيادة كميّة السائل الأمنيوسيّ: يُعرَف السائل الأمنيوسيّ بأنه السائل المُحيط بالجنين في رحم الأم، ويتأثّر بكمية البول الذي يُنتجه الجنين خلال الحمل، لذا فإنّ الأجنّة الأكبر حجمًا يُنتجون كميّةً أكبر من البول، كما أنّ بعض الحالات والعوامل المُسبِّبة لعملَقة الجنين قد تؤثّر أيضًا في كمية البول المطروحة من الجنين وتُسبّب زيادتها.


ما هي أسباب حدوث عملقة الجنين وعوامل الخطر؟

إلى الآن لا يُعرَف السبب الدقيق للإصابة بعملقة الجنين، لكن تؤدّي العوامل الوراثية وبعض الاضطرابات الصحيّة التي تعاني منها الأم كالسكري والسمنة دورًا في ذلك، وفي حالات نادرة للغاية يعدّ السبب إصابة الجنين باضطراب مُسبِّب لفرط نومه أو نموّه بصورة أسرع.

كما توجد بعض العوامل التي يزيد وجودها من احتماليّة عملَقة الجنين، وبمعرفتها يُمكن التعامل معها أو علاجها لتقليل نسبة الإصابة لدى الأجنّة، ومنها:[٢]

  • سُكّريّ الحمل: إذ قد يُسبِّب ارتفاع نسبة السكّر في الأم زيادة عرض أكتاف الجنين، وزيادة نسبة الدهون في جسمه.
  • عُمر الأم الحامل: إذ تزداد احتماليّة عملقة الجنين عند حمل النساء ممّن أعمارهنّ أكبر من 35 عامًا.
  • عُمر الحمل: ففي حال تجاوز الحمل موعده بأسبوعين أو أكثر من موعد الولادة المتوقَع ينمو الجنين داخل الرحم أكثر.
  • الحمل بولد: إذ إنّ المواليد من الذكور عمومًا يولدون بوزنٍ أكبر من الإناث، لذا فهم مُعرّضون بنسبة أكبر لعملَقة الجنين.
  • عدد مرّات الحمل: ذلك يزيد من احتماليّة عملَقة الجنين لدى النساء اللواتي حملن عدّة مرّات مُسبقًا، وتزداد الاحتماليّة مع كلّ حملٍ قادم إلى الحمل الخامس.
  • زيادة وزن الأم خلال الحمل: فاكتساب الكثير من الوزن أثناء الحمل أو المعاناة من السمنة قبله يزيد من خطر إصابة الجنين بالعملقة.
  • الحمل المُسبَق بطفل يُعاني من العملَقة: إذ ترتفع احتماليّة عملَقة الجنين إن كانت الأم قد حملت مُسبقًا بجنين كبير.


هل عملقة الجنين أمر خطير؟

لا تؤثر عملَقة الجنين في وزنه فحسب، وإنّما يرتبط ذلك بمجموعة من المُضاعفات والمخاطر على صحّة الأمّ وجنينها، وتتضمن المُضاعفات المُحتملة على صحّة الأم الآتي:[١]

  • إلحاق الأذى بالمهبل: ذلك أثناء الولادة الطبيعية، مما قد يتسبّب بتمزّق المهبل، أو حتّى تضرّر العضلات الفاصلة ما بين المهبل وفتحة الشرج المعروفة بعضلات العجان.
  • النزف بعد الولادة: إذ إنّ عضلات الرّحم لا تتقلّص كما يجب بعد ولادة الجنين الكبير، مما يسبّب النزف الزائد بعد ولادته.
  • تمزّق الرحم: هو من المُضاعفات الخطيرة للغاية، وتزداد احتماليّة حدوثه لمن خضعن مُسبقًا لجراحة قيصريّة أو عمليّة في الرحم.

أمّا في إطار المُضاعفات المُحتمل حدوثها لدى الأطفال حديثي الولادة فهي كالآتي:[١][٣]

  • عُسر ولادة الكتف: ذلك ما يحدث عند خروج رأس الجنين من الرحم، إلا أنّ كتفه يعلق ولا يخرج إلا بإجراءات سريعة من قِبَل الطبيب المسؤول عن الحالة أثناء الولادة، وفي كثير من الأحيان يسبّب ذلك حدوث كسورٍ في العظام، كعظم الترقوة، أو العضد أعلى الذراع، أو الأعصاب، وفي حالات نادرة قد يُسبّب تلفًا في الدماغ أو حتّى الوفاة.
  • الإصابة بالسّمنة: إذ ترتفع احتماليّة إصابة الجنين بالسّمنة في مرحلة الطفولة.
  • اضطراب مستوى السكّر في الدم: فقد يُعاني بعض الأجنّة من انخفاض مستوى السكّر في الدم أو ارتفاعه في حالات أُخرى.
  • زيادة خطر الإصابة ببعض الاضطرابات الصحيّة في مرحلة البلوغ: فقد يُصاب الأطفال بمُضاعفات خلال مرحلة البلوغ تتمثّل بما يأتي:
    • الإصابة بالسكّري.
    • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
    • الإصابة بالسمنة.
    • الإصابة بالمُتلازمة الأيضيّة، وهي مجموعة من الحالات والاضطرابات التي تتطوّر لدى المُصاب معًا، وتتمثل بارتفاع ضغط الدم، والسكّري، وارتفاع نسبة الدهون المُتركّزة في البطن وحول الخصر، بالإضافة إلى اختلال نسب الكوليسترول في الدم، ممّا يزيد احتماليّة الإصابة بأمراض أُخرى، كأمراض القلب.


