محتويات
تأثير طرق التدخين على خطر الإصابة بسرطان الرئة
للإجابة على سؤال هل هناك علاقة بين التدخين وسرطان الرئة يجدر أولًا الحديث عن تركيبة الدخان -التبغ- وهو عبارة عن مزيجًا من 7000 مادة كيميائية سامة، 70 مادة منها مصنّفة ضمن المواد المسببة للسرطان، وقد يتسبب التدخين في الإصابة بالسرطان في معظم مناطق الجسم منها سرطان الفم والحلق والقولون والمستقيم والكبد والبنكرياس والمثانة وعنق الرحم وسرطان الدم النخاعي، وعلى نطاق الجهاز التنفسي فإن التدخين هو عامل الخطر الأول لسرطان الرئة، حيث تشير الإحصائيات أن المدخّنون معرضون للإصابة بسرطان الرئة أو الموت بسببه بنسبة 15 إلى 30 مرة أكثر من غير المدخنين، وتتأثر هذه النسبة بعدد السجائر والسنوات التي يستمر الشخص فيها بالتدخين حيث يزداد الخطر بزيادة هذه العوامل، ومن المهم بمكان الإشارة إلى خطر التدخين السلبي- غير المباشر- حيث يدخل الدخان عبر عملية التنفس للشخص غير المدخن مما يعرضه للإصابة بسرطان الرئة.[١]
هل هناك علاقة بين التدخين وسرطان الرئة
حان وقت الإجابة عن سؤال هل هناك علاقة بين التدخين وسرطان الرئة، فيعد التدخين سببًا رئيسًا للوفاة المرتبطة بالسرطان لدى الرجال والنساء، وأن 90% من وفيات سرطان الرئة يُعزى سببها إلى التدخين، وهنا لا يقتصر الحديث عن تدخين السجائر بل إنّه من بين الوفيّات المرتبطة بسرطان الرئة يتم تسجيل ما يقارب 7300 وفاة سنويًا يرجع سببها للتدخين السلبي، وتشير الاحصائيات المتعلقة بخطر الإصابة بسرطان الرئة للمدخنين وغير المدخنين في الولايات المتحدة أنّ شخص واحد أو أكثر من بين كل 15 شخص سيصاب بسرطان الرئة، وتقول أن نسبة إصابة الشخص الواحد هي 6.3% ويتضح أن هذه النسبة ستكون أعلى للشخص المدخن وأقل لدى غير المدخن، ولتوقّع نسبة خطر إصابة الشخص بسرطان الرئة خلال العشر سنوات القادمة فقد تم تطوير أداة لتقييم المخاطر اعتمادًا على العمر وطول مدة التدخين من مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان وذلك لتحرّي المرض، حيث تم اكتشافه في السابق اعتمادًا على التوعية بأعراضه المبكرة أملًا في التشخيص المبكر والذي قد يساهم في رفع إمكانية علاجه، فمن المؤسف أن 50% من المرضى يتم تشخيصهم في المراحل المتقدمة للمرض.[٢]
كيف يسبب التدخين سرطان الرئة
بعد الإجابة على سؤال هل هناك علاقة بين التدخين وسرطان الرئة يظهرُ سؤالا أكثر عمقًا وهو كيف يسبب التدخين سرطان الرئة، ونظرًا لاحتواء الدخان على العديد من المواد السامة والمسرطنة يعتقد الأطباء أن استنشاق دخان السجائر يسبب تلفًا في الخلايا التي تبطن الرئتين مما يحدث تغييرات في الأنسجة وهذا ما يمكن للجسم إصلاحه في أول الأمر، ولكن بسبب التعرّض المتكرر للدخان تتضرر الخلايا بشكلٍ متزايد ومع الوقت يصبح عمل الخلايا غير طبيعي،[٣] ونتيجةً لحدوث سلسلة من الطفرات التي قد تتطور إلى سرطان، يمكن للتدخين أن يؤدي إلى الطفرات من خلال الآليات الآتية:[٤]
- إحداث ضررٍ مباشر للحمض النووي: حيث تتسببب بعض المواد المسرطنة في الدخان بإتلاف الحمض النووي لخلايا الرئة، بالإضافة لبعض المواد الكيميائية مثل الكروم التي تساعد المواد المسرطنة على الالتصاق بالحمض النووي مما يزيد من احتمالية إتلافه.
