هل هشاشة العظام وراثية

كتابة:
هل هشاشة العظام وراثية

هشاشة العظام

تعدّ هشاشة العظام حالة صحيّة تُؤدي إلى ضعف العظام، ممّا يجعلها هشة وأكثر عرضة للكسر، وتتطور هشاشة العظام ببطء على مدار عدة سنوات، وعادةً ما تُشخص عندما يتعرض الشخص للسقوط أو صدمة مفاجئة، ممّا يُسبب الإصابة بكسور في العظام، وتُعدّ كسور الورك، والمعصم، والعمود الفقري من أكثر الكسور شيوعًا عند الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، ومع ذلك، قد تحدث الكسور في عظام أخرى أيضًا، مثل؛ الذراع أو الحوض، وفي بعض الحالات قد يُسبب السعال أو العطاس كسر في الضلع أو الانهيار الجزئي لأحد عظام العمود الفقري.

ولا تسبب هشاشة العظام الألم ما لم يحدث كسر، وتُعد الكسور التي تحدث في فقرات العمود الفقري من الأسباب الشائعة للألم المزمنة في الظهر، وبالرغم من أنّ حدوث الكسور عادةً ما يكون العلامة الأولى على الإصابة بهشاشة العظام، إلّا أنّ الأشخاص الكبار في السن، قد تتطور لديهم وضعية جسم منحنية للأمام، وذلك يحدث عندما تنهار عظام العمود الفقري، ممّا يُصعب على الجسم تدعيم وزنه، ويمكن علاج هشاشة العظام بالأدوية التي تدعم وتقوي العظام.[١]


هشاشة العظام والوراثة

إن هشاشة العظام من الأمراض الشائعة ذات المكون الوراثي القوي؛ إذ أظهرت الدراسات التي أجريت على التوائم والعائلات أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في تنظيم كثافة المعادن داخل العظام وغيرها من العوامل المحددة لخطر هشاشة العظام، ويُعدّ هشاشة العظام مرضًا متعدد الجينات؛ إذ يرتبط بحدوثه العديد من الجينات، ولكل منها تأثير متواضع على كتلة العظام ومحددات أخرى لخطر الكسر، وفي الحالات النادرة، قد تحدث هشاشة العظام نتيجة لطفرة جينية واحدة،[٢] لذلك فإنّ من عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام، وجود تاريخ عائلي متعلق بالمرض؛ إذ يزداد خطر إصابة الشخص في المرض في حال وجود أحد أفراد الأسرة المقربين يُعاني أو عانى من كسر في الورك أو هشاشة العظام، وبالإضافة إلى الوراثية، يُوجد عوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، ومنها ما يأتي:[٣]

  • العمر، يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام بعد منتصف الثلاثينيات وخاصةً بعد انقطاع الطمث.
  • انخفاض الهرمونات الجنسية، إنّ انخفاض مستويات هرمون الأستروجين يجعل عملية تجديد العظام أكثر صعوبة.
  • العرق، إنّ الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء والشعب الآسيوي، يُواجه مخاطر أعلى للإصابة بهشاشة العظام من المجموعات العرقية الأخرى.
  • الطول والوزن، إنّ زيادة الطول أو انخفاض الوزن، قد تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • تاريخ شخصي متعلق بالكسور، قد يُشخص من يزيد عمره عن 50 عامًا، ويعاني من كسور سابقة، بعد التعرض لإصابة منخفضة المستوى، بمرض هشاشة العظام.
  • عوامل متعلقة بنمط الحياة، مثل؛ قلة الحركة، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.


أعراض هشاشة العظام

في المراحل المبكرة من الإصابة لا تُسبب هشاشة العظام أيّ أعراض أو علامات تحذيرية، وفي معظم الحالات، لا يعرف الأشخاص الذين يعانون من مرض هشاشة العظام أنّهم مصابون بهذه الحالة حتى يتعرضون لكسر في العظام، وعند ظهور الأعراض، التي قد تتضمن ما يأتي:[٤]

وفي حال ترك هشاشة العظام دون علاج، فقد تتفاقم الحالة، وتصبح العظام رقيقة وضعيفة وهشة جدًا، ممّا يزيد من خطر التعرض للكسور، وتتضمن أعراض هشاشة العظام الشديدة حدوث كسور من السقوط أو حتى من العطس الشديد أو السعال، كما يمكن أن تتضمن أيضًا، آلام الظهر أو الرقبة أو نقصان الطول، ويُمكن أن يكون سبب آلام الظهر أو الرقبة أو فقدان الطول حدوث كسر ضاغط في فقرات العمود الفقري، فقد يحدث هذا الكسر في إحدى الفقرات في الرقبة أو الظهر؛ إذ قد تكون هذه الفقرات ضعيفة، لدرجة أنّها تنكسر تحت الضغط الطبيعي في العمود الفقري.[٤]


