تلقيح البويضة
لكي يحدث الحمل هناك عدة خطوات يجب أن تحدث أولها نقل الحيوانات المنوية؛ فيجب وصولها إلى موقع الإخصاب، إذ تكون قادرة على دفع نفسها خلال بيئة المهبل الأنثوي وعنق الرحم، كذلك يكون لديها القدرة على اختراق غشاء البويضة وتكوين مادة هلامية تحميها من الوسط الحمضي الموجود في المهبل، وتكون بيئة المهبل مناسبة لقبول الحيوانات المنوية دون تدميرها، إذ تنتقل الحيوانات المنوية بسرعة كبيرة عبر طبقات الرحم التي تصبح أرق وأقل حموضة خلال مدة الإباضة، مما يجعلها بيئة أفضل للحيوانات المنوية وأكثر راحة، والتي قد تبقى في الجهاز التناسلي للأنثى مدة تصل إلى خمسة أيام.
ثم تبدأ مرحلة نقل البويضة التي تبدأ عند مرحلة الإباضة وتنتهي بمجرد وصول البويضة إلى الرحم بعد الإباضة، وتؤدي إلى انتفاخ نهاية أنبوب فالوب الموجودة فوق المبيض، إذ تستغرق عملية النقل عبر الأنبوب حوالي ثلاثين ساعة، وقد تؤثر بعض الظروف الصحية في وظيفة قناتي فالوب؛ مثل: وجود عدوى في بطانة الرحم أو في الحوض.
ثم تكون مرحلة التلقيح أو التخصيب وتكوين الجنين؛ فبعد الإباضة تكون البويضة مستعدة للإخصاب مدة 12 إلى 24 ساعة فقط، وبمجرد وصول البويضة إلى جزء معين من قناة فالوب لتستقر فيها مدة 30 ساعة يحدث فيها التخصيب؛ أي اتحاد الحيوانات المنوية مع البويضة ليطلق عليها بعد ذلك البويضة المخصبة ثم تنزل إلى الرحم، ويُكوّن غشاء يحيط بالبويضة له وظيفتان؛ الأولى أنه يحتوي مستقبلات للحيوانات المنوية البشرية، والثانية أنها بمجرد اختراقها بواسطة الحيوانات المنوية يصبح هذا الغشاء غير نافذ لاختراق حيوانات منوية أخرى، ثم تبدأ الانقسامات الخلوية المتعددة لتكوين الجنين على مدار سبعة أيام، ثم تبدأ عملية الزرع في الرحم ونمو الجنين.[١]
علامات تلقيح البويضة
الطرق الوحيدة التي تحدد ما إذا كانت السيدة حاملًا أم لا هي فحص الحمل المنزلي أو الفحص بالموجات فوق الصوتية، لكن هناك بعض الأعراض قد تظهر وتدل على تخصيب البويضة وبداية الحمل. وأهم هذه العلامات ما يلي:[٢]
- المغص ونزول قطرات دم: يحدث ذلك من الأسبوع الأول إلى الأسبوع الرابع -بالتحديد من اليوم العاشر وحتى الرابع عشر من الحمل-؛ إذ يبدأ تكوّن كيس الحمل في بطانة الرحم، وهذا قد يؤدي إلى نزيف خفيف قد تظن السيدة أنها الدورة الشهرية، إلا أن ما يميزه عن الدورة الشهرية بأنه نزف خفيف قد لا يُلاحظ إلا بعد المسح، ولونه قد يكون ورديًا أو أحمر أو بنيًا، وقد يستمر أقل من ثلاثة أيام ثم يتوقف.
- تأخر الدورة الشهرية: بمجرد حدوث عمليتَي التخصيب والزرع داخل الرحم فإن الجسم يبدأ في إفراز هرمون الحمل الذي يعد مهمته الرئيسة الحفاظ على الحمل، كذلك منع المبيضين من إفراز بويضات ناضجة كل شهر، فمن المحتمل أن تنقطع الدورة الشهرية بعد أربعة أسابيع من الحمل وللتأكد من ذلك فيمكن إجراء الفحوصات المنزلية.
- ارتفاع درجة الحرارة: فقد يكون ذلك أيضًا من أعراض الحمل -خاصة أثناء التمارين أو في الطقس الحار- لذلك يجب شرب الماء بكميات أكبر وممارسة التمارين الرياضية بحذر.
- التعب: الذي قد يحدث في أي وقت من الحمل، لكنه شائع في بدايته؛ ذلك بسبب ارتفاع نسبة هرمون البروجسترون، مما قد يُشعر بالنعس والإرهاق، وعلى السيدة الحصول على القدر الكافي من النوم في هذه المرحلة.
- زيادة معدل ضربات القلب: بعد حوالي ثمانية إلى عشر أسابيع قد يبدأ القلب بالضخ بشكل أسرع، وقد تشعر بعض النساء بعدم انتظام في ضرباته؛ ذلك بسبب التغيّرات الهرمونية، لكن إذا كانت السيدة تعاني من أمراض القلب أصلًا فعندها تجب مراجعة الطبيب لوصف جرعات منخفضة من الأدوية وإعطاء أدوية أكثر أمانًا في مرحلة الحمل.
- تغييرات مبكرة في الثدي: مثل: كبر حجمه، أو الشعور بالوخز أو الألم، وقد يحدث هذا بين الأسبوعين الرابع والسادس بسبب التغيّرات الهرمونية، ومن المرجح أن تزول بعد بضعة أسابيع بعد أن يتكيف الجسم مع هذه الهرمونات، كذلك من المحتمل أن تحدث تغييرات في حلمة الثدي إذ تصبح بلون أغمق وأكبر حجمًا في حوالي الشهر الحادي عشر.
- تقلب في المزاج: بسبب ارتفاع مستوى هرمونَي الاستروجين والبروجسترون، مما يؤثر في المزاج، ويجعل السيدة حساسة وعاطفية أكثر من المعتاد، وقد يؤدي أيضًا إلى الاكتئاب والقلق وعدم الراحة.
- التبول المتكرر: إذ تزيد كمية الدم التي تُضخّ مما يجعل الكلى قادرة على معالجة السوائل أكثر من المعتاد، وتلعب الهرمونات دورًا أيضًا في ذلك.
وقت ظهور أعراض تلقيح البويضة
حدوث ما يسمى بتشنجات الزرع أو التقلصات التي تحدث في أسفل البطن في العادة تكون علامة مبكرة للحمل، وفي الغالب السيدات اللواتي يحاولن الحمل تكنّ حساسات جدًا تجاه أي تغيير في أجسامهن بحثًا عن أعراض الحمل، فيتحدثن عن وجود أعراض لديهن في وقت مبكر من أربعة إلى خمسة أيام بعد الإباضة، ورغم أن هذا غير مرجح إلا أنه قد يحدث عند بعضهن، خاصة وجع الثدي، أو الوخز، أو التعب العام، رغم أنها قد تكون مرتبطة بالتغييرات الهرمونية خلال الإباضة أو الدورة الشهرية.[٣]
المراجع
- ↑ "Conception: How It Works", ucsfhealth, Retrieved 23-2-2019.
- ↑ "Early Pregnancy Symptoms", healthline, Retrieved 23-2-2019.
- ↑ "What to expect at 5 days past ovulation (DPO)", medicalnewstoday, Retrieved 24-2-2019.