- عدم إصلاح الحمض النووي: في التركيبة الطبيعية للخلايا يوجد نظام معقّد لإصلاح أي تلف قد يحصل في الحمض النووي، ويوجد جينات معروفة باسم كابتة الورم وترمز إلى البروتينات المسؤولة عن إصلاح الحمض النووي التالف وقتل الخلايا غير الطبيعية، ولكن بعض المواد في الدخان مثل الزرنيخ والنيكل تتداخل مع مسارات إصلاح الحمض النووي.
- الالتهاب: أثناء عملية انقسام الخلية هناك فرصة لحدوث خطأ ما في نسخ المادة الوراثية، وبسبب التدخين تضطر الخلايا للانقسام بشكل أكبر لتجديد التالف منها مما يزيد من فرصة حدوث الأخطاء والطفرات، كما يوجد العديد من المركبات المسببة للالتهاب في دخان التبغ.
- تلف الأهداب: وهي الزوائد الصغيرة التي تبطّن الشعب الهوائية وتقوم بالتقاط السموم ودفعها إلى الخارج، ولكن مادة الفورمالديهايد في الدخان تسبب تلفًا للأهداب لتصبح أقل فعالية في طرد السموم.
- وظيفة المناعة: يقوم الجهاز المناعي باكتشاف الخلايا غير الطبيعية مثل الخلايا السرطانية وتدميرها، ويوجد في الدخان بعض السموم التي تتداخل مع وظيفة الجهاز المناعي مما يمكّن بعض الخلايا السرطانية المبكرة من النجاة.
تأثير الإقلاع عن التدخين على خطر الإصابة بسرطان الرئة
بالمجيء إلى المدخنين السابقين فهل هناك علاقة بين التدخين وسرطان الرئة لديهم، حقيقة الأمر تُظهر أن خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين السابقين تتأثر بشكلٍ كبير بالعمر الذي تراجع فيه الشخص عن عادته السيئة، فأُجريت دراسة عام 2011 على 600 مريض بسرطان الرئة متوجهين للجراحة، 77% منهم مدخنين سابقين و11% فقط مدخنين حاليين، وأظهرت الدراسة أن 21% منهم قد توقفوا عن التدخين لمدة لا تقل عن 10 أعوام ولا تزيد عن 20 عامًا مضت، و10% منهم قد توقفوا عن التدخين قبل 40 عامًا وكان متوسط مدة الإقلاع عن التدخين قبل تشخيص المرض 18 عامًا، مما يشير إلى أن خطر الإصابة بسرطان الرئة قد يلاحق الشخص حتى بعد مرور فترة طويلة على انقطاعه عن التدخين.[٤]
نوع التدخين وعلاقته بسرطان الرئة
دخان التبغ ليس هو الجاني الوحيد في هذا الأمر إن سجائر القرنفل والكريتك والغليون والسيجار جميعها تزيد من خطر السرطان، ويُعتقد أن تدخين السيجار يضاعف خطر الإصابة بسرطان الرئة 5 مرات أكثر من غير المدخنين، وبالنسبة للماريجوانا فإن نتائج الدراسات تعدّ مختلطة بعضها يظهر زيادة وبعضها يظهر انخفاضًا، ويرجع ذلك لكونها قد تعطي تأثيرات مضادة للسرطان، وفي مراجعة لعدة دراسات وجدت أن دخان الشيشة يحتوي على 27 مادة مسرطنة بتراكيز مختلفة عنها في سجائر التبغ وتستنشق بشكلٍ أعمق ولكن لم يعرف بعد فيما إذا كانت مرتبطة بسرطان الرئة، ووصولًا إلى السجائر الإلكترونية فهل هناك علاقة بين التدخين وسرطان الرئة، لم يُعرف ذلك بعد ولكن يجدر الإشارة إلى أنها قد تتلف خلايا الرئة كما هو الحال مع الشيشية.[٤]
المراجع
- ↑ "What Are the Risk Factors for Lung Cancer?", www.cdc.gov, Retrieved 15-04-2020. Edited.
- ↑ "What Percentage of Smokers Get Lung Cancer?", www.verywellhealth.com, Retrieved 15-04-2020. Edited.
- ↑ "Lung cancer", www.mayoclinic.org, Retrieved 15-04-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Smoking and Lung Cancer", www.verywellhealth.com, Retrieved 15-04-2020. Edited.