الوقاية من هشاشة العظام

يُعدّ اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، من الأمور المهمة للحفاظ على صحة العظام ومن الطرق التي تساعد في الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام، ما يأتي:[٥]

  • تناول البروتينات، إنّ البروتين عنصر رئيسي لبناء العظام، ومع ذلك، تختلف الأدلة العلمية في ما يتعلق بتأثيرات البروتين على كثافة العظام، ويحصل معظم الأشخاص على كمية كافية من البروتين في أنظمتهم الغذائي، إلّا أنّه يوجد نسبة لا يحصلون على الكمية المطلوبة، ويمكن للأشخاص الذين يتبعون نظام غذائي نباتي الحصول على ما يحتاجونه من البروتينات من المصادر النباتية مثل؛ فول الصويا، والمكسرات، والبقوليات، والبذور، وقد يستهلك الأشخاص الكبار في السن كميات أقلّ من البروتينات، نتيجة للعديد من الأسباب.
  • الحفاظ على وزن صحي، إذ إنّ نقصان الوزن يزيد من فرصة فقدان كثافة العظام وحدوث الكسور، كما أنّ زيادة الوزن، والسمنة، تزيد من خطر حدوث الكسور في الذراع والمعصم، لذلك فيجب الحفاظ على وزن مناسب للجسم، للحفاظ على صحة العظام.
  • الحصول على كمية كافية من الكالسيوم، يحتاج الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 سنة إلى 1000 ميليغرام من الكالسيوم يوميًا، وتزداد هذه الكمية اليومية إلى 1200 ميليغرام عند تصل النساء إلى 50 عامًا والرجال إلى 70 عامًا، ومن المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم، مشتقات الحليب قليلة الدسم، والخضروات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن، والسلمون، والسردين، ومنتجات الصويا، والعصائر وحبوب الإفطار المدعمة بالكالسيوم، وفي حال كان الشخص لا يستطيع الحصول على ما يكفيه من الكالسيوم من النظام الغذائي، فقد يوصي الطبيب بالحصول على مكملات الكالسيوم، إلا أنه يجب الحذر؛ إذ قد ربط الاستهلاك المفرط للكالسيوم بحدوث حصى الكلى، ومن الممكن أن ترتبط بأمراض القلب، إلّا أنّه يوجد حاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات ذلك، لذلك يُوصى بألا تزيد كمية الكالسيوم الإجمالية من كل من النظام الغذائي والمكملات الغذائية معًا عن 2000 ميليغرام يوميًّا، للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة.
  • الحصول على كمية كافية من فيتامين د، يحسن فيتامين د من قدرة الأمعاء على امتصاص الكالسيوم، كما أنه يحسن من صحة العظام، ويمكن الحصول على هذا الفيتامين بالتعرض لأشعة الشمس، ولكن قد لا يستطيع جميع الأشخاص الحصول عليه بهذه الطريقة، وللحصول على كمية كافية من فيتامين د، للحفاظ على صحة العظام، فيجب أن يحصل الأشخاص البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و70 سنة على 600 وحدة دولية، وأن يحصلوا الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 سنة على 800 وحدة دولية في اليوم من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تساعد التمارين الرياضية على بناء عضلات قوية، وإبطاء فقدان الكثافة العظمية، وتحقق الرياضة نتائج إيجابية بغض النظر عن الوقت الذي يبدأ فيه الشخص بممارستها، إلّا أنّ النتائج تكون أفضل في حال بدأ الشخص ممارستها في مرحلة الشباب ممارسة التمارين الرياضية ثم استمر عليها طيلة حياته، ويجب الجمع بين تمارين تحمل الوزن وتمارين التوازن، للبناء العضلات والحفاظ على العظام، ومن الأمثلة على التمارين؛ تحمل الوزن، المشي، والركض، وصعود الدرج، والقفز على الحبل، والتزلج، وتمارين الضغط على عظام الساقين، والوركين والجزء السفلي من العمود الفقري، وبالرغم من أنّ السباحة، وركوب الدراجات، وممارسة التمارين على آلات مفيدة، للحفاظ على صحة القلب، إلّا أنّها لا تحافظ على صحة العظام.


المراجع

  1. "Osteoporosis", nhs,18-6-2019، Retrieved 4-12-2019. Edited.
  2. Stewart TL1, Ralston SH. (8-2000), "Role of genetic factors in the pathogenesis of osteoporosis.", J Endocrinol. , Issue 166, Folder 2, Page 235-245. Edited.
  3. Markus MacGill (22-7-2019), "What to know about osteoporosis"، medicalnewstoday, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Debra Stang (19-8-2019), "What Do You Want to Know About Osteoporosis?"، healthline, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  5. Mayo Clinic Staff (19-6-2019), "Osteoporosis"، .mayoclinic, Retrieved 4-12-2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×