هل مشاهدة الأفلام الإباحية تنقض الوضوء

كتابة:
هل مشاهدة الأفلام الإباحية تنقض الوضوء

الرقابة الإلهية

في بعض الأحيان يرتكب الإنسان بعض المعاصي بعيدًا عن أعين النّاس، ويُسمى هذا الفعل بذنوب الخلوات، وهو أن يقترف العبد الذّنوب سرًّا، ومن الجدير بالذّكر أنّ الدّين الإسلامي يمرّ بثلاث مراتب وهي: الإحسان والإيمان والإسلام، ومحور الموضوع هنا حول المرتبة العالية، وهي الإحسان كوْنها مُرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرّقابة الإلهيّة، ومفهوم الإحسان هو: أن يعبد الإنسان ربّه كأنّه يراه، ممّا يعني التماس العبد مراقبة الله عليه، فلا يقترف المعاصي خفيةً خوفًا من الله واستشعار مراقبته له،[١] وتُعدّ مشاهدة الأفلام الإباحيّة من المعاصي التي يرتكبها العبد بعيدًا عن أعين النّاس، ومن المعلوم أن حكم هذا الفعل؛ الحرمة، لقوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}،[٢] لكن هل يترتب على هذا الفعل آثار من ناحية العبادات، فمثلاً: هل مشاهدة الأفلام الإباحية تنقض الوضوء، سيتمّ الإجابة عن هذا السّؤال في هذا المقال، بالإضافة إلى كيفيّة التّخلُّص من مشاهدة الأفلام الإباحية.[٣]

هل مشاهدة الأفلام الإباحية تنقض الوضوء

وقبل الإجابة عن سؤال: هل مشاهدة الأفلام الإباحية تنقض الوضوء، يجدر بالذّكر أنّ مشاهدة هذه الأفلام الخليعة مُنافية للفطرة السّليمة ومُخالفة للشّريعة الإسلاميّة، كما أنّها وسيلة لضعف الجسد والعقل؛ لأنّ العلاقة الجنسيّة السّليمة والشّرعيّة أرقى وأسلم كونها تتحكم بمشاعر عاطفيّة وتتكلّلها الرّحمة والودّ، ولهذا فإنّ العلاقة الجنسيّة ليست مُجرّد علاقة تتأثر بمشاهدة هذه الأفلام القبيحة، وإنّما هي علاقة تكتنفها عاطفة الحبّ والسّكينة إن كانت في إطار الشّريعة الإسلاميّة، وأمّا الخروج عن هذا الإطار والذّهاب إلى الطّرق المُحرّمة لتفريغ الشّهوة؛ كمشاهدة الأفلام الجنسيّة أو العادة السّريّة أو اللّجوء للزّنا، فإنّ ذلك يؤدّي إلى برود الإنسان وضعف شخصيّته والبعد عن الله، لذلك يجب اللّجوء إلى الله والمُسارعة بالتّوبة، والقيام بالعبادات المفروضة، والانشغال بما هو مفيد، وأمّا بالنّسبة للإجابة عن سؤال: هل مشاهدة الأفلام الإباحية تنقض الوضوء، فالإجابة هي: نعم؛ فإن رأى المُشاهِد مادّة لزجة نزلت بعد ثوران الشّهوة لكن بدون تلذّذ أو فتور بعد الانتهاء من المُشاهدة فهذا بطبعه نجس كالبول وهذا هو المذيّ لذلك هو يُنقض الوضوء وعلى الفاعل الاكتفاء بالوضوء، أمّا إن تبعت المشاهدة لذّة شديدة وتدفّق ومن ثّم فتور فهذا هو المنيّ، ووجب على فاعله الغسل، لذلك يكون ناقضًا للوضوء من باب أولى.[٤]

كيفية التخلص من مشاهدة الأفلام الإباحية

إنّ التّخلّص من مشاهدة الأفلام الإباحيّة ليس بالأمر الصّعب، فالإرادة والعزيمة هي الخطوة الرّئيسة والمُساعِدة على التّرك على أن يكون ذلك مصحوبًا بالاستعانة بالله تعالى وطلب الهداية والمغفرة منه، وفيما يأتي سيتمّ التّعرُّف على كيفيّة التّخلُّص من مشاهدة الأفلام الإباحيّة:[٥]

  • اللّجوء إلى الله والإلحاح بالدّعاء، ويُستحسن أن يكون ذلك في الثّلث الأخير من اللّيل.
  • إدراك خطورة اقتراف المعاصي ولا سيّما هذه المعصية التي تعود سلبيّتها على العقل والجسد معًا.
  • الابتعاد عن أصدقاء السّوء، وملازمة الصّحبة الصّالحة، فهو وسيلة لتغيير فكر الإنسان ومنهجه.
  • الخوف من غضب الله، وإدراك سوء العاقبة يوم القيامة.
  • تجنّب الوحدة والفراغ، لتفادي وسوسة الشّيطان والانشغال بما لا يُرضي الله.

المراجع

  1. "الذنوب الخفية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
  2. سورة النور، آية:30
  3. "المنهج الإسلامي في الرقابة"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
  4. "مشاهدة الأفلام الإباحية وآثارها على الشهوة"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
  5. "الطرق العملية للتخلص من مشاهدة الأفلام الإباحية"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
5738 مشاهدة
للأعلى للسفل
×