كيف يمكن الوقاية من حدوث عملقة الجنين؟

في بعض الأحيان قد لا يكون بالإمكان منع حدوث العملَقة لدى الجنين، لكن تُساعد بعض التعليمات والإرشادات في ضمان الحمل الصحيّ قدر المُستطاع، ويكون ذلك باتّباع الإجراءات الوقائيّة الآتية:[٢]

  • مُراجعة الطبيب عند العزم على الحمل قبل حدوثه، وطلب المُساعدة من اختصاصي التغذية في حال مُعاناة الأم من السّمنة؛ لمحاولة الوصول إلى الوزن المثاليّ بمُساعدة الطبيب قبل الحمل.
  • السيطرة على الوزن ومُراقبته خلال الحمل، إذ يكون عدد الكيلوغرامات المُكتسبة خلاله ما بين 11-16 كيلوغرامًا لا أكثر في حال كانت المرأة الحامل تمتلك وزنًا صحيًّا قبل الحمل؛ وذلك لدعم صحّة الجنين والأم دون الإضرار بأيٍّ منهما.
  • السيطرة على نسبة السكّر في الدم بمُساعدة الطبيب في حال كانت الأم تُعاني من السكّري مُسبقًا أو أُصيبت به خلال الحمل.
  • المُحافظة على النشاط بمُمارسة التمارين والأنشطة المُناسبة لوضع الأم وجنينها، واستشارة الطبيب في ذلك.


هل يمكن تشخيص عملقة الجنين؟

تقتضي زيارات الأم الحامل للطبيب خلال الحمل مُراقبة حجم الطفل ووزنه، وعلى الرغم من صعوبة الكشف ما إن كان الطفل سيولد بحجم طبيعي أو زائد بعد اكتمال الحمل إلّا أنّه يُجرى فحص بالموجات فوق الصوتية عند زيارة الحامل للطبيب، فيساعد على قياس حجم الجنين ووزنه، ولتشخيص إصابة الجنين يقيس الطبيب الارتفاع القاعيّ، ونسبة السائل الأمنيوسيّ المُحيط بالجنين؛ إذ قد يُشير ارتفاع أي منهما إلى إصابة الجنين بالعملقة.[٤]


ما علاج عملقة الجنين؟

في كثير من حالات عملَقة الجنين يبحث الطبيب في إمكانيّة ولادة الأم طبيعيًّا بعد مُناقشة الإيجابيات والسلبيّات المُحتملة لذلك، وقد يُصبح خيار الولادة القيصريّة الخيار الوحيد أحيانًا في الحالات الآتية:[٥]

  • في حال كانت الأم تُعاني من السكّري، سواء كان ذلك قبل الولادة أم أنّها أُصيبت به خلال الحمل.
  • إذا كان وزن الجنين 5 كيلوغرامات أو أكثر.
  • في حال عانت الأم مُسبقًا من عُسر ولادة الكتف.

وبعد الولادة يُجري الطبيب مجموعةً من الفحوصات للجنين للتأكّد من سلامته، كفحص نسبة السكّر في الدم، وفحص وجود أيّ إصابات ناجمة عن الولادة، وفحص وجود أيّ اضطرابات في الدم قد تؤثّر في كُريات الدم الحمراء، بالإضافة إلى مُتابعة الطفل مُستقبلًا؛ لفحص احتماليّة إصابته بالسّمنة أو مُقاومة الإنسولين والتعامل معها كما ينبغي، كما يجب مُتابعة الأم في حال إصابتها بالسكّري، ومُتابعة ذلك أيضًا لديها خلال الأحمال القادمة.[٥]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

بعد معرفة العوامل والأسباب المؤثّرة في احتماليّة عملَقة الجنين يُفضّل مُناقشة ذلك مع الطبيب، والالتزام بجميع المواعيد والمُراجعات المُحدّدة للأم طيلة مدّة الحمل؛ لمُتابعة وضعها ووضع الجنين بالضبط، ومعرفة أيّ أمور أو تعليمات يجب اتّباعها للحفاظ على سلامة الجنين والأم قبل الولادة وبعدها، بالإضافة إلى معرفة احتماليّة حاجة الأم إلى الخضوع لولادة قيصريّة، وما يحتاجه طفلها من عناية ومُراجعات طبيّة بعد ولادته أو خلال طفولته.[٢][١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Stephanie Watson (12-10-2017), "How Macrosomia Affects Pregnancy"، healthline, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Fetal macrosomia", mayoclinic,29-5-2020، Retrieved 22-6-2020. Edited.
  3. "Fetal Macrosomia", clevelandclinic,2-7-2018، Retrieved 22-6-2020. Edited.
  4. "Fetal Macrosomia: Diagnosis and Tests", clevelandclinic,7-2-2018، Retrieved 22-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Fetal macrosomia", mayoclinic,29-5-2020، Retrieved 22-6-2020. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×